إعلاميون: كورونا حولت المواطنين إلى “صانعي محتوى”
يرى عدد من الإعلاميين أن منصات التواصل الاجتماعي وفيروس كورونا تسببا فى تحول الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي إلى أدوات تستخدم لتضليل المستخدمين، كما أديا إلى تحول المواطنين إلى صانعي محتوى.
جاء ذلك خلال الجلسة الثالثة من مؤتمر حول الإعلام المصري، أدارها الإعلامي المصري ومدير مكتب سكاي نيوز في القاهرة سمير عمر، وتضمنت الحديث حول التربية الإعلامية بين الوسيلة والرسالة كلمات لكل من دكتورة سالي سامي المحاضرة الجامعية بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ودكتور فؤاد حلمي أستاذ التخطيط والتطوير المؤسسي بالمركز القومي للبحوث التربوية بجامعة القاهرة، ودكتور سامي طايع الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ودكتور طارق سعدوي مدير مركز شبكات المعلومات والاتصالات وأستاذ بجامعة مدينة نيويورك، ودكتورة كارولين ويلسون المدير التنفيذي لمؤسسة مارشال ماكلوهان.
وتحدثت دكتورة سالي سامي عن جائحة كورونا وتداعياتها على الإعلام، حيث رأت أنها أزمة تواصل أدت لانتشار المحتويات الضارة مثل المعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة، مؤكدة أن التطور التكنولوجي الهائل أدى إلى تحول الإنترنت ومنصات التواصل الاحتماعي إلى أدوات تستخدم لتضليل المستخدمين، كما أدت إلى تحول المواطنين إلى صانعي محتوى.
وأشارت سامي في كلمتها إلى عوامل انتشار المحتويات الضارة مثل أجندات جماعات المصالح، والخوارزميات والروبوتات، بجانب سلوك الأفراد غير المسؤول. كما أكدت على ضرورة تحمل المواطنين وكذلك العاملين بوسائل الإعلام المسؤولية في التصدي لانتشار المحتويات الضارة.
وفي ختام كلمتها رأت سالي سامي أن التثقيف الإعلامي هو الحل الأساسي لمواجهة أزمة التضليل المعلوماتي، يكون للأكاديمين والصحفيين والإعلاميين والمواطنين دورًا أساسيًا فيه.
في هذا السياق قال دكتور فؤاد حلمي إن الثقافة الإعلامية ظهرت منذ أربعين عامًا كي تكسب الفرد جوانب معينة، لكن هذه الجوانب تغيرت الآن مع ظهور الرقمنة، والتي أصبحنا نتحدث في ظلها عن المواطنة الرقمية. وأكد على أن التطورات التكنولوجية والثروة المعرفية خلقت الحاجة إلى إعداد المواطن الرقمي للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة والرقمنة والتي تتطلب مواطن لديه مهارات أساسية جزء منها الثقافة الإعلامية التي تمكنه من التعامل مع الوسائط الإعلامية على مختلف أشكاليها بفاعلية وليس مجرد التعرض السلبي لها. وأشار إلى ضرورة امتلاك المواطن مهارات التعامل مع المحتوى الإعلامي بشكل نقدي تحليلي كي يكون لديه مقدرة على التأكد من مصدر الخبر، منطقية المعلومات المنشورة، التمييز بين الحقيقة والشائعة.
وأشار دكتور سامي طايع إلى أنه مع ظهور الإنترنت والتكنولوجيا، أصبح هناك منافسًا للمؤسسة الإعلامية التقليدية وهو الإعلام الرقمي. وذكر أن الاتحاد الأوروبي كان أول من تنبه إلى هذا التحدي فقام بإصدار إعلان جرانولد لتعليم صغار السن كيف يتعاملون مع الإعلام وهو ما كان بداية ظهور التربية الإعلامية. وأردف قائلًا إن وسائل الإعلام الجديدة ومنصات التواصل الإجتماعي أصبحت مليئة بالمعلومات المضللة والصور النمطية الخاطئة عن بعضنا البعض بما خلق صراع الحضارات. لذا كان لازمًا على الدول تثقيف الجمهور إعلاميًا ومعلوماتيًا بما يساعد على نشر ثقافة السلام. وفي ختام كلمته استعرض بعض إنجازات منظمة اليونسكو فيما يتعلق بالتربية الإعلامية، منها نشر الثقافة الإعلامية والعمل على تضمين الثقافة الإعلامية في المناهج الدراسية وكذلك إنشاء شبكات إعلامية ومعهد دولي لنشر الثقافة الإعلامية.
وبدأ دكتور طارق سعداوي كلمته بالحديث عن البلوكتشين-Blockchain (قواعد البيانات المسلسلة) واستخداماتها في مختلف المجالات وبشكل خاص الإعلام. وأشار إلى أن الحياة الرقمية خلقت تحديات للإعلام منها كيفية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية من السرقة، وكيفية استثمار الملكية الفكرية لتحقيق أرباح. هذه التحديات يمكن التصدى لها عبر استخدام البلوكتشين كونها تمنع الأشخاص من التعدي على حقوق الملكية الفكرية والسرقة، وكذلك توفر مستوى عالي من الأمن، والشفافية. عرضت دكتورة كارولين ويلسون، في ختام الجلسة، تجربة كندا في تطبيق الثقافة الإعلامية، فأشارت إلى أن الحكومة الكندية عمدت إلى جعل الثقافة الإعلامية جزء من المناهج الدراسية من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر. وقالت إن هذه المناهج تركز على ثلاثة عناصر كالتي يتبعها اليونسكو في منهجه الإعلامي وهي النص، والجمهور، والإنتاج. وفي ذات السياق أشارت ويلسون إلى إنشاء مؤسسات معنية بالثقافة الإعلامية ومنها رابطة الثقافة الإعلامية ومؤسسة ماكلوين وهي مؤسسة مكرثة للثقافة الإعلامية العالمية لتعمل كبوتقة للثقافة الإعلامية. وأكدت على سعي كندا لتأسيس مربع القرية العالمية للتواصل والتعاون مع جميع دول العالم، ومنصة عالمية للبحث والتواصل.