الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا إفريقيا؟.. “داعش” ينتعش في الساحل والصحراء وسط غياب الدول الأوروبية (تفاعلي)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 08/ديسمبر/2020 - 05:09 م

تعود أصول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف باسم تنظيم “داعش” الإرهابي؛ إلى فرع القاعدة في العراق عام 2004، المعروف باسم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين” بقيادة الأب الروحي لتنظيم داعش “أبو مصعب الزرقاوي” الهادف إلى قتال قوات الولايات المتحدة الأمريكية الموجودة في العراق عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، وقبيل نهاية عام 2011 أُعلن عن تشكيل ما يعرف بجبهة النصر لأهل الشام، التي تمثل فرع لتنظيم القاعدة في سوريا، إلا أنه في عام 2014 وبالتحديد يوم 29 يونيو، اعلن المتحدث باسم التنظيم، عن قيام ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، ومبايعة أبو بكر البغدادي زعيمًا للتنظيم.

وفي الرابع من يوليو عام 2014، كان الظهور الأول لـ”إبراهيم عواد” المعروف باسم أبو بكر البغدادي، على منبر مسجد النوري بمدينة الموصل العراقية، معلنًا نفسه أميرًا للمسلمين، بصفته زعيمًا لواحد من أبرز التنظيمات الإرهابية منذ بداية القرن الحادي والعشرين.

وخلال السنوات الماضية مر تنظيم داعش الإرهابي، بالعديد من المراحل، بداية من سيطرته على مدينة الموصل العراقية بشكل كامل، واقترابه من العاصمة العراقية بغداد، قبل أن يتم إيقافه من قبل القوات الجوية الأمريكية، كما تمت السيطرة من قبل التنظيم على أكثر من نصف مساحة سوريا و80 بالمائة من موارد النفط والغاز في البلاد، ما أدى إلى إثارة الكثير من المخاوف في الأوساط الإقليمة والدولية، ليتم تكثيف الغارات الجوية على التنظيم من قبل التحالف الغربي العربي على مواقعه في سوريا والعراق، وتكبيده خسائر كبيرة، بتحرير مدينة الموصل، وتضييق الحصار على الحركات التابعة للتنظيم في سوريا والعراق.

بداية انتشار تنظيم داعش في العراق
بداية انتشار تنظيم داعش في العراق

وقبل وفاته أعلن البغدادي في تسجيل له، عن تحول معاقل التنظيم من منطقة الشرق الأوسط، إلى قلب القارة الإفريقية والتي جرى تسميتها بمنطقة الساحل والصحراء، كمعاقل بديلة للتنظيم لفرض سيطرة التنظيم في عدد من الدول الإفريقية، وتطلع زعيم تنظيم داعش الإرهابي إلى التمدد في القارة الإفريقية.

وقبيل انتهاء شهر أكتوبر من العام الماضي، وبالتحديد يوم 27، تلقى التنظيم ضربة موجعة من قبل القوات الأمريكية، إذ أعلن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، عن مقتل “البغدادي”  في عملية عسكرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية شمال غرب سوريا.

واستمرت قوات التحالف في تكبيد التنظيم خسائر ضخمة من خلال توجيه الضربات العسكرية القوية في كل من سوريا والعراق باعتبارهم المعقل الرئيسي للتنظيم، واستنزاف قسم كبير من قدراته البشرية والاقتصادية، الأمر الذي دعا التنظيم إلى البحث عن معاقل خارجية له، والدعوة لأتباعه بالتوجه إلى منطقة الساحل والصحراء، لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة، خاصة في ظل تضاريسها الصعبة واتساع مساحتها.

تنظيم داعش يتوجه إلى القارة الإفريقية

وبدأ داعش في منافسة تنظيم القاعدة على القارة الإفريقية، من خلال تأسيس حركات مجموعات إرهابية في دول المغرب العربي، وتقوية الجماعات الإرهابية التي أعلنت ولاءها للتنظيم ومبايعته في القارة الإفريقية، لانتزاع بساط السيطرة على التنظيمات الإرهابية في القارة من القاعدة، وإثبات أن الخسائر التي تكبدها في العراق وسوريا لم تتمكن من القضاء عليه.

صراع داعش والقاعدة على القارة السمراء

وبدأت الهجمات الإرهابية لتنظيمي داعش والقاعدة في التصاعد بمنطقة الساحل الإفريقي الغربي، بداية من الدول المطلة على بحيرة تشاد والنيجر، ونيجريا، والصومال، ومالي، وبوركينا فاسو.

وفي عام 2015، كانت جماعة البوكو حرام، أولى الجماعات المنضمة إلى تنظيم داعش الإرهابي، بعدما أعلن أبو بكر شيكاو، زعيم جماعة بوكو حرام، عن ولائه لتنظيم داعش في العراق والشام، واعتبار جماعته _بوكو حرام_ كتنظيم لداعش في غرب إفريقيا، إلا أنه سرعان ما دب الصراع بين قيادات البوكو حرام، ليتم انقسام الجماعة إلى فصيلين “تنظيم داعش في غرب إفريقيا” بقيادة أبو عبد الله البرناوي، وبوكو حرام بقيادة أبو بكر شيكاو، بعدما رفض التنظيم الأم الاعتراف بشيكاو زعيمًا لتنظيم داعش داخل القارة.

وحسب دراسة لمعهد واشنطن بوست للدراسات السياسية والاستراتيجية، انضم إلى فصيل “البوكو حرام” الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيم داعش في مناطق شمالي شرق نيجيريا، والمناطق الحدودية لكل من تشاد، والكاميرون، والنيجر، كما ركزت البوكو حرام هجماتها على على الأهداف المدنية والعسكرية، في حين تركز جماعة “تنظيم داعش في إفريقيا” المنشقة عن البوكو حرام هجماتها على المناطق العسكرية فقط.

ومع بداية عام 2017 بدأ تنظيم داعش تكثيف هجماته في منطقة الصحراء الكبرى، تحت مسمى “داعش في الصحراء الكبرى” بقيادة “عدنان أبووليد الصحراوي” بالهجوم على التمركزات الأمريكية والنيجرية في منطقة تونجو، والنيجر، الأمر الذي أدى إلى تواجد فصيلين تابعين لتنظيم داعشي في قلب القارة الإفريقية، الأمر الذي أدى إلى وجود فصيلين لتنظيم داعش في قلب القارة السمراء، الاول يحمل اسم “تنظيم داعش في غرب إفريقيا” أو “بوكو حرام”، بمنطقة بحيرة تشاد والدول المطلة عليها، والثاني يحمل مسمى “تنظيم داعش في الصحراء الكبرى” في مناطق النيجر، مالي، بوركينا فاسو، وموريتانيا.

كما يشترك كلا التنظيمين في التموضع والسيطرة على مناطق غرب نيجيريا، لذا يصعب تحديد أماكن كل تنظيم على حدى في تلك المنطقة.

وتمكنت التنظيمات الموالية لتنظيم داعش الإرهابي في القارة السمراء من التمدد عقب تقديم الدعم البشري باستقبال الدواعش القادمين من شمال سوريا إلى غرب ليبيا، وتوسع بؤرة جماعة بوكو حرام الإرهابية في نيجيريا، بهدف تكوين بؤر جديدة للتنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء.

داعش في إفريقيا
داعش في إفريقيا

لماذا داعش في الساحل والصحراء؟

يبحث التنظيم الإرهابي عن ملاذات آمنة لهو داخل القارة الإفريقية، هربصا من الضربات الموجعة التي يتلقاها في كل من العراق وسوريا، وتحقيق مكاسب هائلة في السيطرة على الأراضي وجذب مزيد من المجندين، تطور ملحوظ في قوتها النارية أن إرهابيي داعش يعتزمون الانتشار من مقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق، إلى جميع الأنحاء في جنوب القارة السمراء ما لم يتم إيقافهم، إذ يبحث التنظيم عن منصة له لشن الهجمات من خلالها في المنطقة.

ومؤخرًا تمكن عناصر التنظيم من السيطرة على مسحات في القارة الإفريقية، أبرزها جزر بارادايس الواقعة على المحيط الهندي في غرب إفريقيا_ وفقًا لصحيفة ديلي ميل_ إذ يجد التنظيم من إفريقيا موطنًا مناسبًا له بسبب وجود مساحات شاسعة من الصحراء يستطيع التنظيم التحرك فيها، وانتشار الجهل بالدين بين المسلمين في تلك المناطق ما يسهل استقطابهم من قبل التنظيمات الارهابية وسوء استخدامهم وتجنيدهم،وضعف أهمية تلك الدول لدى الدول الأوروبية.

كما يتواجد في شرق إفريقيا في الصومال، وبقايا التنظيم في ليبيا وتونس، يواصلون التطلع إلى استعادة السيطرة على بعض الأماكن، بعد انشغال الكثير من دول العالم بمشاكلها الداخلية الناجمة عن مكافحة جائحة كورونا، وفي العراق وسوريا تنامت الهجمات الإرهابية للتنظيم منذ بداية عام 2020، إذ يحاول التنظيم استغلال انشغال الدول، والقوات النظامة بمقاتلة المعارضة، ومكافحة فيروس كورونا، لشن هجمات انتقامية ضد القيادات المحلية، وينتظرون حدوث فوضى في البلاد لإعادة نشاطهم، خاصة مع إعلان قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة، سحب أغلب قواتها من العراق وسوريا، وزيادة هجمات الميليشيات الموالية لإيران على قواعد التحالف.

ويمكن متابعة أماكن وجود تظيم الدولة في العراق والشام من خلال الخريطة التفاعلية التالية “هنا”

اقرأ أيضا..

مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني: لم نعاود التفاوض مع إسرائيل وزيارة أبو مازن لمصر هدفها إعادة ترتيب أوراق القضية الفلسطينية (حوار)

عضو المجلس الاستشاري لترامب: “فوز ترامب” بالانتخابات في يد المحكمة.. وأجهزة صينية أوصلت بايدن لقمة البيت الأبيض (حوار)

تابع مواقعنا