الجمعة 01 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سائل أخضر لزج

الجمعة 03/مايو/2024 - 04:42 م

القصة الجاية هي واحدة من القصص اللي محتاجة تركيز في كل تفاصيلها بسبب تشابك وتداخل أحداثها.. والمطلوب؟.. كوباية مشروبك المفضل ونور خافت ويالا نبدأ.

السيدة الأمريكية "ستايسي" كانت متجوزة "مايكل" بعد قصة حب قوية.. جوازهم أثمر عن بنتين في قمة الجمال.. البنت الكبرى اسمها "أشلي"، والصغيرة "بري".

"ستايسي"، و"مايكل" بيحبوا بناتهم فوق الوصف، في سنة 2001 ولما كانت البنت الكبيرة "أشلي" عندها 11 سنة لاحظت إن العلاقة بين أمها وأبوها بدأت تتدهور وتسوء!.. مشاكل صغيرة بسيطة لكن وعشان كانت بتفضل بدون حل تم تراكمها ثم انفجار الطرفين في وش بعض.. والنتيجة؟.. عصبية رهيبة أول مرة تشوفها من أمها.

"أشلي" حاولت تهدي أمها "ستايسي" ومفيش فايدة.. حاولت تهدي أبوها "مايكل" كان يرد عليها يا بنتي دي أمك اللي كبرت المشكلة على الفاضي.. والحقيقة إن "مايكل" كان عنده حق بدرجة كبيرة لإن درجة انفعال وعصبية "ستايسي" كانت عنيفة بجد.. طب ناوية على إيه يا ست "ستايسي"؟.. الطلاق ثم الطلاق وحتى لو دينيًا ماينفعش أنا عايزة انفصل وأبعد عن البيت.. تمام ماشي براحتك.. لكن الغريب إن "تسايسي" وبعد ما غضبت يومين تلاتة في بيت صديقة ليها رجعت تاني لبيتها وقالت إنها قررت تأجل قرار الانفصال لنهاية السنة عشان ماتبقاش سابت بيتها وبناتها قبل الامتحانات.. طيب يا ستي ربنا يكملك بعقلك ويهديكي كمان وكمان.. بعدها بكام يوم لاحظت "أشلي" إن والدها "مايكل" بيعاني من الدوخة.. الدوخة قلبت برقدة على السرير ووجع في كل أجزاء جسمه ومحدش عارف السبب إيه!.. شوية كمان بدأ جسمه ينتفخ بشكل مرعب سواء إيديه أو رجليه أو وشه.. جابوا كذا دكتور ومحدش عرف السبب برضه!.. لحد ما في يوم رجعت "أشلي" من المدرسة هي وأختها وفوجئوا إن "ستايسي" بتبلغهم إن "مايكل" اتنقل للمستشفى.. يومين بالظبط واتوفى "مايكل"!.

الأمر كان صادم على الأسرة كلها سواء الزوجة أو البنتين خصوصًا إن الراجل ماكنش بيعاني من أى أمراض قبلها وكان نسبيًا لسة صغير.. ماكنش فيه أى شبهة جنائية في الوفاة اللي تم تشخصيها تشخيص مبدئي إنها وفاة نتيجة الإصابة بـ حما.. كمان ساعد في إن القصة تتلم إنهم عايشين في مدينة صغيرة فالتصرف وإنجاز الإجراءات الخاصة بالدفن بالذات لما يكون الناس عارفين بعضهم بتخلص بسرعة.

مرت الأيام وصرفت "ستايسي" وثيقة تأمين وفاة زوجها واللي قيمتها 55 ألف دولار، تمام يا ست حلال عليكي ما هو ورثك وورث البنات برضه، تفوت 5 شهور وتتعرف "ستايسي" على راجل اسمه "ديفيد" ويتجوزوا.. الحقيقة إن "ديفيد لإنه شخصية لطيفة بطبعه ما أخدش وقت طويل عشان يخلي بنات مراته يحبوه.. فعلًا "أشلي" وأختها "بري" حبوا الراجل جدًا وشافوا فيه عوض عن أبوهم "مايكل".

تمر الأيام أكتر وفي سنة 2005 تحصل خناقة رهيبة بين "ستايسي" وبين جوزها الجديد.. خناقة بنفس العنف بتاع خناقتها القديمة مع "مايكل".. بعد ما عملت الشويتين بتوعها وأنا هسيب البيت وبتاع ورجعت تاني برضه بحجة البنات تاني يوم مباشرة استقبلت الشرطة اتصال من "ستايسي" تقول لهم فيها إنه فوجئت بجوزها قافل على نفسه ومش راضي يفتح الباب!.. وصلت الشرطة وكسروا الباب ولقوا الراجل نايم على بطنه جثة وجنبه إزازة فيها سائل أخضر لزج!.

طبعًا "ستايسي"، و"أشلي"، و"بري" صرخوا واتخضوا بصوت عالي وكانوا في قمة الفزع.. الشرطة نقلت جثة "ديفيد" وقرروا إنهم يحللوا المادة الخضراء دي ولقوا إنها زيت بيستخدم في تنظيف ردياتير العربيات -(الرديتير هو جزء من مكونات ماتور العربية)-.. "ديفيد" معدته مليانة من المادة الخضراء دي!.. ومش منطقي إن راجل كان متفق مع أصدقائه امبارح إنه يقابلهم النهارده إنه ينتحر.. لأ كده فيه شبهة جنائية.. بدأت الشرطة تشتغل على النقطة دي.. قرروا يستخرجوا جثة "مايكل" ويحللوها ويحاولوا يوصلوا لأى نتيجة رغم مرور 4 سنين كاملين على الوفاة.. بالفعل بيستخرجوا الجثة وبيحللوا اللي باقي منها وبيكتشفوا فعلًا بواقي نفس المادة!.. طب والحل؟.

أجري فورًا اقبض على "ستايسي" الزوجة اللي تعتبر هي المشتبه الأول في الحدوتة دي كلها!.. قبل ما الشرطة تتحرك استقبلوا اتصال من "ستايسي" نفسها اللي كانت بتصرخ بانهيار وبتبلغهم إلحقوني بنتي "أشلي" انتحرت.. وصلت الشرطة بالفعل ولقوا "أشلي" جثة على الأرض وجنبها إزازة فيها نفس المادة وورقة!.. فتحوا الورقة لقوا مكتوب فيها: (أحبك يا أمي، ولم أطق أن أرى "مايكل" و"ديفيد" يتسببان لكي في أى ألم فكان لابد أن أقتلهما كما كان لابد أن أقتل نفسي الآن بعد انكشاف الأمر كله).

انهيار تام أصيبت بيه "تسايسي" وحتى ظباط الشرطة.. لحد ما فيه ظابط قال بصوت عالي وهو ماسك إيد "أشلي": (مازالت حية، نبضها موجود).. فورًا تم نقل "أشلي" لمستشفى قريبة لمحاولة إنقاذ حياتها وبالفعل بينجحوا إنهم ينقذوها لكن بتفضل البنت بسبب سوء الحالة في العناية المركزة.. نجاة "أشلي" كانت طوق نجاة للأم اللي ماكانتش متوقعة إنها تخسر بنتها بالطريقة البشعة دي.. كإجراء روتيني تم وضع حراسة على باب أوضة "أشلي" في المستشفى.. فجأة فيه ممرضة استغلت إن العسكري اللي واقف حراسة دخل الحمام ودخلت هي للأوضة على البنت وبدأت زى ما تكون هتديها حقنة.. فجأة النور ملى الأوضة كلها وفوجئت الممرضة أو اللي عاملة نفسها ممرضة واللي ماكانتش غير "تسايسي" بعدد من الظباط اللي محاوطينها من كل مكان وبيقبضوا عليها!.. "تسايسي" إنهارت وبكت ووطت على راس بنتها باستها وقالت لها إنها بتحبها هي وأختها وهتفضل تحبهم!.. طب إيه الحكاية؟.. الموضوع وما فيه إن "تسايسي" هانم لما حست إن أمرها هيتكشف لإن هي اللي قتلت أجوازها بالفعل قررت إنها تلبس بنتها في القضية بدالها!.. شربت بنتها السائل إياه وافتكرت إنها ماتت وراحت كاتبة ورقة الانتحار المزيفة دي.. لولا قضاء ربنا وقدره اللي كان عايز الحقيقة تبان وتظهر كان لسة "أشلي" فيها الروح وأنقذوها فقررت "تسايسي" إنها تمشي ورا شيطانها وتقتل بنتها في المستشفى بس اتكشفت.. تم الحكم على "تسايسي" بالسجن لمدة 54 سنة وماتت في السجن في سنة 2016 بعد أزمة قلبية حادة وبعد ما كانت بتقول للصحفيين في كل اللقاءات اللي اتعملت معاها بعد إدانتها أو في كل كلامها مع السجناء في السجن إنها ندمانة على استسلامها لغضبها اللي خلاّها تخسر زوجين محبين فعلًا وكانت هتخسر بنتها الكبيرة اللي تعتبر أقرب وأحب إنسان ليها في الدنيا، وإنها مش عارفة هي عملت كده إزاى وكإن كان فيه قوة خفية هي اللي بتحركها.

* الغضب أعمى.. قوة خفية بتحركك وتجبرك تاخد قرارت تحت تأثير انفعال معين وفي الغالب إن كلها بتكون عكس شخصيتك.. يطلع منك ألفاظ عنيفة عكس اللي في قلبك.. تتصرف تصرف مشين بحجة إنك بتاخد حقك.. والنتيجة؟.. بتخسر ناس بدون رجعة، وبتهدم بينك وبينهم جسور محبة وود المفروض إن مليون ظرف وظرف قبل كده ماقدروش يخدشوهم!.. الغضب ممكن يخليك ترد الرد ردين وتلاتة!.. يعني تاخد أكتر من حقك فتتحول من صاحب حق لمحقوق.. فيه جملة عظيمة بتقول: (التمسك بالغضب أشبه بحمل جمر ساخن لإلقائه على أحدهم، لكنك ستحرق يداك أولًا).

تابع مواقعنا