تقدر تطير بدون جناحات.. قصة قاهرة التحديات “رحمة” ترسم وتلون بأنامل قدمها (فيديو وصور)
تقدر تطير من غير جناحات، وأياك تقول ما خلاص الوقت فات، شوف الجايات وانسى الرايحات، حبة طموح وهتعمل مُعجزات.. تلك الكلمات الشهيرة، لأغنية أنت تقدر، دائمًا ما ترددها قاهرة التحديات، رحمة عزت عبدالله، 6 سنوات من عمرها، إحدى طالبات الدمج، طالبة بالصف الأول الإبتدائي بمدرسة كيمان فارس للتعليم الأساسي بمحافظة الفيوم.
ولدت رحمة بدون ذراعين، لكن ولدت بالموهبة والتذوق الفني البارع، فهي ترسم وتلون وتصنع مُجسمات عديدة من الصلصال، قد تبهرك أيضًا عندما تراها، وتعطيك دفعة قوية للأمام وثقة بالنفس.
تجلس رحمة، وأمامها لوحاتها ورسوماتها المفضلة والمحببة إلى قلبها، وعلبة ألوانها المبهجة بجوارها دائمًا، تضع الأقلام بين أنامل قدمها، وتحديدًا بين صُباع قدمها الأكبروالثاني ليكون وسيلتها البديلة عن ذراعيها، في الرسم والتلوين والكتابة، وأيضًا صناعة مجسمات من الصلصال، فضلًا عن مساعدة والدتها في أمور المنزل، عندما تراها لا تتخيل أبدًا أنها بدون ذراعين فهي مرحة ونشيطة ولديها ثقة بنفسها تندهش منها.
لاتمنعها إعاقتها من ممارسة هويتها المفضلة إلى قلبها، وهي الرسم والتلوين، دائمًا ما تستخدم الألوان المُبهجة التي تعطيك أمل في الحياة، لديها أمل وإرادة قد تجعلك تخجل من نفسك أمامها.
تقدم رحمة، رسومات مختلفة، تفوقت على نفسها، وتحدت إرادتها وإعاقتها، لتُصبح أيقونة ذوي الهمم بمدرستها وبالفيوم أيضًا، دائمًا ترى أنها مميزة ومختلفة، وهي مميزة حقًا ونموذج مختلف يحتذى به، في هذا السن الصِغير من حياتها.
قاهرة التحديات: أنا ربنا خلقني إيدي رجلي ومميزة
قالت الطفلة رحمة عزت عبدالله، لكاميرا القاهرة24، إنها تحب اللون الأخضروتفضله في رسوماتها دائمًا، وتحب دائمًا ترسم السمكة والفيل، وتصنع أشكالًا ومجسمات عديدة من الصلصال، مثل السلسلة، معبره”أنا ربنا خلقني إيدي رجلي ومميزة”.
النور مكانه القلوب.. قصة كفيف تحدى إعاقة بصره وأصبح أسطورة الفيوم في صيانة الأجهزة (صور وفيديو)
والدة قاهرة التحديات
الحمدلله إن ربنا منّ عليّ برحمة، رحمة معندهاش مشكلة، رحمة عاوزة الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتبنى حالتها، هكذا بدأت الحديث، هبة مصطفى مطر، والدة الطفلة رحمة عزت، تقول، ربنا سبحانه وتعالى، خلق ابنتي رحمة، بدون ذراعين، لكن تمتلك موهبة التذوق الفني والبصري في تنسيق الألوان، وتصميم أشكال ومجسمات رائعة من الصلصال.
تتابع الأم، موهبة رحمة، ليست وراثة من العائلة فقط، فأنا أعمل في مجال الديكورات، وخالتها درست بالتربية الفنية، ووالدها أيضًا مهندس معماري، لكن هي موهوبة مُنذ صِغرها، وتنمي موهبتها دائمًا، يوميًا أكتشف في رحمة موهبة جديدة.
“القاهرة 24” يحاور 3 بطلات عالم في رفع الأثقال للمكفوفين (فيديو)
تعبر الأم”كنت زمان أشاهد فيديوهات تشابه حالة رحمة، وأقول سبحانك يارب، أصبح سبحانك يارب في منزلي الأن، وأحد أفراد الأسرة، أنا منبهرة بها، فهي تسرح شعرها، وترتب غرفتها، وتساعدني في ترتيبات المنزل، بل وتتناول الأكلات الغريبة بأنامل أصابعها، وتصنع أحلى طبق سلطة”.
تضيف هبة مطر، رحمة اتولدت وأدركت مع السن إن يدها هي قدمها، دائما ما تردد، “إيدي رجلي الله منّ عليا وفضلني عن الناس وأنا مميزة”.
أوضحت مطر، أن أثناء فترة حملها في رحمة، كانت تتابع مع أحد الأطباء ولم يكتشف أنها بدون ذراعيين، كانت دائمًا ما تسأله عن حالة الجنين، يقول لها”الطفل معطي لنا ظهره فقط ، وغير واضح”، لكني تفاجئت واكتشفت ذلك بعد ولادتها أنها بدون ذراعين”.
“القاهرة 24” يحاور 3 بطلات عالم في رفع الأثقال للمكفوفين (فيديو)
الأم: أول طفل لي توفى بعد الولادة وتعتبر رحمة البنت الأولى
الأم هبة مطر، مازالت تحدثني عن نجلتها رحمة قاهرة التحديات، تقول، لا ألوم البشرعلى التنمرالذي يوجهونه لرحمة نجلتي، لأنها قلة ثقافة فقط دون قصد، وعلى سبيل ذلك، ابنتي رودينا الأصغ ركانت في الأول، دائما تسأل رحمة إيديك فين؟، لكن بدأت أوعي رودينا، حتى تفهمت الأمر، وأتمنى من الجميع يعي ذلك، ومن أوليا الأمور أن يوعوا أولادهم في كيفية التعامل مع تلك الحالات.
أنا سعيدة انها بنتي، ولكن أطالب أنها تكون أفضل حتى تستطيع تلتقي وتتأقلم مع المجتمع، لا أريد عطف من أحد، لإن العطف في قلوبنا جميعًا.هكذا تتحدث والدة قاهرة التحديات.
تتابع، قدمت لرحمة، في المدارس الحكومية، وفضلت أن تتعلم في المدارس الحكومية، وسعيدة بذلك لإني اكتشفت فرق كبيرمابين تعامل مدرسة رحمة الحكومية لها، وبين تعامل المدارس الخاصة لها أثناء التقديم، “الخاص عاوز فلوس مش إنسان يعلمه ويراعيه، لكن الحكومي عاوزة إنسان يراعيه ويعلمه، وهذا بناءً على ما شاهدته بنفسي مع ابنتي أثناء التقديم، وسعيدة وفخورة بإدارة المدرسة، يعاملوها جيدًا، ويحفزوها”.
ووجهت الأم رسالة للمجتمع في ختام حديثها مع القاهرة24، قائلة:”انظروا لرحمة نظرة أخرى على أنها هدية من ربنا ليا ادعموها فقط بالكلمة الحلوة لوقابلتوها ذات مرة في طريقكم، حتى تثق في نفسها، وأتمنى من الرئيس السيسي أن يدعمها إذا وصل له حديثي من خلالكم”.
النور مكانه القلوب.. قصة كفيف تحدى إعاقة بصره وأصبح أسطورة الفيوم في صيانة الأجهزة (صور وفيديو)
مدير مدرسة كيمان فارس للتعليم الأساسي:نوفرلرحمة دادة تراعي طلباتها في المدرسة والطفلة ذكية جدًا
طارق عبد الغني، مديرمدرسة كيمان فارس للتعليم الأساسي، قال عن رحمة عزت، خلال حديثه مع القاهرة24، إنها طفلة ذكية للغاية، وهي لديها موهبة الرسم مُنذ ولادتها، واكتشفنا ذلك عند دخولها المدرسة بالصف الأول الابتدائي، تستخدم أرجلها وقدمها، في كل أمور حياتها وراضية بقضاء الله وقدره.
رئيس جامعة الفيوم يكشف لـ”القاهرة 24″ سبب زيارة مستشار الرئيس لشؤون الصحة للجامعة
وأضح عبد الغني، أن المدرسة موفرة للطالبة رحمة، “دادة”، تزور الطالبة كل ساعة لتساعدها سواء في الذهاب لدورات المياه، أو أي شئ تحتاج إليه.
ولفت مدير مدرسة كيمان فارس للتعليم الأساسي، إلى أن المدرسة تضم عدد 48 من طلاب الدمج مابين إعاقات مختلفة، حركية وسمعية وتوحد ومنغولي وعدم تحكم في الأعصاب، وأن المدرسة على قدر كافٍ من المسؤولية لمراعاة هؤلاء الطلاب.
وكان الدكتور محمدعبدالله، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، قد كرم قبل قليل، الطفلة رحمة عزت عبدالله، طالبة الدمج بالصف الأول الابتدائي بمدرسة كيمان فارس للتعليم الأساسي بالفيوم، وذلك لموهبتها الفنية في الرسم والتلوين بالقدم، ومنحها شهادة تقدير.