الجمعة 27 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

48 ساعة في أكثر المدن إصابة بكورونا.. الطريق إلى حلوان ينتهي بـ”عزل غير معزول” (معايشة)

القاهرة 24
صحة وطب
الإثنين 23/نوفمبر/2020 - 05:29 م

“حلوان هي المدينة الأكثر إصابة بفيروس كورونا”.. في 8 نوفمبر 2020، أعلنت وزيرة الصحة والسكان، في مؤتمر توضيح الوضع الوبائي بمصر، حلوان كأعلى المدن إصابة بفيروس كورونا، ساردةً الأسباب حول معدلات الإصابة المرتفعة في المدينة.

من الجيزة إلى المدينة التي تقع على حافة القاهرة الكبرى، يوجد عدة طرق للوصول إلى المدينة التي تبلغ مساحتها 64.75 كم²، تلك الطرق سلكها الفيروس ليتمكن منها فلم تصبح عصية على “كورونا” الذي انتشر بين أرجائها.

بيان معدل الاصابات في المحافظات

ما أن تطأ قدماك حلوان، حتى تجد كل شيء طبيعيًا، الناس كغيرهم لا يتبعون أي إجراءات وقائية، مواقف الأتوبيس ممتلئة بالمواطنين، ولا كمامات في هذه المدينة، سألنا السائق الذي أوصلنا هل تعلم شيئًا عن تصدر حلوان المدن الأكثر إصابة بفيروس كورونا؟.. لكن الرد كان “خليها على الله.. مش هنقعد في البيت”، وعلى ضيق الميكروباص كان الطريق متسعًا والهواء طلقًا من المفترض أن لا يحمل معه “كوفيد- 19” الذي يكون أكثر تأثيرًا في الأماكن المغلقة، لكن حلوان غيرت المعادلة.

حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تعتبر حلوان من المدن المليونية “يتخطى عدد سكانها المليون نسمة”، وبمحيطها الجامعة التي تعد الأكبر في مصر من حيث المساحة ويتوافد عليها طلاب من كافة أنحاء الجمهورية أغلبهم من القاهرة الكبرى، وفي نهايتها 15 مايو أحد ثمار التطوير العمراني وبين هذا وذاك أشار الجميع إلى مبنى مستشفى التأمين الصحي التي تستقبل حالات فيروس كورونا بالمدينة.

نهاية اليوم الأول الذي بدأ بالطريق من معهد الأورام ثم سيارة الميكروباص وصولا إلى حلوان، ضم سؤال أكثر من مكان عن بعض أدوات الوقاية الأساسية مثل الكمامة أو الجيل المطهر، لكن بصعوبة كان يتم إيجادهم، على العكس تماما تنتشر الكمامات غير المطابقة للمواصفات والتي حذرت منها وزارة الصحة والسكان، فتباع على الأرصفة أو في محلات السوبر ماركت.. بينما الصيدليات خاوية في أغلبها.

حلوان تتصدر الإصابات

اليوم الثاني، الثلاثاء 17-11 طريق جديد سلكناه لحلوان، مترو الأنفاق، وعلى الرغم من تحذيرات الحكومة المستمرة، لا تطبيق لارتداء الكمامة في المرفق الذي يعد الأكثر استخداما في مصر، تخرج عند الجامعة مع آلاف ينزلون إلى المحطات الخاصة بالمدينة المليونية، حينها كان مخصصًا الذهاب مباشرة إلى مستشفى النصر للتأمين الصحي، هنا حيث يذهب الجميع لكشف إصابته بفيروس كورونا.

سيارة صغيرة تجمعنا مع 8 آخرين، والوجهة هو موقف “الركنة”، أقرب نقاط الوصول للمستشفى، بعض الصور للتوثيق، ثم سيارة أجرة آخرى جعلت من الطريق أقصر، عدم التزام الجميع بالإجراءات واضحًا لا يحتاج إلى تدقيق، ومع الوصول للنقطة الأساسية تشعر أنك ستكون حتمًا ضمن أعداد البيان اليومي لمصابي فيروس كورونا المستجد لوزارة الصحة.

مستشفى النصر بحلوان

أمام مستشفى النصر للتأمين الصحي، أطياف عدة ما بين مصابين بأمراض عدة أو مشتبه بإصابتهم بكورونا، جميعنا تراص أمام باب الاستقبال والطوارئ الذي يتعلق به أكثر من شخص على أمل السماح بالدخول، يحده باب العيادات الخارجية، والناحية الأخرى باب الإدارة والأطقم الطبية.

فضلنا الدخول من باب الإدارة خوفًا من إمكانية نقل العدوى، ولم يسأل أحد من أنتم، سير بسيط إلى الداخل حيث طرقة الاستقبال يتوسطها سلم طلوع لقسم العزل وغيره من الأقسام الأخرى، ما يساعد على انتقال العدوى والتي تعد مبادئ التباعد فيها شرطًا أساسيًا، وعلى السلم يوجد موظفون من المستشفى يشاهدونك ويقولون لك “عزل؟.. ادفع عشرين جنيه عشان تطلع.

تذكرة دخول قسم عزل مصابي كورونا
تذكرة دخول قسم عزل مصابي كورونا

سلم مهترئ يطغى عليه بعض الدرجات المكسورة، وقمامة على الأخرى، لحقني زميلي بعدها وكانت حيلته أنه ذاهب لقسم مختلف فكان رد الموظف “هات أي حاجة طيب مينفعش تطلع ببلاش”، وفي قسم العزل كنا نحن والمصابون ورفقتهم والأطقم الطبية.

وفي العزل، لم تكن الكمامات موجودة أيضًا، السلام بين المرضى ورفقائهم كان موجودًا، ويبيتون معهم لرعايتهم، إحداهم قالت: “هعمل ايه يعني مفيش حد بييجي يرعى جوزي بقعد جنبه اراعيه”، الحمام أيَضًا كان مشتركا، لا يوجد فصل بين الرجال والنساء، رفقاء المرضى أو حتى مرضاهم ما يعتبر أكبر مسبب للعدوى داخل المدينة الحدودية للعاصمة القاهرة.

قسم العزل
قسم العزل

أكثر من ثلث ساعة داخل العزل، ولم يدخل أي من المفتشين أو غيرهم مما يجب أن يسألونا “من أنتم”؟.. وغيرنا من المواطنين كان موجودا بعد دفع العشرين جنيه، وبنظرات جمعتنا دليلًا على الفعل الخاطئ، جمعنا مع أحدهم سؤال “إنتي بتيجي كتير هنا؟”.. بنيجي لأخويا كل يوم عشان نجبله أكل كويس بدل أكل المستشفى”.

خرجنا من العزل، ثم إلى الاستقبال مرة أخرى، ومن نفس الباب الذي يحيطه المواطنون دون أي إجراءات وقائية، بينما أعلنت وزارة الصحة والسكان، الجمعة تسجيل أعلى نسب إصابة بـ 363 حالة إيجابية جديدة و13 حالة وفاة، بينما ارتفع العدد وفقًا لبيانات وزارة الصحة والسكان حتى يوم الأحد هو 113027 حالة من ضمنهم 101881 حالة تم شفاؤها، و6548 حالة وفاة.

تابع مواقعنا