مذكرات نادية لطفي.. فقدت الوعي بعدما صفعها عبد الحليم حافظ في كواليس “أبي فوق الشجرة”
تنفرد قناة “الشرق” الإخبارية السعودية بمذكرات الفنانة الراحلة نادية لطفي، حيث تنشرها لأول مرة، على سلسلة حلقات، بعدما سجلتها لأول مرة قبل نحو 18 عاما، ولم تخرج للنور طوال هذه السنوات.
“الشرق” حصلت على عشرات الساعات من التسجيلات التي تحدثت فيها الفنانة الراحلة عن تاريخها الفني والسياسي والإنساني، وهو ما يُعد وثيقة في غاية الأهمية وشهادة على عصر كان زاخرا بالأحداث والنجوم.
وتروي نادية لطفي، في مذكراتها، كواليس تعاونها مع الفنان عبد الحليم حافظ في فيلم “أبي فوق الشجرة”، موضحة أنّ الفنانة هند رستم كانت المُرشحة للبطولة، إلى أنّها اعتذرت عن الدور، حتى انتقل إليها في النهاية.
وتقول نادية لطفي: “كلمني حسين كمال ليرشحني للبطولة ويرسل لي السيناريو، ولما قرأته في البداية خفت وكلمت حسين لأبلغه اعتذاري، وفوجئ وسألني بغيط: إزاي ترفضي فيلم زي ده، إنتي اتجننتي يا نادية؟.. قلت: فعلاً أبقى مجنونة لو قبلته، لأنه مش فيلم ده مصيبة”.
54 قُبلة في فيلم واحد تُشعل شجارًا بين نادية لطفي ومحرم فؤاد
وتابعت: “شرحت له مخاوفي، فالشخصية التي أجسدها -الراقصة فردوس- يقع حليم في حبها ولكنها تخدعه وتعذبه طوال الأحداث، وجمهور حليم من فرط إعجابه لا يرحم ولا يفرق بين واقع وخيال، وسبق أن عاقب زيزي البدراوي على دورها في فيلم “البنات والصيف” فالجمهور لم يغفر لها أنها عذبت نجمهم ومعشوقهم وكان الدور لعنة على زيزي، فالله يسترك لا تورطني في دور قد يقضي على مستقبلي السينمائي أنا الأخرى”، لافتة إلى أنه أقنعها بالدور في نهاية المطاف.
واستطردت: “بدأنا التصوير، لكن مدته طالت عما أتفقنا عليه، ما يعني أن يعطلني عن أفلام أخرى كنت قد اتفقت عليها، وكان هناك شرط يمنعني من تصوير أي عمل جديد قبل الانتهاء من فيلمي مع شركة “صوت الفن”، وبدأت خلافاتي مع حليم “المنتج” وليس الزميل والصديق، وتصاعدت الخلافات لدرجة أن علاقتنا الشخصية توترت، ولم يعد بيننا أي حوار وراء الكاميرات، وأنا نفسي أتعجب عندما أشاهد الفيلم، كيف أدينا هذه المشاهد الغرامية التي صدقها الجمهور وكنا “متخاصمين” أثناء التصوير، نصور المشهد ويذهب كل منّا إلى حجرته بدون كلام ولا سلام؟”.
إعلاميون يشاركون في عزاء الفنانة الكبيرة نادية لطفي
وأضافت: “يبدو أنه أراد الانتقام بطريقة شرعية، ففي المشهد الذي يضربني فيه بالقلم، دخلته وأنا “مش واخدة خوانة” كما نقول بالتعبير الشعبي، وظننت أنه سيضربني قلما سينمائيا، فإذا به يضربني بجد، ونزل القلم على وجهي فأفقدني الوعي فعلا، وصفق حسين كمال طبعا على التمثيل الطبيعي، وظل وجهي متورما لأيام بعدها، وظل السؤال يشغلني: “من أين جاء حليم بكل تلك القوة في يده وهو المريض المزمن؟”، فقد لاحظت بعدها أن كف يده فيه قوة غير طبيعية وغير منطقية”.
يذكر أنّ فيلم “أبي فوق الشجرة” بطولة عبد الحليم حافظ وعماد حمدي ونادية لطفي وميرفت أمين وهو من إنتاج عام 1969 ويعد من الأفلام المصرية المهمة، وهو قصة إحسان عبد القدوس وسيناريو سعد الدين وهبة ومن إخراج حسين كمال.