روان سامي تكتب: انتبه.. الشائعات تحاوطك من كل مكان
يتعرض المجتمع المصري لمجموعة من الشائعات والأخبار المغلوطة بشكل يومي، والتي من شأنها أن تساعد في إثارة البلبلة، وزعزعة الاستقرار داخل الدولة، وهدمها من الداخل.
وهناك الكثير من المواطنين الذين يصدقون تلك الشائعات، ويتسابقون في نشرها، دون التحقق من مصدرها الرئيسي، ومعرفة مدى مصداقيتها، وبالتأكيد هناك من يهدف إلى توصيل هذه المعلومات الخاطئة للأفراد للعب على حالتهم النفسية، فهذه أحد أساليب حروب الجيل الرابع والتي لا يستخدم بها الأسلحة، ولكن تكون حرب باردة غير تقليدية، يتم فيها غسيل العقل، وإدخال الأفكار الخاطئة إليه حتى يصدقها، ويسير ورائها دون وعي منه، مما يسبب خطرا حقيقيا داخل الدولة.
فعلينا أن نعرف جميعاً بأن قلة الوعي بالمجتمع تساعد في القيام بتصرفات خاطئة وحمقاء لا يعرف المواطن مدى تبعاتها السلبية التي سيتعرض إليها الوطن.
فالضغط على زر المشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُمكنه أن يتسبب في نشر المعلومات الخاطئة على نطاق واسع داخل المجتمعات، وهذا يخدم الأطراف المعادية للوطن والتي ترغب في هدمه داخليا من خلال مواطنيه ودون التدخل المباشر في شئون الدولة.
فمن المؤكد أن هناك كتائب إلكترونية تقف وراء نشر الفيديوهات والمعلومات والأخبار الخاطئة لخلق حالة من البلبلة، ولترسيخ صورة ذهنية معينة لدى المواطن.
ومن هنا نجد أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار من ضمن مهامه خلال الفترة الراهنة الرد على الشائعات فور إطلاقها للحد من نشرها بالمجتمع، ومن المؤكد أننا لمسنا دوره الكبير تحديداً خلال أخر أربع سنوات، حينما بدأ يصدر مجموعة من التقارير المختلفة التي تنفي الشائعات التي يتم تداولها عبر المنصات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي.
فهو يتواصل مع الوزارات والجهات المختصة للتأكد من صحة المعلومات التي يتم نشرها، وليس هذا وفقط بل يعمل على متابعة ورصد الموضوعات المختلفة التي تثير الجدل، ويرى ردود الفعل، ويفسرها، ويُحللها مع توضيح الحقيقة أمام المواطنين.
وتمكن المركز من نفي عشرات الشائعات التي يتم إطلاقها بشكل شبه يومي بكل مكان، دون إدراك أو وعي بخطورة الأمر، والذي يعتبر بمثابة تهديد لأمن الفرد، والمجتمع ككل. فيُمكننا اللجوء إليه والإطلاع عليه بشكل دوري قبل نشر أي خبر أو تصريحات.
ونجد أن الدولة تسعى إلى زيادة وعي المواطن للحد من نشر الشائعة، ولذلك هناك ندوات مختلفة تحدثت عن هذا الأمر، وقامت وزارة الشباب والرياضة خلال شهر نوفمبر لعام 2020م ، بتنفيذ البرنامج القومي لمواجهة الشائعات وتأثيرها على الأمن القومي المصري، وشارك به 85 مدرب ومدربة من عدد من محافظات مصر المختلفة.
وساعدت الوزارة في تسلح هؤلاء الأفراد بالمهارات والمعلومات المختلفة، وتعرفوا ضمن البرنامج على كيفية صناعة الإشاعة، وعلى حروب الجيل الرابع، وتعريف الأمن القومي، ومفهومه، وأبعاده، وغيرها من المحاضرات الهادفة التي تؤهلهم لنقل المعلومات بعد ذلك لمن حولهم، فمن ضمن المسئولية التي تقع عليهم هو تدريب 300 شاب وفتاة على الأقل داخل مراكز الشباب.
وبالتالي عندما حضرت هذا البرنامج شعرت بمدى أهمية هذا الموضوع، والخطر الذي يحاوطنا من كل مكان، ويغزو منازلنا دون دراية منا، ولذلك فكل فرد داخل المجتمع مؤثر، وله دور كبير، ولا بد من التحقق من أي معلومة قبل نشرها، مع التعرف على مصدرها الأساسي، وإذا كانت صحيحة أم لا.
فالشائعات فيروس معلوماتي لا بد من مكافحته والقضاء عليه، ومواجهته، مع المساهمة في الحد منه، واتباع المصادر الرسمية للدولة، حتى نحافظ على استقرارنا، وأمننا القومي المصري.