الدوناتس تفي بالغرض
• في سنة 2016 وفي واحدة من أغرب القصص اللي حصلت لشاب كان بيحاول يلاقي وظيفة بدأت حكاية "لوكاس".. اللي حصل إن الشاب الأوروبي الليتواني "لوكاس" سافر لـ "سان فرانسيسكو" في أمريكا بعد ما ساب ليتوانيا عشان يدور على شغل.. بمجرد وصوله هناك ومن أول لحظة كان عارف إن الأمور مش هتمشي بأي سهولة من أي نوع.. رغم كده قرر إنه يروح يقدم في شركات في نفس تخصصه على أمل إنه يتقبل.. شركة اتنين وتلاتة والنتيجة صفر.. مرفوض.. قسوة الرفض كانت في إنه كان بيحصل بطريقة سخيفة جافة وخالية من أي ود!.. طبيعي إذا كان رفضي في الشركات اللي في بلدي الأم ليتوانيا كان بيبقى سخيف فأكيد رفضي في بلد غريبة هيبقى أسخف.. تمام.. لازم حل.. قفل على نفسه كذا يوم وقبل ما فلوسه اللي معاه تخلص لقى المفتاح!.. استغل إن فيه محل حلويات قريب من مكان سكنه عامل عروض على الدوناتس اللي بيبيعها.. تمام بس إيه علاقة ده بموضوعك!.. ما هو ده المفتاح!.. إزاي؟.. بحسبة بسيطة كده فيه 43 شركة متاحين إنه يقدم فيهم على شغل.. اترفض بالفعل من 3 منهم يتبقى 40.. أنا هقدم في الـ 40 شركة مرة واحدة.. نزل لمحل الحلويات واشترى بكل الفلوس اللي باقية في جيبه 160 قطعة دوناتس!.. ليه؟.. طلب من المحل إنهم يحطوا كل 4 منهم في علبة منفصلة.. تمام يا سيدي ما أنت دافع بقى.. نفذوله اللي عايزه وكمان وصلوا الطلب لحد البيت.. كتب على اللاب توب بتاعه جملة "معظم السير الذاتية تنتهي في القمامة إلا سيرتي أنا ستنتهي في معدتك" وطبع الورقة دي ولزقها في ضهر كل علبة دوانتس بحيث إن اللي يفتح العلبة يشوف الجملة!.. بس كده؟.. لأ.. كمان حط نسخة من سيرته الذاتية في كل علبة!.. بقى كده كل علبة فيها الـ 4 دوناتس + الجملة + السيرة الذاتية بتاعته.. بس لحظة يا عم "لوكاس"!.. أنت مدرك إن لو حوارك ده فشل إنك هتبقى فلست وبقى مفيش في جيبك ولا دولار!.. أيوا عارف وبراهن على نجاحي بسبب تعبي وتفكيري!.. بعدها لف على كل الشركات الـ 40 وعمل نفسه عامل ديلفري جاي يوصل طلبات وبقى يطلب من الأمن اللي في الشركة الفلانية إنه يحط العلبة على مكتب المدير المسؤول عن التوظيف.. يومين كاملين قسم فيهم الـ 40 شركة لـ 20 في اليوم وتمت المهمة بنجاح.. والنتيجة؟.. "لوكاس" في اليوم الثالث جاله 10 مقابلات عمل من 10 شركات.. اللي هو تعالا إحنا عايزينك معانا يا عم الذكي الفتك اللي مفيش منك.. اللي حصل إن ربع العدد اللي هو قرر يبعتلهم الهدية دي من المديرين عجبتهم الحركة اللي فيها مجهود وتعب وذكاء الحقيقية فوافقوا عليه وشافوا إن مكسب للأماكن بتاعتهم إن يبقى فيها شخص بالمواصفات والدماغ دي.. والسبب؟.. الدماغ اللي فكرت واشتغلت وآمنت بالسعي لآخر لحظة.
• مفيش نتيجة مش هيسبقها سعى.. في العلاقات أو حتى في الحياة العملية صرف المجهود في البداية هو اللي بيضمن لك مقابل في النهاية.. دور الإنسان في الدنيا إنه يعمل كل "الممكن" اللي في إيده، ويسيب كل اللي "مش ممكن" على ربنا سبحانه وتعالى.. معظم المشاكل النفسية والإحباط بتحصل بسبب إنك بتنتظر المستحيل وأنت أصلا مش عامل السهل!.. ربنا قال في سورة النجم: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾.. حسب النتيجة اللي عايزها حسب المجهود اللي المفروض تعمله.