هنفرح رغم الحرب.. كيف يستقبل الفلسطينيون رمضان 2024؟
مجاعة وخيام وجرحى، ورغم ذلك هناك عدد كبير من الفلسطينيين قرروا أن يستقبلوا شهر رمضان بالبهجة، حيث يحاول كل فرد بما لديه من إمكانيات محدودة إدخال البهجة في قلوب أسرهم، وعلى الجانب الآخر نجد الفلسطينيين النازحين جراء الحرب في حالة قلق كبيرة، على ما تبقى من أسرتهم في قطاع غزة ورفح.
رمضان في رفح الفلسطينية
مش لاقيين لقمة لولادنا.. بهذه الكلمات وصفت صباح، سيدة فلسطينية نازحة، الوضع الذي تستقبل به أسرتها النازحين من قطاع غزة، بعد قصف منزلها من قبل الاحتلال، ولجأت إلى منزل أحد أقاربهم برفح.
وقالت صباح لـ القاهرة 24: إحنا ولاد عز، بس من يوم ما نزحت أنا وولادي من دارنا وما شوفناش يوم حلو، بنلاقي لقمتنا بالعافية وعايشين في قلق، أنا عندي طفلين مش لاقيين لقمة العيش، وفي البرد ما كناش لاقيين بطاطين ندفى فيها، وفقدت عدد كبير من أسرتي.
وتابعت: قلنا مع قدوم رمضان الحرب هتقف، لكن كل يوم أسوأ من اليوم اللي قبله، الله معنا.. الله معنا.
هنفرح رغم الحرب.. في الخيم قرر بعض الشباب التطوع لإدخال الفرح في قلوب الصغار الذين عاشوا أياما من الهلع والرعب لعدة أشهر، فمع دخول رمضان قرروا تعليق الزينة على الخيام، في محاولة منهم لاستقبال الشهر الكريم بترحيب وتفاؤل.
قالت شهد، فتاة جامعية تمكث في إحدى الخيام برفح لـ القاهرة 24: الشباب علق الأنوار لاستقبال شهر رمضان، بيحاولوا إدخال الفرحة على قلوب الصغار.
وأشارت إلى مدى صعوبة الأوضاع الذين يعيشون في الخيام التي لجئوا إليها بعد قصف منازلهم وتدميرها، وتابعت: متى هالكابوس يخلص؟.
وفي شمال قطاع غزة همّ أهالي المنطقة بإزالة المخلفات من الطرق الناتجة عن تعرض المباني للقصف، ودهنوا الجدران بألوان مبهجة، رغبة منهم في إسعاد الأطفال، كما علق البعض الآخر الزينة في الشوارع وجلس التجار بالفوانيس في الشوارع.
الفلسطينيون خارج قطاع غزة
وعلى جانب آخر، انتقل بعض النازحين من الحرب إلى مصر، ومنذ أيام عدة؛ نزحت آلاء أبو دقة مع بعض أفراد عائلتها إلى مصر، تاركين العدد الأكبر من أفراد العائلة في القطاع، وعلى الرغم من وجودهم في أمن الآن، إلا أنهم في حالة من القلق الدائم على باقي أفراد العائلة.
قالت آلاء أبو دقة لـ القاهرة 24: ينقصنا كل شيء لرمضان ولا يسعنا سوى أن نستقبل الشهر الكريم بالصبر، رمضات سيحل علينا بلا روح أو زينة أو فرحة معتادة بقرب حلوله، فلن تتزين موائد إفطارنا بالأكلات والحلوى الغازية المعروفة، كما ستكون غير مكتملة بسبب غياب أفراد أسر كثيرة، فمنهم من قتل في الحرب، ومنهم من تفرق عن أسرته بسبب النزوح.
وتتواصل آلاء مع أهلها في رفح الذين يعبّرون عن عدم وجود رغبة تفوق رغبة النازحين في رفح إلى شهر رمضان، وهي رغبتهم في الإعلان عن وقف لإطلاق النار، ليعودوا إلى منازلهم النازحين منها في الشمال، ويجتمعون مجددا مع ما تبقى من أحبائهم على موائدهم.
وتابعت آلاء: أملي الوحيد هذه الأيام أن نفيق على نبأ يقول: بدأت الهدنة، مختتمة حديثها: لا توجد أي مقومات لاستقبال رمضان هذا العام سوى بالإيمان والصلاة.