نتفاوض مع إيران أم نتأمّل حلًا سياسيًا وتغيرًا في سلوكها؟
أدخلَ البويهيون والصفويون ما أدخلوا على ديننا، تذبّح الأحوازيون وتفرّست الأحواز، فَقدَ العراقيون رخاءَهم و فِلْذاتِ أكبادِهم وأجزاءً من بلادهم لإيران، خسر الإماراتيون جزرًا استراتيجية، فقد العراقيون واللبنانيون والسوريون واليمنيون حكم بلادهم، اغرقتنا المخدرات الإيرانية، تلوّثتْ سُمعة العرب، قَتلَ بعضنا بعضًا بحروب أهليّة حرّكتها ولاتزال تُحرّكها إيران باسم الدين، خسِر السعوديون ارواحًا وأنفقوا أموالًا طائلة وهم كاظمون غيظهم على تعدّيات إيران، ثمَّ ... ، يأتينا اليوم مَن يدعونا للتفاوض مع إيران وآخرٌ يأمل أن تُغيّرَ إيران مِن سلوكها!
هذا معناه شيء واحد فقط: العرب لايستوعبون حقيقة حكّام إيران لحد الآن، علمانيّهم وصفويّهم؛ ولن ينتصروا عليها ماداموا لايريدون مواجهة هذه الحقيقة وإدراكها بموضوعية كما يجب لابتفكير اِرتغابي غارق في تفاؤل غير واقعي.
لن يُوقِفَ حكّام إيران الحرب إلّا بالسيطرة على الحرمين واِنتزاع زعامة العالم الإسلامي من العرب، أو تُهزم إيران عسكريًا في نفس إيران وتنّكمش. وإلّا ماذا يدعوهم ليوقفوا الحرب في اليمن، والقلاقل في العراق وسوريا ولبنان وهي لاتكلّفهم سوى تومانات ولايموت فيها فرس!! بل إنّهم يستفيدُون تجاريًا وعسكريًا من هذه البلدان: مدّدًا من أموال ورجال مليشيات من العراق، ومنافذ على البحر في سوريا ولبنان، وإطلالة على إسرائيل، وقربًا من الحرمين في اليمن، وأتباعًا وإتاوات وسوقًا للمخدرات وللرديء من المنتوجات. كيف يتخلّون عن كل ذلك ويتفاوضون بنزاهة وهم يلقّنون أولادهم في مدارسهم كُره العرب ووجوب تبعيّتهم وخضوعهم للفرس! الحل الدائم والمناسب الآن هو اِعترافٌ عربيّ بشرعية دولة الأحواز تمهيدًا لتحريرها، فبالتحرير تنكمش إيران وتتراجع عن كامل ساحل الخليج العربي ومنابع النفط والغاز وتُفلس. وقد يتبع ذلك ثورة تقوم بها بقية الشعوب غير الفارسية المُحتلة ضمن جغرافية إيران الحالية مطالبةً بزوال الاحتلال عنها فتتحرر وتعود بلاد فارس فقط للفرس، صغيرةً في الوسط، لاحول لها ولاقوة، كما كانت في بدايات القرن الماضي. يتمّ ذلك بالحق بموجب القانون الدولي لا بالتّعدي وكما حدث في بقاع كثيرة حول العالم. وإذا عاند النظام الإيراني، كما هو متوقّع منه، فيُعالج ذلك بضغط وبقوة دولية تفرضُ تطبيق القرار الدولي بإعادة الشرعية لدولة الأحواز باستقلالها. هل نسيَ العربُ حربَ الثمانِي سنوات بين العراق وإيران! لابدَّ من تجريعِ العنصريين سَمًّا مؤثّرًا هذه المرّة ما دامت الظروف الدولية مثالية وما دامت الحالة العربية فيها بقيّة من روح وغيرة.