صناعة أبراج الحمام.. تراث مصري مهدد بالانقراض
أزمات عديدة تواجه صناعة أبراج الحمام التي تعتبر من المعالم الأثرية التي كانت منتشرة منذ عهد الملك فاروق، وهو ما يهددها بالانقراض.
وقال صبرى محمد، أحد المصنعين لأبراج الحمام، إن مهنة صناعة أبراج الحمام تعرضت لأزمات عديدة بسبب التوسعات التي حدثت داخل المباني، وهو ما أدى إلى انقراض الأبراج القديمة، وبدأ الآن بعض الأشخاص يقومون ببناء هذه الأبراج بكميات كبيرة جتى يكون مصدر رزق له ويكون قائمًا على الربح.
وعملت هذه الأبراج على توصيل العديد من الرسائل من مصر والعديد من الدول العربية، ونجد الآن اختفاء كبيرًا لهذه الصناعة بسبب التكنولوجيا الحديثة واعتماد العديد من الأشخاص على الرسائل الإلكترونية.
وأضاف صبري لـ”القاهرة 24″: “هناك العديد من الأشخاص لا يعرفون من الذي يبني هذه الأبراج لأنها أصبحت من المهن القديمة، وبها عدد قليل من العاملين في صناعة الأبراج، وهذا من الأسباب الرئيسية في اختفائها، حيث تبدأ صناعة الأبراج من الفخار أو الأخشاب وكان في الأزمنة السابقة يكون البناء في الأماكن الصحراوية، وأصبح الآن مشروعًا للعديد من الشباب”.
آلام الموبيليا.. كيف أصبح الأثاث أحد ضحايا كورونا؟ (فيديو)
ویتكون برج الحمام من الطین المخلوط بالتبن والقوادیس، وھي عبارة عن “زلعة” أو أواني تصنع من الفخار، وفي بعض الأحیان یتم بناء قاعدة خرسانیة من الأسمنت تقام علیھا الأبراج.
وفى سياق متصل أكد الدكتور أجمد رجب، عميد كلية الآثار جامعة القاهرة، أن أبراج الحمام كانت تستخدم قديمًا لإطلاق الحمام الزاجل ليتلقى الرسائل، ولعل برجي باب المطار بقلعة صلاح الدين أو سمي بهذا الاسم لأنه كان يطلق الحمام الزاجل في العصر المملوكي، ولعل اختفاء أبراج الحمام بسبب انتهاء وظيفته كناقل للرسائل ويرجع هذا بسبب استخدام الكثير من الأشخاص للإيميل والرسائل الإلكترونية.
وأشار” رجب” إلى أنه كان يربي الحمام في أبراج معدة لذلك في القرى تبنى بالطين والأواني الفخارية وتوضع في أماكن مرتفعة وسط الحقول ولعل وجود مزارع الحمام قد أدت إلى قلة وجود هذه الأبراج لتربية العديد من أنواع الحمام لأن تربية الحمام تقلصت كهواية وأصبحت المزارع تقوم بتربيتها بغرض التجارة وبتقنيات وأساليب مختلفة.