في حب محمود خالد.. “القاهرة 24” لصاحب القلب الطاهر: “ارجع علشان عيد ميلادك”
“إن شاء الله هرجع، بس أهم حاجة اعمل لي عيد ميلاد، ويكون فيه شخصية كبيرة كمان، يوم 29 نوفمبر”.. بتلك الكلمات الأخيرة له، ودَّعنا محمود خالد، الزميل في القسم الرياضي، بموقع “القاهرة 24″، قبل أن يفارق عالمنا اليوم عن عمر 27 عاما؛ بعد إصابته بفيروس كورونا اللعين.
“محمود” كان يستقبل الجميع بابتسامته، لم يكن يومًا متذمرًا أو شاكيًا، استطاع أن يكتسب محبة الجميع؛ نظرًا لدماثة أخلاقه، وقلبه الأبيض الذي لم يحمل أي ذرة كُره لأي فرد، واعتاد أن يمد يد العون لجميع زملائه، منذ أن بدأ مشواره الصحفي قبل 7 سنوات.
لم يبخل “محمود” على أي زميل بمعلومة، وكان دائمًا يحرص على مساندة الزملاء الذين يبدأون مشوارهم في عالم صاحبة الجلالة، وأكد ذلك الزميل عمرو عبدالعزيز، الذي أوضح دعم محمود له، قائلاً: “أخويا وصاحبي كانت في معزة كبيرة بينَّا، وهو غالي عليا جدًا، وكان دائمًا يوقظني مبكرًا؛ لمتابعة العمل، وكان حريصا على توجيهي، وداعما كبيرا بالنسبة لي”.
وعلَّق محمد ناصر، الزميل بقسم الرياضة في “القاهرة 24″، على رحيل “محمود”، قائلا: “مش مجرد زميل بالعمل، لكن هو بمثابة الأخ بالنسبة لي، منذ أن اجتمعنا سويًا في الموقع، حرص على دعمي بشكل كبير، ودائمًا كان يقول لي: لازم تكون مختلف عن الجميع، وتقدم حاجة تجذب الناس ليك؛ علشان تقدر تفرض نفسك على الكل”.
وأضاف ناصر: “كان حريصًا دائمًا على توجيهي لمتابعة أخبار النادي الأهلي، وفي كل مرة كان يحتاج خبرا من النادي؛ كان يتواصل معي، رغم وجود زملاء يمتلكون الخبرة في تغطية النادي، لكن هو كان يقول لي: خلاص، هُمَّا بقى عندهم مصادرهم، وأنت لازم تِكبر زيهم”.
أما الزميلة منى محمد، من قسم الفن في “القاهرة 24″، فتحدثت عن علاقتها بـ”محمود”، وقالت: “اعتدنا على التواجد سويًا في الشيفت الصباحي، وكنا دائمًا نرغب في مناكشته، ونؤكد له أننا لا نرغب في التواجد بالشيفت الذي يتواجد فيه- كنوع من الدعابة- واعتاد هو على استقبال هذا بابتسامته التي لم تفارقه منذ أن بدأت عملي في القاهرة 24”.
فيما أكد تامر إبراهيم، مدير تحرير “القاهرة 24″، أن محمود كان طاهر القلب، بريء الروح، مُسالمًا ومتسامحًا، يجول ويصنع بسمة بين أروقة المكان، لا أحد يسمع صوته محدثًا أزمة أو مثيرًا للصراعات.
وأشار إلى أن محمود خالد كان نموذجًا للصحفي الذي تأخذه المهنة إلى أحلام التفوق والتميز، وكان مهذبًا وخلوقًا وباسمًا رغم أن الحياة لم تبتسم له كثيرًا، مؤكدًا أن الموقع فقد شابًا أحبه الجميع واعتبروه أخًا لهم، وأن عزائنا الوحيد؛ أننا نحتسبه من الشهداء، داعين الله أن يلهمنا الصبر والسلوان ونتقدم بخالص العزاء لأسرته.