ما بين رفض إسرائيل وتمسك حماس بفك أسره.. هل الإفراج عن مروان البرغوثي ينهى حرب غزة؟
مروان البرغوثي.. اسم تردد كثيرًا منذ بداية عملية طوفان الأقصى في الـ 7 من أكتوبر الماضي، خاصة بعد إعلان الهدنة المؤقتة الأولى التي تمت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية أواخر نوفمبر الماضي، حيث شملت تبادل للأسرى والمحتجزين بين الجانبين، والتي انتهت عند فترة محددة وعددًا محدودًا من التبادل بين الطرفين، بسبب عدم التوصل لاتفاق استمرار الهدنة ورفض الأسماء التي طالبت الفصائل الفلسطينية بالإفراج عنها.
مؤخرًا.. عاد اسم البرغوثي ليتصدر الساحة مجددًا، في ظل استمرار رفض إسرائيل الإفراج عنه ضمن صفقات التبادل المتوقعة بين الجانبين، وتمسك الفصائل الفلسطينية بخروجه من الأسر، كشرط من شروط الاتفاق المنتظر بين الجانبين بجهود إقليمية ودولية تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، فمن هو مروان البرغوثي وهل يكون كلمة السر في وقف الحرب في غزة؟
من هو مروان البرغوثي؟
مروان البرغوثي هو قائد وطني فلسطيني ومناضل كبير، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الفلسطينية، وهو يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002، حيث يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 40 عامًا لدوره البارز في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وعلى مدار سنوات طويلة طالب الفلسطينيون بالإفراج عن البرغوثي من سجون الاحتلال، وهو ما زاد بشكل كبير بعد عملية طوفان الأقصى.
وخلال سنوات طويلة من الأسر، نُقل البرغوثي إلى مختلف السجون الإسرائيلية، وخضع للعزل الجماعي، فقد قضى فترة في قسم العزل الجماعي في سجن هداريم الإسرائيلي، ثم نُقل إلى قسم خاص للعزل الجماعي في سجن نفحة، ثم نقل إلى قسم خاص للعزل الجماعي في سجن عوفر قرب رام الله، ومؤخرًا أعلن وزير الأمن الإسرائيلي نقله للعزل الإنفرادي.
ورغم وجوده في الأسر، فقد كان البرغوثي شوكة في حلق إسرائيل، حيث حصل على على درجة الدكتوراه في السجن عام 2010، وترشح للانتخابات الفلسطينية في عام 2021، وذلك بعد تسلم لجنة الانتخابات المركزية مرسوم الرئيس محمود عباس الذي صدر 2021 ونص على عقد الانتخابات الفلسطينية العامة.
وفي ظل تطورات المشهد الأخيرة ومطالب الفلسطينيين بالإفراج عن مروان البرغوثي، برز اسمه كمرشح أول لقيادة فلسطين خلال الفترة المقبلة، وتصدر اسمه لاستطلاعات الرأي في فلسطين، كونه الشخص الوحيد القادر على توحيد الصف الفلسطيني وسط أجمع على قيادته للبلاد من قبل حركتي فتح وحماس.
تطورات صفقة إسرائيل وحماس من زاوية البرغوثي
وشهدت الأيام القليلة الماضية، تطورات ملحوظة بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، وكان اسم البرغوثي على رأس هذه التطورات الأخيرة.
إسرائيل: الإفراج عن البرغوثي خط أحمر
أعلنت تل أبيب مؤخرًا على لسان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد بارنيع، أن الإفراج عن مروان البرغوثي خط أحمر بالنسبة لإسرائيل، وهو ما أبلغه رئيس الموساد للوسطاء حول موقف صفقة وقف الحرب في غزة، وفقًا لما ذكره مصدر غربي مطلع في تصريحات لقناة الحدث.
حماس تتمسك بالإفراج عن البرغوثي
وفي ذات الوقت، أكد المصدر الغربي في تصريحاته، أن حركة حماس تريد إطلاق سراح مروان البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى، لكن إسرائيل مازلت ترفض ذلك، فحماس تتمسك بموقفها من كل شروط صفقة التبادل.
نقل البرغوثي للعزل الإنفرادي
وفي ظل التطورات الأخيرة، أعلنت إسرائيل نقل مروان البرغوثي من سجن عوفر للعزل الانفرادي، في تطور جديد يؤكد رغبة تل أبيب في عدم الإفراج عن البرغوثي ضمن صفقة التبادل المتوقعة خلال الفترة المقبلة، بزعم وجود معلومات عن انتفاضة فلسطينية جديدة.
فقد أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، أنه تمكن من نقل الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي من سجن عوفر للعزل الانفرادي، قائلًا: أنا سعيد لأن جهاز الأمن الإسرائيلي ينفذ سياستي الواضحة للغاية تجاه الأسرى في السجون، ونقل اليوم مروان البرغوثي من سجن عوفر إلى العزل الانفرادي في أعقاب معلومات عن انتفاضة مخطط لها.
وجاء في تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية حول تطورات المفاوضات بين إسرائيل وحماس، أن مروان البرغوثي يلعب دورًا هامًا على طاولة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال الفترة الراهنة، وهو ما يفرض خيارات صعبة على حكومة نتنياهو التي ترفض مطالب حركة حماس.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فأن طلب حماس الإفراج عن البرغوثي، يعد نقطة التقاء جديدة بين قطبي السياسة الفلسطينية حماس وفتح، باعتبار أن مروان البرغوثي هو زعيم بحركة فتح، والإفراج عنه سيجعل حماس تحظى بدعم أنصار البرغوثي، وبالتالي توحيد الصف الفلسطيني، وهو ما ترفضه تل أبيب.
وأشار تقرير الجارديان إلى أنه إذا تم إطلاق سراح البرغوثي من سجون إسرائيل، فقد يكون الزعيم الذي يريده الفلسطينيون والزعيم الذي تحتاج إليه المنطقة والمجتمع الدولي في الوقت الراهن.
وجهة النظر الفلسطينية في الإفراج عن البرغوثي
لاشك أن المشهد الفلسطيني الحالي يشير إلى توحد الموقف الداخلي من المطالبة بالإفراج عن مروان البرغوثي، ورغم ذلك هناك من لا يرغب في خروج البرغوثي من الأسر، في الوقت الحالي، ومن يرفض الحديث أيضًا حول أمر خروجه خلال المرحلة الحالية.
مسئول حركة فتح: خروج البرغوثي دافع نحو السلام وإنهاء الحرب
ومن جانبه يقول الدكتور أيمن الرقب، عضو حركة فتح الفلسطينية، إن مروان البرغوثي له قيمة كبيرة جدًا ووزن كبير لدى الشعب الفلسطيني، وبوجوده في الحالة السياسية الفلسطينية قد يكون له نتائج كبيرة إيجابية، وهو ليس ضد عملية السلام، ولكن مع أن يكون هناك قيام دولة فلسطينية، وأن المقاومة هي إحدى الأساليب للوصول لهذا الهدف، لكن لا يوجد شريك إسرائيلي الآن للمضي في عملية السلام.
وأضاف الرقب في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: رغم ذلك هناك قوة فلسطينية لا تريد إطلاق سراح البرغوثي لأن ذلك سيكون تنغيص لهم، ولا نريد أن نذكر أسماء هؤلاء، وقد بدء بالتحريض بشكل كبير جدًا ضده من قبلهم، وهو ما وصل للجانب الإسرائيلي الذي حرض ضده أيضًا يرفض الآن خروجه.
وأكمل الرقب: البرغوثي له حضور كبير جدًا في الشارع الفلسطيني، وبالتالي البعض لا يريد له الحرية وهو من أكثر الشخصيات المرشحة لقيادة السلطة الفلسطينية وحركة فتح، ومروان مهم جدًا للحالة الفلسطينية، وإطلاق سراحه سيكون دافع مهم جدًا للحالة الفلسطينية، ودافع نحو عملية السلام وإنهاء الحرب إذا نضجت الحالة لدى الاحتلال الإسرائيلي وأصبح هناك شريك داخل دولة الاحتلال يؤمن بالسلام وقيام الدولة الفلسطينية.
مسئولين من حماس: لا تعليق على تطورات الصفقة وموقف البرغوثي
فيما رفضت مصادر من حركة حماس الحديث حول صفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل، بما في ذلك الإفراج عن مروان البرغوثي، وذلك في ظل عدم وجود أي تقدم في المفاوضات.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ القاهرة 24، رافضة ذكر اسمائها، فأنه من الصعب التعليق على تطورات الصفقة في الوقت الراهن، وأمر الإفراج عن البرغوثي، قبل الوصول إلى مرحلة التفاصيل في الصفقة.