إنشاء محمية بحرية حجمها 3 أضعاف مساحة بريطانيا (صور)

أُنشئت محمية بحرية حول جزيرة نائية في وسط المحيط الأطلسي، تدعى “تريستان دا كونا”؛ لحماية الحياة البرية والبحرية، والتي تعد أبعد الجزر المأهولة بالسكان في العالم، كملاذ للحياة البرية البحرية، ويبلغ حجمها 3 أضعاف مساحة المملكة المتحدة.

في حين أعلنت حكومة الجزر، وهي إقليم ما وراء البحار، التابع للمملكة المتحدة في جنوب المحيط الأطلسي، تخصيص مساحة 265000 ميل مربع كمنطقة حماية بحرية.

وتعد المحمية رابع أكبر محمية في العالم، وستكون منطقة محظورة، حيث سيتم حظر الصيد والأنشطة الأخرى الضارة بالبيئة، كما ستساعد هذه الإجراءات في حماية ثروة الحياة البرية التي تعيش في وحول سلسلة الجزر الصغيرة، والتي تشمل طيور القطرس وطيور البطريق والفقمات وأسماك القرش والحيتان.

ويضم “الأرخبيل” ‏4 جزر رئيسية مع العديد من الجبال البحرية، وهو أحد أشكال سطح الأرض، ويرمز لأي مجموعة متقاربة ومتجاورة من الجزر، وهو أيضًا موطن لعشرات الملايين من الطيور البحرية، وتضم محمية “تريستان دا كونا” البحرية ما يسمى بالحزام الأزرق للمناطق المحمية المحيطة بأراضي المملكة المتحدة فيما وراء البحار، وستكون الحكومة البريطانية هي المسؤولة عن مراقبة وفرض حالة المنطقة المحمية باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

وقال دعاة الحفاظ على البيئة للصحفية البريطانية “ديلي ميل”: “إن المحمية التي تم دعم إنشائها من قبل المجتمع المحلي من خلال شراكة دولية؛ ستحمي ملاذًا طبيعيًا لم يمس إلى حد كبير عشرات الملايين من الطيور البحرية وغيرها من الحيوانات البرية، بل يساعد منع الصيد والأنشطة التخريبية الأخرى في الحفاظ على الجزر، إلى جانب المخزونات السمكية التي تعتمد عليها الطيور البحرية والثدييات البحرية المحلية في الغذاء”.

وبموجب خطة الحماية، سيكون هناك حوالي 90% من المياه الإقليمية لـ”تريستان دا كونا” محظورة تمامًا على الصيد، أما الـ10% المتبقية من المنطقة المحيطة مباشرة بسواحل الجزيرة سيتم تخصيصها للصيد المستدام من قبل أعضاء المجتمع المحلي ومع ذلك، فإن صيد التونة والصيد بشباك الجر سيكونان محظورين تمامًا.

ويأتي الإعلان عن خطة الحماية؛ بعد 25 عامًا من إعلان جزيرة غوف، التي تقع أقصى اليابسة في جنوب الأرخبيل، كموقع للتراث العالمي لليونسكو؛ بفضل الحياة البرية الفريدة، ومستعمرات الطيور البحرية الكبيرة، وهناك خطط أيضًا في طريقها للقضاء على الفئران الغازية من جزيرة غوف، حيث تتغذى على بيض الطيور التي تعشش على الأرض، على الرغم من أن تنفيذ ذلك قد تأخر بسبب جائحة “كوفيد-19”.

بينما قال جيمس جلاس، رئيس جزر تريستان دا كونا، لـ”بي بي سي”: إن المجتمع المحلي ملتزم بشدة بالحفاظ على البيئة، لطالما كانت حياتنا في تريستان دا كونا تقوم على علاقتنا بالبحر، وهذا مستمر حتى اليوم، فالبحر هو موردنا الحيوي للاقتصاد وفي نهاية المطاف لبقائنا على المدى الطويل.

وتابع: هذا هو السبب في أننا نحمي 90% من مياهنا بشكل كامل، ونحن فخورون بأنه يمكننا لعب دورا رئيسيا في الحفاظ على صحة المحيطات. 

 وأشار جلاس إلى أن الجزر تستضيف حوالي 90 % من فقمات الفراء في العالم تحت القطب الجنوبي و80% من جميع طيور البطريق الصخرية الشمالية ، في حين أن المياه هي حضانات لأسماك القرش الزرقاء وأنواع الحيتان المهددة بالانقراض.

وتعد تريستان دا كونا أرضًا خصبة لـ25 نوعًا من الطيور البحرية، 4 منها من الأطلسي، وطيور القطرس الأطلسية ذات الأنف الأصفر، والبطرس ذو النظارة، وتريستان الباتروس التي تنفرد بها.