السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صحفي فلسطيني يتحول من ناقل حدث إلى ضحية إسرائيل: مستقبلي اتمحى مع القصف

الصحفي الفلسطيني
أخبار
الصحفي الفلسطيني - خالد أبو سلطان
الخميس 29/فبراير/2024 - 07:40 م

وسط قطاع غزة، وعلى أنقاض حي سكني يتعرض لقصف إسرائيلي، يقف الصحفي الفلسطيني، خالد أبو سلطان، حاملًا كاميرته لالتقاط مشاهد مصورة تجسد محاولات بائسة لطفل يدعى مؤيد، ينبش بين الركام بأنامله؛ بحثًا عن أسرته، والدموع تنهمر من عينيه، وقلبه يعتصره الحزن والخوف على فراق أهله، الذين استشهدوا دون ذنب. 

النجاة بأعجوبة بين الصواريخ والركام في قطاع غزة

استعداد خالد لتسجيل حديث مؤثر مع الصبي مؤيد، وتحضيره نفسيًا ليروي مأساة إبادة جماعية تعرضت لها أسرته، في محاولة صحفية لإظهار الوجه المرير للعدوان الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، وتحريك المجتمع الغربي لوقف الحرب على القطاع، إلا أن صواريخ المحتل الإسرائيلي حالت دون تحقيق تلك الغاية. 

فيما كان يمسك خالد أبو سلطان بيده اليسرى يد الصبي مؤيد، وبيده اليمنى يدير كاميرته، انهالت عليهم صواريخ الاحتلال للمرة الثانية، استمرت هذه الهجمة المروعة لمدة سبع دقائق، لتمحو على إثرها معالم المنطقة بأكملها، وراح ضحيتها الطفل مؤيد وعناصر الدفاع المدني وسكان المنطقة، ولم ينج إلا الصحفي خالد، ليصبح الشاهد الوحيد على هذه الإبادة الجماعية. 

لحظة إصابة الصحفي الفلسطيني خالد أبو سلطان أثناء عمله

خالد أبو سلطان يواجه الحرب ويروي حكاية الإبادة الجماعية

ويروي خالد، لـ القاهرة 24، أن الخوف لم يتملكه خلال أداء عمله؛ لأنه لم يخطر في باله إقدام الاحتلال الإسرائيلي إعادة الإغارة على المنطقة مرة أخرى، مستعجبا في الأساس قصفه تلك المنطقة، وخصوصا منزل الصبي مؤيد، الذي ينتمي لعائلة الريس، موضحا أن هذه العائلة أرستقراطية ليس لها انتماءات سياسية ولم تنخرط فيها. 

ونقلت سيارة الإسعاف خالد أبو سلطان إلى مستشفى الشفاء؛ لتقديم الإسعافات الأولية والطارئة في محاولة لإنقاذ حياته، لكنه لم يسلم من أذى قوات الاحتلال الغاشمة، التي حاصرت المستشفى، ما نتج عنه ضعف الإمكانات الطبية، الأمر الذي دفع رجال الإسعاف للتسلل به خارج المنشأة، وحمله على سريره بعيدا عن أعين الإسرائيليين، والسير لمسافة 200 متر، لتسليمه إلى أقرب نقطة إسعاف.

ويذكر خالد أبو سلطان أنه انتقل من مستشفى لآخر وانتهى به المطاف في مستشفى جنوب قطاع غزة، منتظرا انتهاء إجراءات التنسيق للانتقال إلى مصر للعلاج رفقة زوجته ونجله، ويؤكد أنه خلال تلك الفترة كان الألم ينهش جسده من شدة الإصابة التي لحقت بيديه وساقيه، في ظل نقص البنج والمسكنات، فضلا عن فقدان السمع بأذنه اليمنى. 

الصحفي الفلسطيني خالد أبو سلطان خلال علاجه مستشفى معهد ناصر

رحلة الشفاء وإعادة التأهيل بين الألم والأمل

وفور وصوله إلى مستشفى معهد ناصر خضع لفحوصات أولية، لتشخيص إصابته وتحديد التدخلات الجراحية للضرورة، وانتهى التقرير الطبي إلى تعرض قدمه لجلطات وشظايا – حديد وأسلاك- إلى جانب كسور في ساقه اليسرى، وتهتك بعظام مشط القدم.

القوة الانفجارية للصاروخ، الذي فرق بين خالد ومؤيد، تسببت في تهتك اليد اليسرى وكسور في أصابع الكف ومفاصلها، ومع كثرة وشدة هذه الإصابات، قرر الأطباء خوض رحلة علاج تستمر لأشهر، يخضع فيها لإجراء عمليات جراحية لإعادة تأهيل الكف والساق قدر الإمكان مرة أخرى. 

خالد أبو سلطان خلال رحلة علاجه بمصر

قلب صحفي ينزف ألمًا وأملًا في بقايا الحياة بقطاع غزة

ويحكي خالد، ودموعه تسيل على خديه وهو طريح الفراش بالمستشفى: أنا مليش مستقبل، ولا أحلام، فهي مسحت مع القصف، لم يعد لدي عربية ولا بيت ولا صحة، لماذا هذا الضرب بشراسة؟، الاحتلال يستهدف حصد أكبر عدد من الشهداء وإلحاق دمار هائل، ما تراه من دمار بالقطاع على شاشات التلفاز، تأكد أنه لا يتجاوز الـ 1% مما هو موجود على أرض الواقع.

وأضاف أن الحرب على القطاع أعادت البلاد 30 سنة للوراء، فضلا عن سعي الاحتلال لمحو المناطق الأثرية والجماليات بغزة؛ متمنيًا وقف الحرب والعودة للاطمئنان على أهله خصوصا بعد قصف منزله في القطاع فور وصوله مصر، مؤكدًا تعمد إسرائيل استهداف الصحفيين وعائلاتهم.

تابع مواقعنا