محمد هاني: الصحفي حاليًّا لا يملك البنية التحتية.. وأخطط لـ”كايرو شو” منذ 4 سنوات (حوار)
محمد هاني صحفي بدرجة “أدرجي”، تخّرج في كلية الإعلام قسم الصحافة عام 1985، وبدأ حياته المهنية من خلال مجلة “الكواكب” بدار الهلال، والتحق بعدها بمجلة “روز اليوسف”، وللمرة الأولى في عالم الصحافة يتولى رئاسة قسم الفن بالمجلة الشهيرة في مصر والوطن العربي، مُتدربًا غير مُعين، كان هو، وفي منتصف التسعينيات، اتجه إلى العمل التلفزيوني، من خلال برنامج “عالم الشهرة” الذي كان يُعرض على شاشة القناة الثالثة بالتليفزيون المصري، وتعاون بعدها مع الإعلامية هالة سرحان، عام 1994.
وظل “هاني” يتعاون مع هالة سرحان، حتى انتقل معها إلى قناة “دريم”، حيث شاركها في تأسيس القناة، كما خاض معها تجربة العمل في قناة “روتانا سينما”، لكن تظل الخطوة الأهم في مسيرته الإعلامية هي توليه رئيس تحرير برنامج “البيت بيتك” على التليفزيون المصري، الذي أحدث نقلة نوعية وقتها في مسيرة ماسبيرو، وكانت المحطة الأخيرة هو مشاركته في تأسيس مجموعة قنوات cbc وتولى إدارتها، لكنه بعد النجاحات الكبيرة التي حققها، قرر مؤخرًا اعتزال الإعلام التلفزيوني، حيث أكد أنه قرر أن يقدم إسهامًا له قيمة في مجال صناعة الإبداع الفني.
وحل “هاني” خلال الأيام الماضية ضيفًا على موقع “القاهرة 24″، في ندوة حوارية تحدث فيها عن مشاريعه الجديدة، وعن سر الاعتزال، كما علق على بعض الأحداث الجارية والتي تخص المجتمع الصحفي والإعلامي في مصر، فإلى نص الحوار..
في البداية.. كيف ترى المواهب الشابة الصاعدة؟
أرى أن حجم المواهب الذي ظهر في السنوات العشر الأخيرة، لم يكن موجودًا في أي عصر من العصور السابقة، مثل المخرجين، الممثلين، وكتاب السيناريو، والمسرحيين، والمطربين وغيرهم.
هل كان لثورة يناير دور في إظهار تلك المواهب؟
بالطبع كان لها دور، لأن الشباب شعر فيها أن له دورا كبيرا، وأنه له تأثيرا كبيرا على المجتمع، تذهب وتأتي الأشياء من الناحية السياسية، ولكن المواهب تظل وتتطور وتبدع.
دائمًا تكون حريصًا على دعم الشباب.. لماذا؟
دائما أحاول أن أزرع نفسي بين الشباب سواء في المسرح أو في الأعمال الدرامية، أو في المواقع الإلكترونية، كما أشبه المواهب الشابة بثروة الغاز شيئًا ضخمًا جدًا، ولكنها حتى الآن منفجرة في الصحراء لم يتم استغلالها بشكل جيد ووضعها في معامل التكرير وغيرها.
لماذا يرتبط اسم محمد هاني بالأزمات.. وبم تراهن بالنسبة للشباب؟
ليست أزمات، ولكنها مراحل تغير، المجتمع دائمًا متغير، هي مواهب متناسية وكلما أتيحت لها الفرصة للظهور في مسار معين تنجح وتظهر وتتفوق، أراهن على المؤسسات الصغيرة وليس الكبيرة، المليئة بالمواهب الناشئة، والتي لديها طموحات، وفكر مختلف.
هل ترى أن المناخ الإعلامي والصحفي حاليًا أفضل مما قبل عام 2010؟
أعمل في الصحافة منذ عام 1988، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم تحدث صحافة حرة بشكل مطلق، دائمًا يكون أمامها عوائق وتلك أعراف المهنة المتعارف عليها في العالم بأكمله، وفي وقت من الأوقات عاصرت أن رقابة المجتمع متسلفة ومتطرفة، وذلك من خلال الأفلام التي تُعرض والشخصيات التي يتم اغتيالها أو المناقشات والاستجوابات التي تأخذ أوقاتًا كثيرة في البرلمان وتدل على مجتمع متشدد.. لا صحافة بلا حرية ولا إعلام بلا حرية، حجمها بيختلف من وقت للآخر.
إلى أي حد أنت قادر على تحمل مسؤولية الحرية؟
أشبه الحرية بـ”كرة النار”، ومن خلال ممارستي لهذه المهنة، الأغلب في ما رأيته في الصحافة والإعلام المرئي، أن الممارسين أقلية منهم الذين يستطيعون تحمل مسؤلية الحرية، دون إحداث دمار للمجتمع.
متى رأيت أن الحرية انتشرت في مصر؟
تحولت إلى عدد ضحم جدًا في مصر قبل انتشار السوشيال ميديا، من خلال حجم الجرائد الصفراء التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وكانت بمثابة مرض، وكانت منتشرة أكثر من الرسمية، ولم يتصدى لها أحد، وشوهت المجتمع بشكل كبير.
ماذا عن فترة الانفلات الإعلامي التي شهدتها مصر في عام 2011 وحتى 2012؟
كانت مدمرة للمجتمع بشكل كبير، من خلال الشخصيات التي تخرج على الشاشات وتتجرأ على أي شخصية أو جهاز بدون رقابة، تعاملت مع تلك الفترة بالتوثيق وهي أهم من السبق.
هل دفعت مصر ثمن تلك الفترة المدمرة للإعلام؟
بالطبع حدثت بعض التشوهات، الإعلام وصل إلى حدود معينة، من خلال عرض الشتائم والاشتباكات على الشاشات، واستباحة الدخول في الأعراض دون رقابة، وظهرت كميات كبيرة من العنف لم تكن موجودة، والمجتمع هو الذي يدفع الثمن.
ما رأيك في مستوى الصحافة الآن؟
الصحفي حاليًا يوجد لديه مهارة ولكن لا يمتلك البنية التحتية، وهذا ما واجهته أثناء عرض بعض المخرجين الشباب علّي برامج أثناء عملي كرئيس مجموعة “سي بي بي”.
شاهدت أعمالًا في السباق الرمضاني الماضي 2020؟
“الدراما المصرية بدأت في استعادة قوتها منذ رمضان الماضي لعام 2020، ومنها مسلسل “الفتوة” الذي قام ببطولته الفنان ياسر جلال: “الإخراج عظيم، وتوظيف الإمكانيات البصرية عظيمة، أنا بشوف إن في السنين الأخيرة ماشفناش عمل مثل هذا منذ عام 2010”.
وماذا عن مسلسل الاختيار؟
أنا عندي تحفظات على مسلسل مثل الاختيار، ولكنه استطاع أن يبث الروح الوطنية لدى المصريين، وجعل هناك فكر لدى الجيل الجديد وتوعية بالبطولات، بالإضافة إلى مسلسل “ليالينا 80” الذي كشف تفاصيل كثيرة عن فترة الثمانينيات بالديكورات المختلفة، ولكنه كان ينقصه تجسيد الفترة السياسية، بينما هو أعاد الواقع للدراما المصرية، لأن في الفترة الأخيرة بدأ صناع الدراما الاتجاه إلى تقديم مصر مختلفة غير الحقيقية.
حدثنا عن تجربة “كايرو شو” التي أحدثت تطورًا في القطاع المسرحي؟
“كايرو شو” تجربة أخطط لها منذ 4 سنوات، وأسستها مع مجموعة من زملائي مثل وليد صبري ومجدي الهواري ومحمد عرفة، وأعتقد أننا نجحنا في تقديم مسرح قطاع خاص وينظر له باحترام، لا يوجد مسرح قطاع خاص يعرض كلاسيكي منذ أيام جورج أبيض، ولكننا نجحنا في عرض “الملك لير” في مصر والسعودية.
هل تقصدون دعوة مشاهير مثيرين للجدل إلى عروض “كايرو شو”.. كأسلوب دعائي؟
ذلك المسار، لم نخطط له إطلاقا، نحن أسسنا المسرح، الجمهور والمشاهير متابعين جيدًا لـ”كايرو شو”، وهناك وسطاء يتواصلون مع إدارة المسرح، حتى نرسل لهم الدعوات ويحضرون.
كيف أثرت جائحة كورونا على الإعلام وحركة الإنتاج؟
جائحة كورونا بالنسبة لي هي “الحرب العالمية الرابعة”، أخدت العالم لمكان ثاني، عالم جديد لا نعرفه وحرب جديدة لا نعرف نهايتها، رأيت كصحفي أنني لابد أن أسعى للتواجد في هذا المشهد “أعمل حاجة فهي فرصة لن تتكرر” فهذا واجبي.