الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فخ كورونا.. أمهات فشلن في التعامل مع منصات “التعليم عن بُعد” بسبب الأمية

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 08:21 م

فرض فيروس كورونا المستجد منذ انتشاره في أواخر العام الماضي الكثير من الإجراءات المختلفة التي لم نَعْتَدْ عليها من قبل، مما جعله عاما استثنائيا بكل المقاييس، ولا شك أن المنظومة التعليمية كانت الأكثر تطبيقا للتدابير الجديدة التي فرضها الوباء، حيث قررت وزارة التربية والتعليم تطبيق “نظام التعليم عن بعد” في العام الدراسي الجديد تجنبا لانتشار العدوى بين الطلاب والعاملين بالمنظومة.

ووفرت الوزارة 7 منصات إلكترونية وقنوات تعليمية تتضمن المناهج والحصص لكافة الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، والتي تتضمن منصة البث المباشر للحصص الافتراضية والمنصة الإلكترونية ومنصة إدمودو لطلاب الصف الرابع الابتدائي حتى الصف الثاني الإعدادي وأيضا للمرحلة الثانوية، بينما اطلقت مكتبة الدروس الإلكترونية وبرنامج اسأل المعلم والكتب الإلكترونية للشهادة الإعدادية.

وحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فقد وصلت نسبة الأمية بها بين الإناث في العام 2017- 2019، إلى 30.8%، بإجمالي 106 مليون نسمة، وهو ما يشير إلى معاناة أغلب الأمهات من نظام جديد لم يعتادوا عليه من قبل، يعتمد بشكل كلي على استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة والإنترنت، في ذات الوقت الذي وصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 54.7 مليون شخص من أصل 101 مليون مواطن.

“تستخدم المنصات ليه وأنا بدأت دروس”.. تقول “د. ع” الحاصلة على شهادة دبلوم فني تجاري، والأم لطالبة في الصف الخامس الإبتدائي، إنها لا تعرف حتى شكل المنصات التعليمية، موضحة أنها لم تحاول استخدامها من قبل لأنها وجدت جميع أمهات زملاء ابنتها في الدراسة لا يعرفون كيفية استخدامها، ولا أحد يستفيد من تلك المنصات.

تضيف “د.ع” أنها العام الماضي عند رفع الأبحاث التي حددتها الوزارة العام الماضي، حاولت أكثر من مرة ولكن وجدت صعوبة كبيرة في استخدام المنصة، “كل مرة كان بيتمسح كل اللي أنا عملته فمعرفتش أعمل حاجة”، بالرغم من تأكيدها أنها شاهدت بعض الفيديوهات التي توضح طريقة رفع الأبحاث ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل، لذلك لم تحاول استخدام المنصات الإلكترونية هذا العام، وما ساعدها على هذا هى الدروس الخصوصية التي تعتبرها أفضل بكثير من القنوات التعليمية التي لا تعتبر مصدر تعليمي يمكن الاعتماد عليه.

“أدخل المنصة ليه لما ممكن أدخل على جوجل أو اليوتيوب”.. لم تختلف شكوى “ت. ج” وهى أم لطفلين في الصف الخامس الابتدائي والصف الثالث الابتدائي، عن سابقتها حيث تقول إنها بعد أن واجهة مشاكل كثيرة في رفع الأبحاث التعليمية العام الماضي، وكان من الممكن أن يذهب مجهود أولادها سدى بسبب أنها لا تجيد استخدام تلك المنصات ولم تغامر هذه السنة.

وتشير الأم الحاصلة على دبلوم فني تجاري، إلى أنها لم تفكر حتى باستخدامها لأنها شيء جديد لم يعتَدْ عليه أحد من قبل، فمن الأفضل استخدام المواقع التعليمية الأخرى المتوفرة على الإنترنت منذ فترة ويسهل استخدامها، فهناك مواقع أنشأها بعض المعلمين لشرح المنهج تستخدم بشكل مبسط وطريقة أفضل، “أدخل المنصة التعليمية دي ليه لما ممكن أدخل على جوجل أو أشوف فيديوهات على اليوتيوب أسهل”، تضيف الأم.

لم يكن استخدام المنصات الإلكترونية المختلفة التي توفرها وزارة التربية والتعليم لتطبيق “نظام التعليم عن بعد” في العام الدراسي الجاري، بكل تلك الصعوبة على الأمهات التي لم تحصل على مستوى عالي من التعليم، فهناك بعض العوائق التي تقف أمام الأمهات الحاصلين على شهادات جامعية عند التعامل مع تلك المنصات.

“لم أسمع من قبل عن تلك المنصات”.. تحكي “أ. م” وهي أم لطفلين في الصف الخامس الابتدائي والصف الرابع الابتدائي، والحاصلة على شهادة من كلية التربية، أنها لم تسمع من قبل عن تلك المنصات ولا تعرف ماذا يتوافر عليها، وذلك بسبب أن خدمة الإنترنت لا تتوافر لديها.

موضحة أنها لا تولي اهتمامًا لوسائل التكنولوجيا ولا تجيد استخدام المواقع الإلكترونية أو مواقع التواصل الإجتماعي، مضيفة ” أنا عملت واتس أب السنة دي علشان أدخل في جروبات المدرسة”، كما أشارت إلى انه عند تسليم الأبحاث العم الماضي، زوجها من قام بتلك المهمة لأنها لا تعرف كيف تستخدم تلك المواقع، ولكن أيضا بعد أن وجد صعوبة في بداية الأمر، دُفع لمشاهدة فيديوهات تشرح طريقة تحميل الأبحاث على المنصة.

“تصميم الموقع المعقد هو ما يمثل عائقًا كبيرًا”.. تؤكد “ش. أ” الحاصلة على شهادة من كلية الدرسات الإسلامية، على صعوبة تصميم المنصات التعليمية والذي يشكل عائقًا كبيرًا في استخدام الأمهات لهم، لافتة إلى أنها قامت بتسليم الأبحاث العام الماضي بعد أن انضمت في مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي “واتس أب” يشرح كيفية رفع البحث على المنصة، بجانب أنها سألت أمهات آخرين الكثيرات منهن واجهوا نفس المشكلة، وبالأخير لم تنجح في رفع البحث وكلفت شخصًا آخر بتلك المهمة.

وتضيف الأم لطفلين في الصف الخامس الابتدائي والصف الثالث الابتدائي، والتي بدأت علاقتها بالتكنولوجيا ومعرفتها بإستخدام الإنترنت العام الماضي فقط، أنه مع عدم مقدرتها على توفير دروس خصوصية لأولادها، تقوم بين الحين والآخر بالدخول إلى تلك المنصات، ولكن تجد صعوبة بالغة في كل مرة تستخدمها، مشيرة إلى أنها لم تستطع الوصول إلى ما تريده بكل سهولة، فلم تحاول الدخول عليها مرة أخرى.

تقول الأم “كل ما أدخل على حاجة يجبلي حاجة تانية ومش عارفة أدوس على أيه”، ولكن لفتت إلى أنها عند التعامل مع المواقع التي وفرتها وزارة التربية والتعليم كمراجع للأبحاث كموقع “نهضة مصر” كانت بسيطة في الإستخدام، وتمكنت من الوصول إلى المعلومات التي قاموا بكتابتها في البحث بسهولة، ولكن المنصات الأخرى لم تستفد منها إطلاقا.

“أول مرة أدي دروس في كل المواد السنة دي”.. أما في حالة “ف. ع”، الحاصلة على شهادة من المعهد العالي لعلوم الكمبيوتر، كانت مختلفة، فهي كأم لطفلين في الصف الخامس الابتدائي والصف الثاني الإعدادي، لجأت إلى استخدام المنصات التعليمية التي وفرتها الوزارة بعد أن وجدت أسعار الدروس الخاصة المبالغ فيها من قبل المعلمين الذين استغلوا انتشار الوباء وقاموا برفع سعر الحصة الدراسية الواحدة إلى 40 جنيهًا.

تتابع أنه عند استخدامها لتلك المنصات وجدت صعوبة كبيرة في مستوى الشرح يصعب على الأطفال استيعابه، مشيرة إلى أنها أيضا قامت بتحميل القنوات التعليمية ولكن صدمت من طريقة شرح المعلم “تحسي أنه هو بيقرا مش بيشرح زي المدرس اللي انتي قاعدة قدامه”، مما اضطرها لإعطاء أولادها دروسًا خصوصية في جميع المواد الدراسية لأول مرة.

ضبط 36 ألف نسخة كتاب دراسي بدون تفويض من وزارة التعليم داخل مطبعة في البساتين

تابع مواقعنا