“مدبولي”: المواطن أصبح صانعًا للمعلومة والخبر والقصة لمجرد أنه يحمل هاتفًا
قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مستقبل الإعلام (نوفمبر 2020) إنه لا يمكن لحكومة في العالم أن تعمل الآن بمعزل عن الإعلام، معربا عن تقديريه لجميع العاملين في مجال الصحافة والإعلام في مصر وفي مختلف دول العالم الذين يبذلون جهودا هائلة من أجل الحصول على المعلومات وإعلام المواطنين في مختلف دول العالم بها.
وأضاف “مدبولي” خلال كلمته بالمؤتمر أنه بات من السهل مع تطور وسائل الإعلام ترويج الشائعات بنفس السهولة التي يتم بها نشر الحقائق، مشيرا إلى أن هذا يلقى بمشكلة على عاتق المواطن في الفرز والتمييز بين المعلومات التي يسمعها أو يشاهدها، كما يلقي بمسئولية أكبر على الإعلاميين، حيث يزيد عليهم عبء التحقق من المعلومات في ظل السعي للسبق الإعلامي.
وأكد أن التطور المذهل في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، قد انعكس على مجال الإعلام بشكل واضح وملموس، وأدى لظهور إعلام جديد، له مواصفاته الخاصة، وهي بالقطع مواصفات مختلفة عما نشأنا وتعودنا عليه خلال سنوات وعقود مضت.
ولفت إلى أن الإعلام هو صناعة التأثير، وظهور وسائل التواصل الإعلامي الجديدة أدى بطبيعة الحال إلى زيادة هذا التأثير، متابعا: “من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، حيث إن موضوع مستقبل الإعلام يمثل أحد التحديات الرئيسية التى تواجه الحكومات والسياسيين والإعلاميين أنفسهم” .
وأشار إلى أنه خلال السنوات الماضية شاهدنا سياسيين كبارا أصبحوا يستخدمون الإعلام الجديد في توجيه الرسائل للمواطنين باعتباره وسيلة مباشرة لتوصيل الرسالة، أكثر سرعة، وأكثر سهولة، وأكثر تأثيرا.
“هيكل”: أصبحنا في واقع لا فرق يين مرسل ومستقبل ونبحث عن مستقبل الإعلام في هذا الوضع
وأضاف مدبولي أن المواطن نفسه أصبح صانعا للمعلومة والخبر والقصة لمجرد أنه يحمل هاتفا محمولا، في هذا العالم الذي يتطور بين لحظة وأخرى، مشيرا إلى أن الإعلام أصبح قوة رئيسية لأي دولة.
ونوه إلى أنه إذا كان استخدام الإعلام مبنيا على أسس مهنية ومعلومات صحيحة ودقيقة، سيؤدي حتما إلى زيادة قوة الدولة، وإن كان استخدامه على غير ذلك سيؤدي لإضعافها، وهو الأمر الذي لا بد أن يتم معه دراسة مستقبل الإعلام في مصر والعالم، وأثره على الرأى العام.
واستطرد: “فإذا كان الإعلام التقليدي له قوانين حاكمة في النشر والبث، فإن العالم لم يتفق حتى الآن على حدود أخلاقية أو قواعد مهنية حاكمة للإعلام الجديد الذي من المتوقع أن يتطور بشكل أسرع خلال السنوات القادمة كلما تطورت الوسائل التكنولوجية”.
وطرح عدة تساؤلات بصفته كمواطن ومنها: كيف سيكون شكل مستقبل الإعلام في مصر وفي العالم؟، وما هي القواعد الحاكمة له؟، وكيف ستصل المعلومات لأبنائنا في المستقبل؟ّ!
وأكمل كلمته: “إننا في مصر، نهتم كثيرا بالإعلام، وقد أعدنا استحداث وزراة الدولة للإعلام لوضع السياسات الإعلامية للدولة المصرية في ظل هذا التطور المتسارع في وسائل الإعلام وأدواته وأساليبه”.
كما أكد وضع الحكومة، ضمن خطة الدولة المصرية حتى عام 2030، الكثير من السياسات للتواكب مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، مشيرا إلى تطبيق سياسيات الشمول المالي التي تستهدف التحول للاقتصاد الرقمي، ورقمنة الخدمات الحكومية المختلفة، وإنشاء بنية تحتية رقمية لكافة الجهات والوزارات المختلفة؛ سعيا للاعتماد مستقبلا على قواعد البيانات وآليات الذكاء الاصطناعي.