طلاب غزة في مرمى نيران الاحتلال.. عام دراسي بين الحرمان من التعليم والنزوح والقصف والحصيلة 351 مدرسة ركامًا
هنا كانت تركض خلف صديقاتها في الفناء.. وفي الطرقات تتعالى ضحكاتها، وهناك داخل الفصول كانت تتعلم وترسم.. ذكريات تسترجعها الطفلة تهاني محمد أبو غالي، طوال 4 سنوات قضتها داخل مدرستها الزهراء الابتدائية المشتركة للاجئين التابعة لوكالة الغوث بمدينة رفح الفلسطينية، لمواقف جمعتها مع أقرانها ومعلميها ممن استشهد بعضهم بصواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فهنا وعلى جدرانها كما تقول تعلمت القراءة والكتابة بجملة: فلسطين وطني.
لم يخطر ببال الصغيرة تهاني أبو غالي؛ صاحبة الـ 9 سنوات، أن تنتقل مع أسرتها المكونة من 9 أفراد للعيش داخل فصول مدرستها بعدما قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلهم الكائن بحي الجنينة في مدينة رفح الفلسطينية، ليستقر بهم الحال للإقامة مع 20 شخصا من عائلات أخرى نزحوا من شمال قطاع غزة.
بين حين وآخر تسترق الطفلة تهاني زيارات خاطفة إلى فصلها الكائن بالطابق الثاني، فهناك قضى العدوان الإسرائيلي على حلمها بإنهاء الدراسة بالصف الرابع الابتدائي، وهذا قد يؤجل التحاقها بالصف الخامس، وخلال الحديث معها في هذا السياق، أعربت عن حزنها لضياع الفصل الدراسي الأول، قائلة: حزينة لتوقف التعليم.. ونفسي نرجع نتعلم تاني.. وخايفة الحرب تطول والسنة كلها تضيع علينا.
خسائر بشرية ومادية كبيرة للقطاع التعليمي في غزة
ليست الطالبة تهاني أبو غالي، وحدها من تبددت أحلامها الدراسية لضياع نصف عام دراسي، لكن يشترك معها أكثر من 620 ألف طالبة وطالبة في مراحل التعليم الأساسي والثانوي، بعدما حرمهم جيش الاحتلال من التعليم بسبب عدوانه على قطاع غزة.
وتسبب القصف الإسرائيلي على القطاع منذ يوم الـ 7 من أكتوبر وحتى تاريخ كتابة هذه السطور، في تدمير 286 مدرسة حكومة من أصل 442 مدرسة، بخلاف تخريب مدارس وكالة غوث والتي وصلت لـ 65 مدرسة، ولم يتم حصر المدارس الخاصة المدمرة جزئيا أو كليا بالقاع والبالغ تعددها 70 مدرسة، وذلك وفقا لبيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، مؤكدة أنها قابلة للزيادة لصعوبة الحصر الدقيق.
الأونروا: ضياع العام الدراسي يزيد من خطر ضياع جيل بأكمله.. واليونيسكو: استخدام الأبنية التعليمية للأغراض العسكرية انتهاك للقانون الدولي
في ذات السياق، أعرب فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا، خلال تصريحات سابقة، عن تخوفه الكبير بسبب حرمان أكثر من نصف مليون طالب وطالبة يدرسون بالمدارس الابتدائية والثانوية في غزة من الدراسة، مؤكدا أن كل يوم إضافي في الحرب يعمق الجروح ويزيد من خطر ضياع جيل بأكمله.
فيما أعلنت منظمة اليونيسكو، نهاية أكتوبر الماضي، عن شعورها بقلق بالغ وذلك إزاء الأعمال العدائية على قطاع غزة وتأثيرها على الطلاب والعاملين في مجال التعليم، داعية إلى ضرورة حماية المؤسسات التعليمية، كما أكدت أن استهداف الأبنية التعليمية أو استخدامها للأغراض العسكرية يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
183 مدرسة للأونروا بغزة تتحول لمأوى 1.4 مليون نازح فلسطيني
الأوضاع صعبة للغاية ولا يمكن تخيلها، هكذا تصف إيناس حمدان والتي تشغل منصب القائم بأعمال مدير مكتب الإعلام بمنظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الأونروا في قطاع غزة، المدارس التابعة للوكالة الأممية والتي تحولت لمراكز إيواء لملايين النازحين من الطلاب وأسرهم داخل الفصول وحولها، مؤكدة أنها تعد وجهتهم التي يرونها من وجهة نظرهم مصدرا يمكن أن تقيهم من القصف الإسرائيلي رغم أنه لا مكان آمن بالقطاع المحاصر.
وأعربت حمدان، خلال حديثها لـ القاهرة 24، عن دهشتها من التحول الوظيفي لتلك المدارس كونها كانت تمثل في يوم ما مصدرا للتعليم والتثقيف لحوالي 300 ألف طالب يتلقون دروسهم داخل فصول 288 مدرسة تابعة للأنروا، لتصير 183 منها مأوى للطلاب الدارسين فيها وأسرهم، موضحة أن أعداد النازحين بفصول المدارس والخيام التي نصبت حولها تبلغ 1.4 مليون نازح وهو رقم كبير للغاية من وجهة نظرها.
وتضيف قائلة: مدارس الأونروا توقفت عن التعليم.. وتحولت لمراكز إيواء للنازحين، والأسر تتقاسم الفصول الدراسية كغرف للمعيشة، وجزء كبير من طاقم التدريس يساعد بالخدمات التي تقدمها الأونروا، ومن بينها المساعدات الغذائية، والأمور داخل تلك المدارس تفاقمت بشكل كبير مع الأعداد الكبيرة، وتزداد صعوبة مع دخول فصل الشتاء والنقص الشديد في الملابس الشتوية، لكن الأمور ما زالت تحت السيطرة.
وكيل وزارة التعليم الفلسطينية: تعافي القطاع التعليمي غير قابل للتحقق على المدى القريب
من جانبه، كشف الدكتور أيوب عليان، الوكيل المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، أن المدارس الحكومية في قطاع غزة قبل العدوان وصل عددها إلى 442 مدرسة حكومية، لكن 285 منها تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي وهو ما يشكل صعوبة لاستئناف العملية التعليمية مباشرة، مؤكدا أنه يتشبث بالأمل لإنقاذ العام الدراسي فور وقف العدوان خلال الفترة الحالية.
وتابع قائلا: وزارة التربية والتعليم الفلسطينية تمتلك خططا يمكن تنفيذها.. في حال توقف العدوان في الوقت الحالي وتم التوصل لهدنة، ويمكن من خلالها تعويض الطلاب عن نصف العام الدراسي الأول، لكننا نحتاج في البداية لتدخلات نفسية للطلاب، بسبب ما شاهدوه وما عانوه.
وأكد عليان لـ القاهرة 24، أن الخطط تتضمن بناء مدارس ميدانية، والاعتماد على التعليم الإلكتروني في حال ضمان ركائزه الأساسية وهي الكهرباء والإنترنت، لكنه في الوقت نفسه يرى أن تعافي القطاع التعليمي في القطاع غير قابل للتحقق على المدى القريب بأي حال، خاصة وأنه يحتاج لميزانيات كبيرة وضخمة لإعادة البناء، ناهيك عن المدارس التي تحولت لمأوى للنازحين وستظل كذلك لفترة ليست بالقصيرة.
باحث نفسي يكشف التأثيرات النفسية لمشاهد القتل والقصف على الطلاب
ويتفق معه الدكتور محمد عوض، الباحث في القضايا التعليمية والمجتمعية والنفسية بوزارة التعليم الفلسطينية، بأن كل فصول المعاناة من القتل، والقصف، والنزوح، والتشريد التي عايشها الطلبة الفلسطينيون طوال أكثر من 4 أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولدت آثارا نفسية تفوق المألوف، لافتا إلى ظهور مشكلات سلوكية متعددة الأشكال لدى هؤلاء الطلبة تم رصدها من خلال التدخلات التي تجرى بمراكز الإيواء الخاصة بالنازحين، والتي أظهرت مستويات واضحة من العدوانية في سلوكيات الطلبة كنوع من تفريغ طاقة العنف الممارس ضدهم من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
ويوضح بأن كثير من الطلبة أصيبوا ببعض الأعراض المرضية والتي سببها الخوف الشديد ومن بينها نوبات صراخ، والفزع المستمر، والتبول اللاإرادي، وغيرها، مؤكدا أنه لن يكون بمقدور الطلبة الفلسطينيين الاستجابة السريعة للعودة لنمط الحياة الطبيعية وسيستغرق هذا الأمر وقتًا طويلا لاستعادة العافية النفسية لهم وهو ما سينعكس على استجابتهم التعليمية، والتي أصبحت في حالة زعزعة لأن عامهم الدارسي بات في مهب الريح، على حد قوله.
حوالي 5 آلاف شهيد من طلاب المدارس
وكشفت وزارة الإعلام الفلسطينية، أنه طوال 130 يوما من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وحتى كتابة هذه السطور الثلاثاء 13 فبراير 2024، سقط أكثر من 28 ألف شهيد، وأصيب 68 ألف شخص من المدنيين معظمهم من النساء والأطفال، وذلك وفقا لمصادر بوزارة الصحة الفلسطينية.
فيما أعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، أن أعداد الشهداء من الطلبة طوال 130 يوما تجاوز الـ 5 آلاف طالب، وأصيب أكثر من 8 آلاف، فيما استشهد 268 معلما وإداريا، وجرح منهم 836.
%90 من مدارس غزة قبل العدوان الإسرائيلي كانت تعمل بنظام الفترتين لعدم كفاية الأبنية التعليمية
شعور صعب كمسئول وكمواطن أن ترى حلما بنيته ينهار.. وذكريات أجيال ممتدة تذهب في غمضة عين، هكذا يعرب أحمد لافي مدير مديرية التعليم بمدينة رفح الفلسطينية، بحزن شديد عن الواقع الأليم الذي حل بتدمير أكثر من 90% من مدارس القطاع، واستشهاد ما يقارب 5 آلاف طالب وهو ما يعد استهدافا لمستقبل الفلسطينيين، كما أنه لا يخفي قلقه في حال مد جيش الاحتلال الإسرائيلي أجل العدوان على قطاع غزة وهو ما يتسبب في ضياع العام الدراسي بالكامل.
ويشير المسئول التعليمي بقطاع غزة، لـ القاهرة 24، إلى أنه وفي حال توقف العدوان فهناك الكثير من المعوقات التي ستؤخر إعادة البناء ومن بينها الحظر المفروض من قبل الاحتلال على دخول مواد البناء إلى قطاع غزة، فهو ليس أمرا هينا على الإطلاق كما يقول، مضيفا إلى ذلك ضرورة توفير ميزانية ضخمة، خاصة وأن تشييد مدرسة واحدة يحتاج لمليون دولار.
ويختتم حديثه قائلا: ما تبقى من مدارس لم يتم تدميرها تحولت لمراكز إيواء للنازحين واضطر الأهالي، لعدم توافر غاز للطهي، من استخدام الأبواب والشبابيك والأثاث المدرسي والكتب لإشعال النيران لطهي ما يسد جوعهم، وهو ما يزيد من صعوبة الوضع.
تقارير دولية تكشف حجم خسائر التعليم في غزة
وتداول عدد من المواقع الإخبارية، تقريرا خلال شهر يناير الماضي؛ كشف خسائر قطاع التعليم بسبب التدمير والهدم الذي طال كثير من الأبنية التعليمية في قطاع غزة، على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف أو نسف، والتي تصل لنحو لـ 70% من المدارس الجامعات، وقدرت تلك الخسائر بأكثر من720 مليون دولار، وفقا لـ صندوق النقد الدولي.
منى أبو حدايد طالبة جامعية فلسطينية: حسيت بالقهر لما شوفت فيديو تدمير جامعة الأزهر
بالانتقال إلى شوارع مدينة القاهرة، تتابع منى أبو حدايد، الطالبة الفلسطينية التي كانت تدرس الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر الفلسطينية، بحزن بالغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد القتل للأبرياء والتدمير الذي حل بمعظم مباني قطاع غزة، بعدما غادرته رفقة أسرتها بعد 50 يوما من العدوان الإسرائيلي، معربة عن أسفها الشديد لتدمير جيش الاحتلال لمعظم مباني جامعتها، والتي نالت من ذكرياتها هناك لكنها لم تنل من عزيمتها أو طموحها.
وتابعت قائلة: للأسف كل اللحظات في الجامعة بقت ذكرى، والدفعة تفرقت وذهب كلٌ منا في طريقه، وبعضنا صعد للجنان ومنهم الزميل إسلام، والذي كان أكثرنا اجتهادا وتفوقا وإقبالا على الحياة، وخبر استشهاده كان قاسيا، ومن أصعب المشاهد فيديو تدمير جامعتي جامعة الأزهر، وشعرت حينها بالقهر والحزن لأن كل أحلامنا راحت.
وتؤكد طالبة الإعلام بجامعة الأزهر الفلسطينية منى أبو حدايد، أنها ستسعى بكل قوتها لتحقيق حلم والديها واللذين تخرجا منذ سنوات عديدة من نفس الجامعة، مؤكدة أن الاحتلال لن ينجح في تحقيق خطته لتخريج جيل جاهل بقضيته: قائلة: الاحتلال بيحاول تدمير المدارس والجامعات علشان يمحي التاريخ.. وبيشن حرب على وعي وثقافة جيل كامل.. ومش هيقدر يمحو التاريخ.. وجرائمه بتزيدنا صمودا وبتخرج جيل مدرك بالقضية ومتمسك بأرضه ووطنه.
خسائر بشرية ومادية وتدمير جامعات في غزة والضفة
وتسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ يوم الـ 7 من أكتوبر وحتى يوم الـ 3 من شهر فبراير الجاري، في استشهاد 443 طالبًا، فيما استشهد 74 من أعضاء هيئة التدريس من بينهم 3 من رؤساء الجامعات و7 من عمداء الجامعات، فيما أدى قصف جيش الاحتلال في تخريب 23 مبنى بشكل كامل و45 مبنى بشكل جزئي بإجمالي 68 مبنى، وتعطلت العملية التعليمية برمتها في 19 مؤسسة تعليم عالٍ في قطاع غزة، ما أدى الى حرمان أكثر من 88 ألف طالب من تلقي تعليمهم في غزة.
وعلى صعيد آخر، استمرت الانتهاكات والاعتداءات في الضفة الغربية، وتم اقتحام عدد من الجامعات وتخريبها واعتقال عدد من الطلاب على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي، وإيقاف التعليم داخل 34 مؤسسة تابعة للتعليم العالي، وحرمان 138 ألف طالب من التعليم نتيجة صعوبة وخطورة تنقل الطلبة والعاملين بسبب حواجز الاحتلال واعتداءاته المستمرة، وذلك وفقا للتقرير الأولي لوزارة التعليم العالي الفلسطينية، مؤكدة أن الأرقام في تغيّر وارتفاع مستمر بسبب تواصل العدوان على قطاع غزة.
التعليم أحد أشكال النضال السلمي للشعب الفلسطيني
من جانبه، أكد الأكاديمي الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على قطاع غزه وهو يمارس تدميرا ممنهجا ومخططا لضرب كافة مقومات الحياة في كثير من القطاعات لدى الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها قطاع التعليم، موضحا أنه تخريب متعمد والدليل تدميره لأكثر من 200 مدرسة وكذلك الجامعات ومنها الأزهر وفلسطين ونسف جامعتي الإسراء والإسلامية.
وأضاف قائلا: هذا التخريب المتعمد ستكون له عواقب وخيمة وكبيرة على أجيال متعاقبة من الطلاب، ولا بد قبل تأهيل المباني التعليمية، تهيئة البنية التحتية المدمرة من طرق وكهرباء، وإزالة الركام وهي عملية صعبة قد تصل لعامين وتتكلف ملايين الدولارات، ورغم ذلك كله فطلابنا يظهرون لنا الأمل، خاصة وأنهم تركوا كل شيء عند النزوح عدا كتبهم المدرسية.
وأرجع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، تدمير الاحتلال الإسرائيلي للعدد الكبير للأبنية التعليمية في غزة، ضمن خطته المدروسة لمحاولة تجهيل المجتمع، خاصة وأن التعليم يعد أحد أشكال النضال السلمي التي يمارسها أبناء الشعب الفلسطيني، موضحا أن الأسر الفلسطينية ترى التعليم الاستثمار الأهم لمستقبل أبنائهم ووطنهم وهو ما تحققت نتائجه بعدم وجود أمية.
معدلات الأمية في فلسطين من أقل المعدلات في العالم
ووفقا للتقرير الصادر عام 2022، عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، يكشف بأن معدلات الأمية في فلسطين الأقل عالميا والتي تصل بين الأفراد 15 سنة فأكثر لنسبة 2.3%، وذلك مقارنة بمعدل الأمية بين الأفراد الفلسطينيين ممن يبلغون 15 سنة فأكثر في الأراضي المحتلة عام 1948.
وحسب بيانات معهد اليونسكو للإحصاء، لعام 2020، بلغ معدل الأمية بين الأفراد من سن 15 سنة فأكثر في دول غرب آسيا وشمال إفريقيا نسبة 19.5%؛ بمعدل 25.1% بين الإناث مقارنة بـ14.2% بين الذكور، وبلغ معدل الأمية عالميًا بين الأفراد 15 سنة فأكثر 13.3%، بمعدل 16.7% بين الإناث، في حين بلغ معدل الأمية بين الذكور 15 سنة فأكثر في العالم 9.9%.