خالد أبو بكر: عهد السيسي الأشهر في مكافحة الفساد والقاهرة لن تتأثر باسم رئيس أمريكا.. وتركي آل الشيخ ظُلِم.. والحقوق والحريات بمصر يحكمها القانون
ما بين التحديات الكبرى ومكافحة الفساد واختبار 30 يونيو الصعب، وبناء الدولة المصرية واستقلال قرارها الوطن، قيَّم المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، المشهد السياسي المصري على مدار 6 أعوام، منذ 30 يونيو وما تلاها من أحداث كبرى متلاحقة.
وكانت زيارة المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر لمقر “القاهره 24” فرصة لعقد ندوة ناقشه فيه الصحفيون في كثير من القضايا، وكانت هناك خطوط عريضة أخذت حيزًا من النقاش، وعلى سبيل المثال يرى “أبو بكر”، أن ما حدث في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على صعيد مكافحة الفساد، لم يحدث في مصر من قبل، مبينًا أن الرئيس وَرِثَ تركة عمرها 60 عامًا، ونجح في إعادة مصر إلى وضعها الطبيعي والمؤثر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وعلق أبو بكر على ما يُثار دائمًا بشأن ملف حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير في مصر، مشيرًا إلى أن تلك الملفات يحكمها القانون وجهاز قضائي رفيع المستوى، مبينًا أن هُناك دولًا تستغل تلك الملفات لصالح أهداف سياسية، ودعا الجميع إلى متابعة بيانات النائب العام المصري في كل ما يتعلق بهذه القضايا وعدم الالتفات لما تبثه بعض القنوات والأقلام المعادية في هذا الأمر.
ويشير المحامي والإعلامي المصري، إلى أن سياسة مصر لن تتأثر إطلاقًا باسم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مبينًا أن جو بايدن عليه الذهاب إلى مقر الحكم في “الاتحادية” لأخذ رأي مصر فيما يتعلق بشئونها، موضحًا أن الدولة امتلكت استقلال القرار الوطني بعد 30 يونيو في ظل العديد من التحديات الكبرى.
وإلى سياق الندوة كاملًا..
نبدأ الحديث معك بالشأن الدولي: هل ستتأثر الحياة السياسية في مصر بوجود جو بايدن على الساحة كما يردد البعض؟
في 30 يونيو كان باراك أوباما يرفض التعامل مع مصر، وأنجيلا ميركل كانت غير معترفة بنا، وتم إيقافك في الاتحاد الإفريقي الذي أنت أحد مؤسسيه، والشارع ليس جانبك، في جزء اعتصامات، وجزء آخر أحداث قتل، مجموعة من الناس تسير في حي الزمالك باسلحه ، وأنت مُطالب منك مواجهة المجتع الدولي، ومشاكل على الحدود.
ومع ذلك وقفنا ووضعنا دستورًا خاصا بأسلوب القيادة هذا الدستور الذي أرى أنه لم يتغير خلال الخمس سنوات الماضية، والذي وضع في مادته الأولى الاستقلال التام بالقرار المصري وعليه أصبح لديك مصادر متعددة للتسليح، وهذه نقطة من ضمن السياسيات التي توضح لك أن الدولة قوية، مصر أخذت من أمريكا، روسيا، الصين، فرنسا، ألمانيا، كل ذلك لم يحدث من قبل وهذا استقلال قرار سياسي 100%، في 30 يونيو، إذا لم تثبت مصر موقفها، كانت ستسير وفقًا للموجة أو القوة.
أما الآن فتجد العلاقات المصرية الروسية تسير بشكل رائع، العلاقات بين الرئيس السيسي والرئيس بوتين في أفضل ما يكون، وكذلك العلاقات مع الكيانات الأمريكيه الحاكمة سواء البيت الأبيض أو الكونجرس فأنت تملك استقلالية في القرار، لذلك يأتي بايدن، يأتي من يأتي إلى البيت الأبيض، أرى أن عليه أن يذهب إلى الاتحادية كي يأخذ منها قرار مصر ويستمع إليه، لكن لا يناقش حتى في القرار، وهذا رأيي، من سيأتي إلى البيت الأبيض عليه أن يتعامل مع مصر باعتبارها دولة تعرف تماما ماذا تفعل، بالإضافة إلى فكرة التحالف المصري السعودي الإماراتي، لأنه جزء من المعاجلة كبير جدًا، هذا التحالف طوال الست سنوات ساعد على استقلالية كبيرة جدا للقرار العربي، تحالف محترم وصادق، جميع المواقف المصرية السعودية الإماراتية، متطابقة خلال السنوات الماضية في عدد كبير جدا من المحافل الدولية، وهذا أثر على فكرة الدول لا يمكن الضغط عليها،هذا أمر أصبح غير قائم وغير وارد نهائيًا.
هل تعتقد أن الرئيس السيسي سياسي ماهر، أم إداري متميز، أم رجل عسكري؟
أرى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي رجل وطني، يتعامل في كل الملفات بجدية كبيرة، وأضرب لك مثلًا ملف استرداد أراضي الدولة، فكان هناك بعض الأفراد يستولون على أراضي بملايين الجنيهات، لماذا لم يُسألوا من أين لك بتلك الملايين؟، ربما لم يكن هناك وقت فراغ كافٍ، أو أخذها مجاملة من أحد المسؤولين في فترة سابقة، فجاء الرئيس وسأل هل هذه الأرض ملك لهم أم ملك مصر؟ وإذا كانت ملك مصر لماذا لا تعود؟، فأنشأ لجنة “استيراد أراضي الدولة”، ترأسها المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والمهندس إبراهيم محلب، وأصبحت كل قرارات اللجنة ملزمة لكل جهات الدولة، بموجب قرار جمهوري أصدره الرئيس السيسي، وأصبحت تلك الملايين مليارات في خزينة الدولة، ولم تتكلف الدولة المصرية سوى قرار وإرادة سياسية لجمع هذه المليارات المنهوبة.
والرئيس السيسي من هواة أن كبار المسؤولين أو رجال الأعمال أو من يظنون أنهم فوق القانون، أول الفئات التي تطبق عليها القانون، حكي ذات مرة أحد أعضاء اللجنة، وأخبرنا أنه كان هناك قطعة أرض تبلغ مساحتها 37 ألف فدان، في إحدى المناطق، خاضعة لسيطرة أحد الأفراد الذي امتنع عن تنفيذ القانون وردها للدولة، لكنهم تمكنوا من استردادها بعد ساعتين فقط، فالإدارة قرار وإرداة سياسية، وفي عهد الرئيس السيسي اعتدنا أن الإصرار على النجاح والمثابرة نهج سياسي، فوصفي للرئيس السيسي أنه رجل وطني مخلص تربى على العمل والإصرار.
من يُحاسِب تاريخيًا هو رئيس الدولة، فكل خطأ يقوم به رئيس هيئة أو وزير من يتحمله تاريخيًا رئيس الدولة، ويكفي أنه تحمل ديون ورثها عن 60 سنة ماضية، وشعر الناس أن الرئيس السيسي مجرد وجوده يطمئنهم، وهذه علاقة متفردة لم تحدث من قبل، أصبح هناك احساس بالأمان، وأنا أتحدى المعارضين الموضوعيين أن يقولون أإن اختيارنا كان غير صحيح.
من خبرتك في الشأن الفرنسي.. كيف ترى قانون الأمن الشامل والمظاهرات في فرنسا الآن؟
كنت أغطي في فرنسا مظاهرات السترات الصفراء، وكان لدي تصور أن فرنسا هي بلاد الحرية والمساواة، فرنسا هي القانون، ذهبت لشارع الشانزلزيه ووجدت أن معظم المحال التجارية والبنوك تم الهجوم عليها، وقتها قلت “أمام أمن للمجتمع فليسقط القانون”، كنت في مفترق طرق والخطوة القادمة محل آخر سيهجم عليه، فالحل الأمثل للأمن هو المنع، فيجب أن يكون القانون سببًا في تحقيق الأمن، أنا كنت شاهد في الشارع وفرد الشرطة يقف لا يتوقع ماهي الخطوة القادمة، وأعداد كبيرة وغوغاء.
فرنسا نسبة التعليم بها مرتفعة، لكن حدث ذلك بها ويحدث في أمريكا وإنجلترا، النقد كان دائمًا يوجه للشعوب العربية، الشعوب الأوروبية بها أمراض عجزوا عن حلها، ونحن نملك مظاهر تفوق أعلى منهم، قلت في مرة وكررتها لأربع سنوات، مصلحة الأحوال المدنية في مصر تفوق الفرنسية، أنا عايشت التجربتين، عندما أريد استخراج إقامة أو شهادة ميلاد هناك العديد من الإجراءات في فرنسا تمثل عذاب، أما في مصر استخرجتها من المنزل وهذا ليس موجودًا في فرنسا، وزير الداخلية افتتح مقر في سيتي ستارز، أريد كل الأجانب الذهاب إليه.
المجتمع الفرنسي به مشاكل كأي مجتمع، هم لم ينجحوا طوال عقود كثيرة في حلها، وظهر في مظاهرات السترات الصفراء، ومشاكل البيض والسود في أمريكا، ولا نريد إجحاف أنفسنا، فنحن نملك التلاحم الوطني من خلال قانون داخلي هو الجار، والحرص عليه، ونحن متفردين به، هم لا يملكوا ذلك فكل مجتمع جاء من أصول مختلفة.
كيف ترى موقف الإمارات ولماذا هذا التسارع في التعاون مع إسرائيل؟ وموقف الفنان الموقوف الأخير؟
من يتحدث عن الإمارات هم الإماراتيون أنفسهم ولست أنا، كقارئ للمشهد أرى أنه هناك توازنات تحدث، هناك علاقات وملفات خارجية كل دولة على دراية بها، كل دولة تعلم ماذا تفعل باتجاهها ولذلك تتخذ قرارها بناءً على هذا الحيثيات، أما فيما يتعلق بشخص معين ينتمي لنقابة معينة، أكيد النقابة لديها حيثيات رأتها، وعدم رؤيتي لها تجعلني غير قادر على الحكم عليها، تقييمك للحدث عكس تقييمي، وفيما يتعلق بهذه الأمور، لا يوجد أحد بمصر سأل لماذا وقعتم معاهدة بينكم وبين قبرص واليونان، ولماذا لم يفعلها من قبلنا، “أنا فاهم أنا بعمل إيه، أنا عندي بُعد استراتيجي”.
أجد أن قرار ترسيم الحدود واحد من أنجح القرارات الذي اتخذتها مصر، وأرى أنه قرار شجاع، قبرص لديها مشكلات مع تركيا، وأنت الآن حليف رئيسي بالنسبة لها، اليونان أنت حليف استراتيجي بالنسبة لها، ولذلك هنا الدولة تنتمي إفريقيًا، ولديها الاتحاد الإفريقي، وتنتمي عربيًا ولديها الجامعة العربية، وأصبحت تنتمي لدول البحر المتوسط، بالإضافة إلى توحيد المواقف، حيث كانت الإمارات والسعودية في المرحلة الأولى، ثم في المكانة الثانية إفريقيا، وفي المكانة الثالثة البحر المتوسط، فإذن كل هذه المعطيات مصر تتخذ هذا القرار، معطيات الآخرين قد تكون مختلفة، كل واحد حر في معطياته، وكل شخص يأخذ القرار الذي يناسبه، وأعتقد أن كل قرارتنا التي اتخذناها فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية، كنا موفقين فيها للغاية.
على المستوى الشخصي كيف ترى مصر بعد أكثر من 40 عامًا من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل؟
ما في القلب سيظل بالقلب، ويجب أن نعلم أن الشعوب مزاج والحكومات قرارات، ولا يمكنك بقرار أن تقلب المزاج، وإذا سألتني عن رأيي “لا بحب إسرائيل دي ولا عمري هشوفها ولا حاسس بيها ولا حاجة، هذا بالنسبة لي، وهفضل أعلم ولادي كدة ده جوايا”.
أما إذا كان هناك قرار تتخذه الدولة سأحترمه لأنه قرار وقانون، وليس في القانون نقاش، ولكني أمتلك الحرية في محبتي أو كرهي لها، الحقائق في القضية التي تتحدث عنها لا أعلم لكن المزاج العام للشارع المصري ضد إسرائيل، أما بالنسبة لي عندما أرى صورة المتحدث باسم الجيش على موقع التواصل الاجتماعي”فيس بوك” أقوم بغلق التطبيق، فهو رجل “حشري”، يهتم لأمرنا ونحن لا نهتم بأمور الشؤون الإسرائيلية.
كنت في زيارة إلى الأردن مع الفنان عمرو دياب، ودعاني إلى حفلة كانت تشهد عددا ضخما من الجمهور من أول المطار حتى المسرح وكنت فخورا بما أرى، ليتدخل أفيخاي أدرعي، ويكتب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” كنت سعيدًا بالأصوات، فأثارتني دهشة “هو حد دعاك في حاجة، مصريين عاملين حفلة في الأردن عرب في بعض وده برضه حاشر روحه في الحكاية”، لكني شخصيًا كل القرارات أو القوانين ألتزم بها تماما، لكن مزاجي الشخصي أو حبي أمر آخر.
أثرت الجدل بجملة “فوز الأهلي ميحلاش إلا والزمالك في المركز الثاني!”، فكيف ترى تحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا؟
الواقع يقول إن الزمالك يأتي في المركز الثاني، سواء في الدوري أو دوري أبطال إفريقيا، بل وجاء في المركز الثالث في كأس مصر وأبارك له فوزه بالمركز الثاني أو الثالث في بعض الأحيان، أما النادي الأهلي فهو يلازمني منذ أن كنت صغيرًا كُرَتِي كان مكتوب عليها الخطيب وصورته معلقة في غرفتي، وعندما كبرت أصبح الأهلي حياتي.
أتذكر حينما كان يلاعب النادي الأهلي فريق كوتوكو في مباراة قديمة، وأحرز الخطيب ثلاثة أهداف، لم أستطع أن أعبر عن إحساسي وقتها وكنت في قمة السعاده، بالنسبة لي “أنا مسلم مصري أهلاوي”.
وما هو رد فعلك بخصوص جملة “القاضية ممكن”؟
قبل المباراة بـ24 ساعة كنت حريصًا على عدم التحدث عن اللقاء وكنت قلقًا للغاية، وعندما بدأت المباراة الأهلي كان مسيطرًا بشكل جيد وأحرز هدفه الأول، فاطمأننت ثم شعرت بالقلق مجددًا لأن المستوى بدأ ينحدر قليلا، وبعدها جاء هدف الزمالك الذي أحرزه شيكابالا، وأراه جيدًا جدًا ومن أفضل أهداف شيكابلا في حياته بأكملها ضد النادي الأهلي، وفي بطولة مهمة كهذه.
وهناك بعض الناس تقول هناك فريق يلعب وفريق لا، ولا يوجد هذا الوصف في الكرة بتاتًا. وبعد هدف “قفشة” كنت في قمة السعادة، وردود الأفعال كانت عظيمة، و”ثقتي في النادي الأهلي مبتتهزش أبدًا”.
هل ترى حصاد الثلاثية تُعد بطولات الأهلي أم الجماهير أم محمود الخطيب؟
لا يوجد كلمة يمكن أن تأتي بعد الأهلي “كلنا الأهلي”، الجمهور والخطيب ومجلس الإدارة، وحتى أرض النادي، فتلك بطولات الأهلي، لكن ملكية الأهلي تشمل كل الناس من سبقونا ورحلوا، ومن ساهموا في إبراز اسمه، وكل شاب صغير ذهب للمدرج منذ عام 1907، كل هؤلاء أصحاب هذه الكلمة، والأجيال القادمة أيضًا، فمن يفوز أو ينتصر هو النادي الأهلي ونحن أصحاب النادي الأهلي الذين نشجعه ونحبه.
لماذا هنأت تركي آل الشيخ ببطولة دوري الأبطال رغم غضب بعض الجماهير منه فى الفترة الأخيرة؟
هنأت “أبو ناصر”، وأحب مناداته بهذا الاسم، لأني اقتربت منه إنسانيًا، وكنت مصدرًا في الماضي وأصبحت إعلاميًا، وأشعر بالضيق حينما أكون مصدرًا وأسمع عن رواية على لساني غير صحيحة، نسجها أشخاص خاطبوا المجتمع، وأنا أقول للتاريخ ومهما كانت العواقب إن “أبو ناصر الإنسان يعشق النادي الأهلي بجنون”، وأنا لم أرَ انتماء بهذا الشكل، وعندما تجلس إلى جواره وهو يشاهد المباراة كمشجع تجده يشجع من قلبه ولا يشجع إلا النادي الأهلي في مصر.
و أرى من واجبي أن يعود جزء من حقه معنويًا بأن أهنئه، فهو رغم مرضه لكنه لم يتوقف عن تشجيع الأهلي، ومهما قال إنه سيبتعد عن النادي الأهلي، بداخله لا يستطيع، هو فقط يقول ذلك ظاهريًا، أو بعدم اتخاذ قرارات تخص النادي الأهلي بحكم مواقف حدثت، لكن بمجرد وجود مباراة للنادي الأهلي لا يستطيع أبدًا التوان عن تشجيعه.
لم تخف من رد فعل الجمهور وأنت تعرف أن “تركي” دخل منذ فترة فى صدامات مع الجماهير والنادي؟
لا لم أخف، فأنا أقول كلمة حق، ولا أحد يعرف الحقيقة غير أصحابها، وأنا أقر أن “تركي آل الشيخ ظُلِم”، وسيأتي يوم ويُسمح لنا بقول الحقيقة أمام الناس، ولو يعرف جمهور الأهلي حب تركي للنادي كل ما حدث سيتم التغاضي عنه، وأعتقد أن هناك وسطاء خبثاء نجحوا في التشويش على هذه الصورة.
باعتبارك قريبًا من تركي آل الشيخ، وترى أنه تعرض لظلم، ما أشكال هذا الظلم من وجهة نظرك؟
من يعرف تركي آل الشيخ حقًا يجد أنه رجل نقي، لكن يمتلك نظرية لم أكن أفهمها في البداية، وفهمتها بعد ذلك وهي أنه يعتقد أن أغلى شيء في الدنيا هو الوقت، وأرخص شيء هو المال، وحين تفكر في نظريته تلك تعلم ماذا حدث بسبب تركي آل الشيخ في المجتمع السعودي خلال فترة قصيرة، هو حقًا إنجاز كبير، فما قيمة المال أمام أهمية قيمة الوقت لتحقيق تلك الإنجازات التي حققها إبو ناصر في السعودية!
هو رجل لديه مسؤولية كبيرة ويسأل عنها من قبل القياداة السعودية، وأنا هنا أتحدث بصفتي معلق على الأحداث، فحين كان رئيس إدارة الهيئة العامة للرياضة، كان يصنع كل يوم إنجازًا، ويشيد كل يوم ستادًا جديدًا، وكذلك الأمر عندما تولى منصب رئيس هيئة الترفيه بالسعودية، وأصبحت مدينة الرياض قبلة لكل المبدعين في وقت قصير، فهو يتحدث عن قيمة الوقت، ويملك أن يقرر إقامة مشروع الساعة الثانية صباحًا، حتى إذا احتاج تنفيذ المشروع لأسبوع، “يقولك أنا هاخد يوم عشان أنفذ”.
تلك هي طبيعة شخصيته، وأعتقد أن سرعة هذا الأداء مع اختلاف الشخصيات، أعتقد أن هذا كان جزءًا من توتر أو عدم تفاهم في العلاقات، لكن كل الأطراف كانت حسنة النية وكان هدفها حب النادي الأهلي، كل بطريقته.
كيف ترى القضايا التي رفعها تركي آل الشيخ على النادي الأهلي وقرر التنازل عنها؟
لا أستطيع التعليق على هذا الموضوع، وكل ما يهمني هو الإنسان، وأن يعرف كل فرد تركي آل الشيخ الإنسان، فهو يمتلك الأدب والثقافة، إلى جانب أنه “ابن بلد”، وحين تجلس معه تجده أكثر الناس استماعًا، ويشعرك أنك صاحب المكان ولست ضيفًا عليه، بالإضافة إلى أنه يعشق مصر، وهذا أمر تأكدت منه شخصيًا في مواقف كثيرة جدا، واشترى منزلًا في القاهرة وتجمعه علاقات صداقة بكثير من المفكرين والمبدعين المصريين، كلها أمور جعلتني أعجب بتركي الإنسان، أما عن القضايا فهي أمر للتاريخ يحتاج لوقفة يومًا ما، نحكي فيها عن الحقائق التي لن تغيب عن بالي، في العلاقة بين آل الشيخ والخطيب.
ما رأيك فيما أثاره المستشار مرتضى منصور حول حصول محمود الخطيب على هدايا من تركي آل الشيخ؟
بعيدًا عن الوقائع، هذا الأمر قد نُظر بشكل معين، ولا أملك الحديث عنه في الوقت الحالي، إلا بعد استئذان صاحب الشأن.
كيف ترى الكابتن محمود الخطيب؟
الإبداع هو قمة التميز الإنساني والخطيب أحد المبدعين العرب والأفارقه في تاريخ كرة القدم، وسيبقى إبداعه للأبد، فعلى سبيل المثال اللاعب الأرجنتيني “مارادونا”، فعل في حياته ما فعل، لكن حين توفي علم العالم أجمع، ووقفت مباريات كرة القدم من الشرق إلى الغرب دقيقة حدادًا تكريمًا له، لأنه مبدع، وعلى هذا يجري الأمر على كل المستويات، في الفن والرياضة وخلافه.
وهنا يجب أن نفرق بين أمرين، أننا نحب الأغنية لا المطرب، فقد أكون أنا شخصيًا غير موفق اليوم، وقد أوفق غدًا، قد تخبرني أن إدارة شركتي في ملف العلاقات مع الشريك الياباني كان موفقًا، لكن في نظيرتها مع الإكوادور فاشلة، جميعها اجتهادات، لكن يظل حسن النية قائمًا، والخطيب يبقى الخطيب بكل المعاني، فنحن نتحدث عن ثروة مصرية عربية إفريقية بكل المقاييس، والمساس به غير مقبول، رغم الاختلاف المشروع في بعض القضايا.
كيف ترى إيقاف مجلس مرتضى منصور مع الزمالك؟
أولًا المحامي بالنقض الأستاذ مرتضى منصور، زميل وأخ يكبرني بعدد من السنين، وهذا أمر يجب مراعاته عند الحديث عنه، حتي وإن لم يتبع هو نفس الأسلوب.
ثانيًا، القرار الصادر من الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، بحل مجلس إدارة نادي الزمالك، هو قرار له حيثياته التي لم أطلع عليها، لكن بالتأكيد هناك سند قانوني استند إليه الوزير في قراره والطرف الاخر له حق اللجوء للقضاء.
ثالثًا، أرى أن مرتضى منصور شخص “طيب” لكنه زائد الانفعال، وحين أتحدث مع أحمد أو أمير مرتضى أو السيدة الفاضلة والدتهما، أجد أن هذه مشكلة ليس لها حل، فانفعاله الزائد هذا غطى على إيجابيات كثيرة، فهو حقًا صنع إنجازًا لنادي الزمالك، فمن كان يصدق أن الشارع الذي حصل عليه بجوار سور النادي، يظهر بهذا الشكل، لكن نحن نحتاج أن نرى الإنجازات التي حققها دون أن تلهينا التصريحات، “يا سيدي خلينا نركز على المضمون”، هو يضيع الكثير بالانفعال والخوض في أمور شخصية، وفي النهاية لابد أن ينتصر القانون.
هل تؤمن أن ما حدث مع نادي الزمالك مؤامرة؟
لا أحب أن أصنف الأمور هكذا، لكن بحكم كوني مشجعا أهلاويا فما حدث لا يفرق معي أن يكون رئيس نادي الزمالك أهم شخص في العالم، أو أصغر شخص، المهم أن النادي الذي أنتمي إليه يعرف ما يريده ويسعى نحوه، والأمر نفسه مع النادي الأهلي مع احترامي للجميع، لا يهمني أن يكون محمود الخطيب أو غيره رئيسًا للنادي، ما أعرفه هو أن المؤسسة لديها قانون غير مكتوب، مؤمنون به، وسلوكيات معينة يجب أن يراعيها من يرأس مجلس إدارتها.
لننتقل إلى ملف الإعلام.. هل كان برنامجك على قدر طموحاتك قبل أن يحدث تغييرات وتغادر القناة؟
كل ما يخص البرنامج لا يتحدث عنه إلا الشركة المتحدة، لكن تجربتي الإعلامية يحق لي الكلام فيها، والناس تعلم مدى صدقي، لقد انتقدت جميع الأشخاص وتحدثت في مختلف القضايا، ولم أجد أحدا يفرض عليّ ما أقوله، وكانت تجربة جيدة جدا وسقف الحرية بها عالي.
أنا أؤمن بفكرة الاختلاف، أنا لا أختلف على الشخص فأنا أكن للجميع الاحترام، لكن أختلف بشأن القضية نفسها، وعلى سبيل المثال قلت إنني أختلف مع أستاذي في الجامعة الأستاذ الدكتور علي عبد العال في مفهوم الحصانه البرلمانية وهو أستاذ قدير، ولم يحدث أي ردة فعل سلبية، بل على العكس عندما قابلته بعدها كان مرحبا بي جدا.
بمراجعة جميع الحلقات ستتأكد من ذلك، طالما تتحدث بموضوعية وتعي مفردات الحديث، وتستخدام لغة رصينة، إذا وجدت خطأ يمكنك قوله بصوت عال، لكن في التعليق على قضية من ضمن قضايا لا تعمم القول، اعتدت أن أقول قبل بث البرنامج لزملائي وأيضا على الهواء أن الإعلامي كالقاضي وحكمه لا رجعة فيه، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه الصحفي، مراجعة ضميره والدقة في الخبر، ما تطرحه وما لا تطرحه، وألا تفرط في الإيجاب أو السلب.
خالد أبو بكر يزور “القاهرة 24”.. ويؤكد: المقر يضاهي صالات الأخبار العالمية والأحدث في مصر (صور)
لماذا كان سقف الحرية الممنوح لك أعلى من آخرين؟
أنا لا أحد يعطيني مساحة، أنا أقول رأيي كما اقتنع به بمفردات تعلمتها، وأريد الناس عندما تسمعني أن تكون صورة ذهنية جيدة عني وأن يكون انطباعها عني محترم ، أختلف وأشيد بقوة، أنا كما أنا وكما أريد أن أظهر، وكل من يعمل معي يعلم أنه من الصعب ترويضي.
كيف ترى المناخ الإعلامي في مصر الآن مقارنة بالسنين الماضية.. وكيف تراه في المستقبل؟
الأمر يختلف من سنة لأخرى تمر بها مصر، في بعض الأحيان “العدادات” تكون عند قائد الطائرة، ونحن الركاب، والهدف الأساسي هو الوصول لوجهتها وإلا ستسقط لا قدر الله، فبعد أن تهبط الطائرة يمكن شرح الأسباب، عند إعطاء أمر يجب تنفيذه، لأنك تثق في القائد وهذا ما يحدث الآن في مصر فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي.
تقرر عائلة واحدة بناء مبنى 10 طوابق فتبدأ بالأساس المتين وتبني دورا بعد الأخر، وفي الطابق الأخير تقرر أن تغير من الألوان أو الشكل الخارجي، كل ذلك لا يتعارض مع الأساس القوي للمبنى، وهذا ما يحدث في مصر الآن، فنحن تأكدنا أن البلد تسير في اتجاه صحيح وفي أيدٍ أمينة.. تنمية وإصلاح ومشروعات كبرى ولا يوجد بها سرقة، و”أنا أقسم لا في سرقة ولا في سماح بسرقة”، وهذا يحدث في مصر لأول مرة على مدار كل العصور الماضية منذ الملكية.
أريد أيضًا أن أشير إلى أن النكتة السياسية هي مزاج الشارع المصري، وكانت النكتة السائدة قديمًا “واكلينها والعة”، أو حديثا دائما عن الاعتداء على المال العام، أما الآن المزاج الشعبي تغير فالأحاديث الجانبية دائمًا على أن رئيس الدولة حريص جدًا على توفير كل جنيه والناس بتسأل: بيجيب فلوس منين؟ وده سؤال كان دايمًا بيطرح عكسه لمن سبقوه: بتودو فلوسنا فين؟.
لكن بالنظر لكل مشروع وإنجاز، يجب أن نطرح سؤال: كيف ومتى حدث كل هذا؟، فهذا ليس مجرد وعود، وإنما هو تجسيد لواقع يحترم، وهنا يأتي دور الإعلام أن لا نطعن في الأساس وأنت في الأصل لا تملك معطيات كافية لتحكم لكن يمكننا الاختلاف في غير ذلك إن وجدنا تقصيرًا.
أعتقد أن المشهد الإعلامي المرتبط بالتطور السياسي الذي نراه في مصر، من وجهة نظري لا يوجد إعلامي يختلف على أن مصر حدث بها تغير تنموي بشكل غير طبيعي، والجميع متفق عليه، و”أن أشهر عهد لمكافحة الفساد هو عهد السيسي”.
هل ترى أن ملف حرية الرأي والتعبير في مصر “مُصانًا” أم أهملناه لأسباب كثيرة؟
فيما يتعلق بالقضايا أنا لا أصدق ولا أرى أمامي ولا أسمع أي شخص في هذا الملف إلا النائب العام، ولا أؤمن أن الوسيلة الإعلامية تُعلق على قضية ينظرها النائب العام، وأي أشياء أخرى ما هي إلا تداولات اجتماعية، صحافية، سياسية تخرج دون تتدقيق او بروايات تخدم أصحابها.
وما يقوله النائب العام بالنسبة لي لا أناقشه، يطرحه النائب العام طرحا أوليا، تأتي محكمة أخرى تدقق فيه وقد تلغي القرار وقد تبرئ متهما، والأمر ينتهي بأن هناك قاضيا بمحكمة كبيرة تُسمى محكمة النقض تقول هذا الشخص مُدان أو بريء قولُا واحدًا، ولذلك فأنا لا أترك هذا النظام القضائي بأكمله وأسمع ما يُثار، وأدركت أن هذه اللعبة أحيانًا تُلعب بطريقة سياسية، بعض الدول تستغل هذا الأمر للعب السياسي، وأعتقد أن مصر ترد بعنف وبقوة لمن يستغل هذه النقط، وهنا أنا أحيي وزارة الخارجية، وأقول إن من يقول الحقيقة في مصر ومن يفصل بين الناس هو الجهاز القضائي المصري والقضاة وأعضاء النيابة العامة، هم فقط من أسمع إليهم.
إذًا ملف الحقوق والحريات في مصر لا يحتاج إلى مراجعات؟
الحقوق والحريات في مصر، يحكمها القانون، والقانون يُطبق ويُشرف عليه الجهاز القضائي في مصر وليس الهوى، هي حقوق وحريات وواجبات كلها منصوص عليها في مواد القانون، ولدينا مكتب نائب عام، ويتواصل مع الرأي العام بشكل جيد جدًا، وأُحييه على البيانات الأخيرة، كلها راقية ومحترمة وبها حداثة، مُخاطبًا للشارع في كل القضايا الحديثة، فكل هذه الأمور في مصر الآن يحكمها القانون ولست أنا الحكم عليها، إنها تعود للقضاة.
كيف ترى مصر خلال العامين المقبلين؟
بناءً على المعطيات التي حدثت خلال الفترة الماضية، أجد أن مصر سوف تحصد مزيدًا من النجاح، فالقصة مبنية على نظام مستقل لا يتأثر بالآخرين، فرغم كل الظروف التي عاصرها الشعب المصري والمؤامرات التي تُحاك ضد البلاد، وأبواقهم الإعلامية الموجهة منذ 6 سنوات، يضخون فيها أموالًا من أجل نقد وسب الدولة وقياداتها، ورغم ذلك ننجح، واستطعنا أن نتجاوز أقصى الاختبارات، ولا أخفي عليكم شعوري بالخوف عند اغتيال النائب العام هشام بركات، وفي خلال ساعتين فقط عادت ثقتي في الدولة مرة أخرى، وكانت تزيد مع مرور الوقت، ومع ذلك ظلت الدولة واقفة وثابتة لم تتأثر، وأعتقد أن تلك الجماعات تصاب بصدمة في كل مرة يفتتح فيها الرئيس السيسي مشروعًا، فهم يرون أنهم فعلوا كل ما بوسعهم لإسقاط تلك الدولة من أموال وأبواق إعلامية ومحاربة إلكترونية وشائعات، وللأسف كل يوم يزداد الرجل مع شعبه تقدما.
والمعطيات تقول إننا سنشهد نجاح أكبر لعدة أسباب منها أنه تم إيقاف الهدر، حيث قام الرئيس بغلق هذا الأمر، وهو أسلوب إدارة شركة تريد أن تنجح وهذا ظهر من خلال أنه لم يُرِدْ أن يستورد بل يُصنع، وأن يبحث عن كل ما تملكه الدولة لدى الغير، وأيضا الدعوة للاستثمار بفكرة التنمية السريعة، وهذه المشروعات التي تفتح يوميًا فتعمل على زيادة فرص العمل في مجالات مختلفة، وأعتبر أن واحدًا من أجمل وأنجح اللقاءات التي شاهدتها للرئيس السيسي، الاجتماعات التي عقده ا معكبار المستثمرين في أمريكا، لغة الحوار كانت لغة يفهمها العالم، ولذلك أحيي مؤسسة الرئاسة على أنه دائما توجد بأجندة الرئيس فكرة لقاء المستثمرين الأجانب وهو يؤدي فيها أداءً احترافيًا، وهي خطوة من الخطوات الرائعة جدًا.
كما أرى مصر خلال الفترة المقبلة من خلال النظر إلى المشاريع، سوف تحقق فكرة الاكتفاء الذاتي التي تبناها الرئيس وهي فكره عبقرية، وجميع الشعب المصري ليس على دراية بأن كل المؤسسات الحكوميه تعمل في المشروعات الاقتصادية، حيث يوجد مؤسسات كبيرة جدًا منها جهات سيادية تعمل في مشروعات ضخمة ومربحة، وستعود بعائد كبير جدًا وبالتالي سنحقق وفر ذاتي، بالإضافة إلى مشروعات البنية التحتية.
بعد نعيها عصام العريان.. خالد أبو بكر مهاجمًا “الأطباء”: النعي عند العرب تكريم
ما رأيك فيما أثير بعد جلسة تصوير “فتاة سقارة”؟
لا ألتفت إلى مثل هذه الأمور، ويجب أن يكون دور الصحافة والإعلام أهم من السير وراء تلك الموضوعات، فأنت من يقرر ماذا يقرأ أو يشاهد الناس وليس العكس، وكنت أعاني شخصيًا خلال تجربتي الإعلامية، مع فريق الإعداد في موضوعات الترند “التافهة”، فما الذي يفيد المجتمع من شخص لم يقدم شيئًا غير أنه “ترند”، فالمجتمع أمانة بين يدينا.
أنت وغيرك خلقت ما يقرأه الناس، وهنا يأتي دورك كإعلامي هناك أمران.. أولا: أن تمتنع عن الشهوة الصحفية التي اتبعها الآخرون لأنك مختلف، ثانيا: أن تعي أن كودك الأخلاقي يمنعك من تناول مواضيع تافهة حتى وإن كان ذلك سيؤثر على المتابعين لك، فيكفي احترامك لنفسك
في النهاية هل نتوقع أن نراك على شاشة تليفزيونية قريبًا؟
أنا اعتز بمهنتي الأساسية وهي المحاماة التي هي تقريبًا كل حياتي، فإن أتت فرصة مناسبة لعمل تليفزيوني لا يشغلني عن عملي الأساسي فسأفكر فيها جيدًا.