استشاري أمراض نفسية: الدعم علاج نفسي لمرضى الإيدز
يواجه مصابى فيروس الإيدز، بعض الكثير من الضغوطات النفسية والمشكلات الاجتماعية، فبالرغم من وجود أعراض بدنية للمرض متمثلة في ارتفاع درجة حرارة المصاب والقيء والإسهال، إلا أن تظهر بعض العلامات النفسية الناتجة عن مواجهة النفور من المجتمع، الشكوك الدائمة من قبل المصاب حول كيفية التعايش ومواجهة المجتمع.
“نفسي مبقاش خايفة من نظرات أهمية دور السينما المصرية والعالمية للتوعية بمرض الإيدز
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة شيرين الدرديري، استشاري الصحة النفسية والمعالج السلوكي، إن بسبب الضغوطات النفسية التى يواجهها مصابي الإيدز من المجتمع قد ينتج عنها وصول المصاب لحالة من اللامبالاة المتناهية يقوم من خلالها نقل العدوى للآخرين بكل دم بارد ولكن هذه الحالة تعرف بأنها أقصى نتائج الضغوطات النفسية.
وأشارت إلى أن بعض ردود فعل الآخرين تجاه المصاب قد تجعله يصل لمرحلة سيئة من المرض، بسبب الزيادة المستمرة في نقص المناعة الناتجة عن سوء الحالة النفسية، وتعرف هذه المرحلة بمتلازمة الإيدز وقد يظهر على المصاب بعض الأعراض والعلامات النفسية الأكثر حدة، كما أن أكبر المشاكل النفسية لمريض الإيدز تنتج عن الوصم والعار من المجتمع عندما يعترف المصاب بالمرض، وربما ينظر للمرأة المصابة على أنها مارست الرزيلة ولكن في الحقيقة قد يكون إنتقل إليها الفيروس بأي طريقة أخرى من طرق العدوى.
وقالت إن الدعم النفسي لمصابي الإيدز أمر ضروري يجب عدم إغفاله، فيجب التركيز من قبل الآخرين على عدم التعرض لهم بالأذى اللفظي الذي قد ينتج عنه بعض الأمراض النفسية مثل الإكتئاب والإحباط، ومن الضروري توجيه المرضى من قبل المعالجين النفسيين الى التواصل الإجتماعي مع الآخرين والبعد عن العزلة، وتجنب التعامل مع الأشخاص مصدرين الطاقة السلبية.
كما أن للمخالطين بمرضى الإيدز دور كبير في تخطي الأزمات النفسية من خلال توليد الطاقة الإيجابية وزيادة القدرات على التواصل مع الأخرين ، كما يجب على المخالطين الوعي الكامل بطبيعة المرض وآثاره النفسية على المصاب، وعلى الطبيب المعالج العمل على زيادة تقبل المريض لنفسه ومن ثم زيادة الثقة بالنفس وبالمجتمع ويتم ذلك من خلال عدة طرق علاجية تستخدم في الدعم النفسي منها التداعي الحر والعلاج بخط الزمن والعلاج بالطاقة الحيوية والعلاج المعرفي السلوكي.
وتوصي دكتورة شيرين ببعض النصائح لمرضى الإيدز لتخطي الأزمات والضغوطات النفسية ومن أهمها الحرص على العمل وشغل الوقت وتنظيمه طوال اليوم لتوليد الطاقة الإيجابية والتغلب على المرض، وتجنب العزلة حيث أن التواصل الاجتماعي مع الآخرين يعد من الأساسيات التي تساعد مرضى الإيدز في التغلب على المشكلات التى تواجههم، وقبل الخروج للمجتمع يجب أن يتصالح المريض مع نفسه فإن لم يحدث ذلك فسوف تنحدر ثقته بنفسه وبمن حوله.
وقالت الدكتورة شيرين الدريدي في حديثها “للقاهرة 24” أن للإعلام والسينما دور كبير في الدعم النفسي لمرضى الإيدز والتوعية بهذا المرض ويجب أن يكون هناك رسالة إنسانية يجب أن تتكاتف من أجلها المؤسسات الإعلامية للتصدي لنبذ مرضى الإيدز لكي يتم إعطاء المصابين دفعة من الأمل لإستكمال الحياة مرة أخرى.