الإساءة للأفراد بسبب لونهم.. كيف واجهت القوانين المصرية ولوائح فيفا العنصرية؟
تُوج الأهلي بلقبه التاسع من بطولة دوري أبطال أفريقيا، واحتفلت الجماهير الحمراء باللقب الغائب منذ سنوات ثم جاءها من الباب الكبير أمام الغريم الزمالك، ورغم الروح الرياضية التي سادت الأجواء بين جمهوري الناديين عقب اللقاء، لا سيما بعد أداء الفريقين مباراة قوية تليق بالقطبين الكبيرين؛ خرجت مجموعة من الجماهير عن المألوف وتحولت احتفالاتها إلى العنصرية والتمييز تجاه قائد الزمالك محمود عبدالرازق شيكابالا.
وعبر كثيرون عن استيائهم من الاحتفال بطريقة غير لائقة، وتوجيه ممارسات وهتافات عنصرية لقائد الأبيض، أسمر اللون، لكن الرفض وحده لا يكفي أمام الممارسات العنصرية التي جرّمتها القوانين المصرية ولوائح الاتحادات الرياضية، وعلى رأسها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فماذا تقول هذه القوانين في مصر وكيف تتعامل لوائح الفيفا مع مثل هذه الوقائع؟
بداية نص الدستور المصري في مادته الـ53 على أن “تلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كافة أشكال التمييز”، وأنه لا تمييز بين المواطنين “بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعي، أو الانتماء السياسي أو الجغرافي، أو لأي سبب آخر”، وتُرجمت هذه النصوص الحاكمة إلى عقوبات تجاه مرتكبي ممارسات التمييز والحض على الكراهية، شملها قانون العقوبات المصري.
وحددت المادة (المادة 161 مكرر) العقوبات بنصها على أن:
“يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن 30 ألف جنيه ولا تجاوز 50 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب على هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام”.
ويتم تغليظ العقوبات في حالة كان مرتكبها “موظف عام أو مستخدم عمومي أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية”، وفقا لنص نفس المادة، وفي هذه الحالة تكون العقوبة بـ “الحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر والغرامة التي لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين“.
وبالانتقال إلى المادة (309 مكرر “ب”)، والتي تناولت تعريف وعقوبة التنمر، فقد اعتبرت أن الفعل أو القول يعد تنمرا في حالة الإساءة للمجني عليه بقصد السخرية أو الحط من شأنه وتخويفه وإقصائه بسبب جنسه أو عرقه دينه أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي.
وجاءت عقوبات التنمر – مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد منصوص عليها في أي قانون آخر- بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تزيد على 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
لكن في حالة كان التنمر جماعيا، فإن العقوبة تتغلظ وتكون الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو باحدى هاتين العقوبتين، “إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر”، وفق نص المادة، مع مضاعفة العقوبة في حالة التكرار.
عقوبات الفيفا ضد الممارسات العنصرية
غلظ الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، عقوباته ضد السلوك العنصري أو التمييزي قبل نحو عام ونصف، تصل إلى حظر الجماهير وتغريم أنديتها، وتتدرج هذه العقوبات في شدتها وفقا لتكرار الفعل.
وتبدأ العقوبات ضد العنصرية والتمميز، بفرض حظر جزئي على جماهير الأندية التي تمارس انتهاكات عنصرية، مع فرض غرامة مالية لا تقل عن 20 ألف فرانك سويسري (دولار) كعقوبة أولى.
وتتضاعف العقوبة لتصل إلى خصم نقاط أو الاستبعاد من المسابقات؛ حال تكرار الانتهاكات العنصرية من جماهير الأندية.
وتشمل الانتهاكات العنصرية التي يُعاقب عليها الفيفا، الإساءة لكرامة شخص أو مجموعة أشخاص بأي طريقة بسبب العرق أو لون البشرة.
وتمنع عقوبات الفيفا الشخص مرتكب هذه الممارسات من دخول الملعب لـ 10 مباريات على الأقل.