السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كسينجر وبريجنسكي.. الصندوق الأسود للخارجية الأمريكية

القاهرة 24
الأربعاء 13/يناير/2021 - 05:21 م

 لم يحظَ أي وزير خارجية للولايات المتحدة الأمريكية بشهرة واسعة مثلما حظي هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في عصر ريتشارد نيكسون حتى وصف بأنه ثعلب السياسية الأمريكية، والحقيقة أن هناك أمريكيين يرون أن هنري كيسنجر حظى بما كان ينبغي أن يحظى به بريجنسكي (كلاهما يهوديان).

بريجنسكي الداهية الأمريكي الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس جيمي كارتر وصاحب إعلان الحرب المقدسة باسم الدين ضد السوفيت في أفغانستان ومهندس عملية سايكلون لدعم ماعرف بالجهاد الإفغاني التي تبنتها المخابرات المركزية الأمريكية لدعم المجاهدين الأفغان على حدود الأمن القومي السوفيتى إبان الحرب الباردة.

خطط بريجينسكي تتلخص فى استخدام الدين الإسلامي في إسقاط الاتحاد السوفيتي، ولذا قام بنفسه بالتعبئة والحشد وجمع الفتاوى من قلب مصر، وفي أفغانستان حيث وجه الخطب الحماسية بنفسه مشيدا بإيمانهم بالله العظيم على حد قوله.

 

كان جيمى كارتر بدوره ومن خلفه بريجنسكى قد أنجز المصالحة بين مصر وإسرائيل في كامب ديفيد، وقاد السادات مصر فى الاتجاه الداعم للمشروع الأمريكي، حتى التهمته نيران الصنيعة الأمريكية، المممولة عربيا، المحمية بفتاوى مؤازرة شرعنة حالتهم لتستخدمها لاحقا أمريكا فى رحلة العودة التى جسدتها مسميات تنظيمية مثل العائدون من أفغانستان ونظرائهم من ألبانيا واليمن وكوسوفوا وغيرهم مطورين أهدافهم منها، فكان إعادة تصديرها إلى المنطقة والعالم فى إطار نفس المخطط بإشعال الحروب والقتل والدمار في بلداننا مقابل أن تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على ما يمكن أن تحصل عليه من المنطقة وأوروبا والعالم وتمهد للمشروع الصهيونى (من الفرات إلى النيل أرضك ياسرايل).

بريجنسكي قال إنه سيصنع عدوًا يهاجم أمريكا من لسانه ويهاجم غيرها بأسنانه (!!).. ويرى أن إدارات بوش الأب وكلينتون وبوش الابن أخفقوا في توظيف انتصارات ونجاحات أمريكا عالميا بعد الانتصار على الاتحاد السوفييتي، وكان يرى أنه يتحتم إعادة تصحيح حدود سايكس بيكو ومقررات مؤتمر فرساي في منطقتنا، وظل يردد ذلك حتى وفاته قبل سنوات، وهي نفسها قناعات عناصر فريق  بايدن التي ترى أهميّة التقسيم في العراق والخليج.

 بايدن وفريقه صاحب الخبرة يضع قضية شركاء أمريكا وسمعتها وعداء معظم شعوب العالم تقتضي سياسة أمريكية تعيد رسم صورة أمريكا فى أعين العالم.

جيك سيلفان مستشار الأمن القومي لبايدن والذي ينتمي إلى الدولة العميقة (حسبنا يصفها ويشير اليها ترامب) هو كما يصفه الأمريكيون مزيج من بريجنسكي والجنرال برانت.. له موقف صريح ومحدد من القوى الداعمة للإرهاب وتحديدا قطر، حيث يؤكد ضلوعها وتمويلها للإرهاب، وبعد تجاوزه اتهام قطر بصيغة كما لوكان يمثل أمام جهة قانونية يدلى بشهادته، يرى أن قطر حققت نجاحات فى حل أزمات وإطلاق سراح رهائن في أفغانستان واليمن وسوريا وليبيا بحكم  علاقة قطر العضوية بالتنظيمات الإرهابية بمسمياتها المختلفة وهو دور ترفضه أمريكا لتعارضه مع الدستور بينما تقبله قطر كما قال سفيان، وأكدت الممارسات الأمريكية في هذا الملف، حيث انتهكت أمريكا السعادة المصرية وحولت أرض مصر لأنشطة مخالفة للقانون مثل التحقيقات والتعذيب، المجرمة من القانون الأمريكي مستغلة لهث مصر لتأمين نفسها والتصدي للإرهاب المصنوع أمريكيا، والذى حصد رؤس المصريين وروعهم وأضرهم على كل الصُّعد بما فى ذلك وحدتهم الوطنية وأمنهم وسلمهم الاجتماعيين.

خمسون عاما تقريبا من الإرهاب باسم الدين تتعرض له مصر وربما ألحق أبلغ الضرر بالاقتصاد والحياة السياسية والأمن والسلم الاجتماعيين، وتعطيل الديمقراطية وأنهار من الدموع وبحور من الدم وصراخ أطفال وعويل أمهات وآثام وفجور امتد إلى كل شيء.

الإخوان (المسلمون) هم الخطاب الجديد للوهابية وهو التنظيم الأم الذي خرج من تحت عباءته مسميات تنظيمات إسلامية مسلحة وغير مسلحة، خاضت الحرب ضد الدولة والمجتمع وحظيت بدعم مشروع برجنسكني بتمويل عربي.

ليس هناك أدنى شك في أن قطر دولة عقائدية استدعت أسوأ نموذج للخوارج وليس هناك شك في أن الإخوان من ناحية ومجموعة المشروع الصهيونى (عزمى بشارة) يواصلون بقوة مدعومة من اللوبي الصهيونى فى الإدارة الأمريكية غير مكترثين بالعواقب الوخيمة للمشروع الذى أضر بمصر ولازالت مخاطره قائمة وبما يخدم مشروع تقسيم مصر الأمر الذى يحتم على شعب مصر مجابهته بقوة وإرادة تؤمن بكل الخيارات وتعطى لمصر الحق فى الدفاع عن نفسها فى الداخل والخارج، مؤكدة أن أمنها القومى خط أحمر يستوجب النقل الاستراتيجى لقواتها خارج حدودها مسلحة بحقها المشروع فى الدفاع عن الشعب والوطن ضد كائن من كان فى مواجهة الإرهاب البغيض الذى روع ويروع شعب مصر والعالم.

تابع مواقعنا