جرثومة المعدة تصيب 50% حول العالم.. استشاري باطنة يوضح أسبابها وعلاجها

تعد جرثومة المعدة أو البكتيريا الحلزونية من أبرز المشكلات الصحية التي تهدد الجهاز الهضمي، نتيجة تناول الأطعمة الملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض، أو التشارك في الأدوات الشخصية للشخص المصاب بها، وتصنف جرثومة المعدة على أنها من الأمراض التي تصيب الإنسان دون أن يشعر بوجودها إلا بعد إجراء الفحوصات الطبية، كما أن جرثومة المعدة تؤدي إلى مخاطر عديدة تزعج المرضى أهمها قرحة المعدة وبعض أمراض الجهاز الهضمي.

قال الدكتور “سامر سمير ذكرى”، أستاذ أمراض الباطنة والجهاز الهضمي بكلية الطب ومستشفيات جامعة الفيوم، في تصريح خاص لـ”القاهرة 24”: “إن جرثومة المعدة تصيب نحو 50% من الأشخاص حول العالم، وتصل نسب الإصابة بها في مصر إلى 90% في الفئة العمرية فوق 40 عاما، وهناك الكثير من الأمراض التي تسببها جرثومة المعدة على رأسها قرحة المعدة والاثنى عشر، والحموضة والحرقان، والتهاب جدار المعدة، ونزيف المعدة، وقد تسبب حال إهمال علاجها أورامًا ليمفاوية أولية أو سرطان بالمعدة”.

وأضاف “سامر” قائلًا: “إن أسباب الإصابة بجرثومة المعدة متعددة ومن أهمها، تناول الوجبات السريعة والجاهزة، والإفراط في إستخدام المضادات الحيوية والمسكنات لفترة طويلة، كما أن السكريات والمشروبات الغازية تساهم في خطر الإصابة، حيث يعمل السكر على تغذية الجرثومة، كما تساعد العصبية والضغوط النفسية، على انتشار الجرثومة، ويعد التدخين أبرز العوامل التي تساهم فى الإصابة”.

كما أشار إلى بعض الأعراض والعلامات التي تنذر بالإصابة ومنها، الشعور بألم خفيف أو حارق في البطن ومن المحتمل أن يزداد هذا الشعور عندما تكون المعدة فارغة، ويمكن أن يستمرهذا الشعور لبضع دقائق أو ساعات وتشعر بتحسن بعد تناول الطعام أو شرب الحليب أو المضادات الحيوية.

وتابع “سامر” أن هناك علامات أخرى مثل، الشعور بالألم والحرقة بالمعدة خاصة بعد تناول الطعام، والآم البطن المستمرة، وفقدان الشهية وخسارة الوزن غير المبرر، والشعور بالانتفاخ والغثيان، والإصابة بحمى شديدة، وأحيانًا يصاب المريض بمشاكل في التنفس.

من جانبه أكد أن لجرثومة المعدة مضاعفات تضر الجهاز الهضمي، فيمكن أن تؤدي البكتيريا الحلزونية إلى تقرحات هضمية، وحينها تشكل خطورة على الصحة ويمكن أن تسبب العديد من الأضرار مثل النزيف الداخلي الذي يمكن أن يحدث عندما تخترق القرحة الهضمية الأوعية الدموية وترتبط بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، أو انسداد الأمعاء، فقد يمكن أن يحدث انسداد الأمعاء عندما يقوم الورم بمنع الطعام من مغادرة المعدة، أو حدوث ثقب في المعدة الذي يمكن أن يحدث عندما تخترق القرحة جدار المعدة، كما يمكن أن تؤدي الإصابة بجرثومة المعدة التي زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص المصابين بالبكتيريا وفي المعدة هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة.

وأكد أن بعض الطرق تساهم في الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة، وتتمثل في التأكد من نظافة الطعام، وطهي الطعام جيدا للقضاء على أي بكتيريا، التي تؤدي إلى التسمم الغذائي وجرثومة المعدة، وتجنب التواجد في أماكن غير النظيفة والتي تكون بمثابة بيئة خصبة لنمو البكتيريا بأنواعها المختلفة، كما أن غسل اليدين جيدا من الأمور المهمة التي تساعد في الوقاية من الإصابة بالبكتيريا الحلزونية، وعدم استخدام أي أدوات غير شخصية لأنها يمكن أن تؤدي لانتقال العدوى بسهولة.

وأوضح قائلًا: “إن هناك بعض طرق العلاج التي تشمل تناول مزيج من مضادات الحيوية إلى جانب دواء آخر يقلل من حمض المعدة، حيث إن تقليل حمض المعدة يساعد المضادات الحيوية على العمل بشكل فاعلية أكثر مثل “كلاريثروميسين وميترونيدازول وأموكسيسيلين”.

وأوصى بضرورة تغير في نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي، نظرًا لعدم وجود دليل قاطع على أن الغذاء والتغذية يلعبان دور مهما في الوقاية من جرثومة المعدة أو التسبب بذلك، ومع ذلك فإن الأغذية الغنية بالتوابل والكحول والتدخين، قد تؤدي إلى تفاقمها وتمنعها من الشفاء بشكل صحيح.

8 أطعمة مسببة لحرقة المعدة..تعرف عليهم