الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نجيب محفوظ.. زعيم الحرافيش في دنيا الله

القاهرة 24
أخبار
الثلاثاء 11/ديسمبر/2018 - 12:24 م

“كيف نضجر وللسماء هذه الزرقة، وللأرض هذه الخضرة، وللورد هذا الشذا، وللقلب هذه القدرة العجيبة على الحب، وللروح هذه الطاقة اللانهائية على الإيمان. كيف نضجر وفي الدنيا من نحبهم، ومن نعجب بهم، ومن يحبوننا، ومن يعجبون بنا”. رسالة من الأديب العالمي نجيب محفوظ في إحدى رواياته التي أفعمتنا بالحياة وبقت بين قراءه على الرغم من رحيله منذ أكثر من 12 عاما كاملة.

والمتتبع لرحلة حياة نجيب محفوظ الذي ولد في 11 ديسمبر عام 1911 لعائلةٍ من الطبقة المتوسطة في القاهرة. يكتشف العديد من التناقضات التي أدت في النهاية لصياغة أفضل كاتب روائي عربي وواحدا من أهم الروائيين العالميين والذي توج مسيرته بالفوز بجائزة نوبل للآداب في 1988.

“الخوف لا يمنع من الموت ولكن يمنع من الحياة”

لعل أبرز ما أرق نجيب محفوظ في حياته لقاءاته مع عميد الأدب العربي طه حسين، والذي كان يتعود أن يريه مسودات كتاباته ويخاف أن يسمع منه النقد لما عرف عن “الأستاذ” من نقده اللاذع، ويعتاد أن يفكره بحوارهما خلال تقديمه لكلية الآداب قسم الفلسفة خلال اللجنة التي أشرف عليه طه حسين عام 1930 ليدور واحدا من أطرف الحوارات بينهما:

-و لماذا اخترت تخصص الفلسفة يا بني؟

 

فأجاب نجيب الشاب في حماسة: لأنني أريد أن أحل ألغاز الكون.

 

فقهقه حينئذ طه حسين وقال للجنة:

 

-يقبل هذا الطالب في تخصص الفلسفة، لأنه يقول كلاما غريبا.. غير مفهوم!!

 

علامات في حياة أديب نوبل

ربما أكثر ما ميز نجيب محفوظ كتاباته الواقعية التي قاله له فيها طه حسين أستاذه الأول: “إنك قاص ملتزم بالواقعية يانجيب”، بينما جاء النقد الأروع من توفيق الحكيم والذي اعتبره محفوظ نفسه أكثر استحقاقا منه في الفوز بجائزة نوبل لأنه المكتبة وهو مجرد جدول حسبما قص، فيقول الحكيم على الرواية العربية “إنها كانت شارع مقفر ليس فيه غير 5 بيوت (الأيام لطه حسين وسارة للعقاد وعودة الروح للحكيم وزينب لهيكل وإبراهيم الكاتب للمازني) وكل واحد فيهم كان يعكس بيئته وظروفه وأحداث تعرض لها، أما نجيب فإنه دخل الشارع ومهد طرقه وبنى فيها عمارات وبيوت وعمرّه بكل جديد فيه”.

“عندما تكثر المصائب يمحو بعضها بعضا”

على الرغم من كون ثلاثيته الشهيرة بين القصرين عام 1956، وقصر الشوق 1957، والسكرية عام 1957، الأشهر له، إلا أن قراره عام 1959 إصدار رواية “أولاد حارتنا” الأكثر تأثيرا على حياة نجيب محفوظ الكاتب الملتزم، ووصل مداها إلى طعنه في محاولة للانتقام من أحد المتطرفين عام 1994 اعتراضا على تمثيله للأنبياء والله في الرواية التي تم حظرها في مصر كواحدة من الروايات الأوائل التي أصدرت مصر بحقها هذا القرار، عادت الرواية مرة أخرى بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير وانتشرت بشكل أوسع وتناولها القراء بشكل أكثر حيادية إلا أنها كانت طبيعية بقدر التطورات التي حدثت لمجتمعاتنا، والأهم أنها كانت سابقة لعصور النهضة الروائية الأوروبية في تصوير الرموز الدينية.

“إن الثورات يدبرها الدهاة وينفذها الشجعان ثم يكسبها الجبناء”

بعمر سبع سنوات فقط حضر نجيب محفوظ ثورة 1919 والتي كان لبطلها سعد زغلول عميق الأثر عند الأديب الكبير، فاهتم بقراءة الأدب من الكاتب البوليسي حافظ نجيب، وعكف على قراءة مقالات محمد حسين هيكل، وساعده حيه الشعبي “الجمالية” على التعرف على منحنيات الحياة العامة وتفاصيلها للمواطنين، فخرج برائعته الأدبية “الحرافيش” والتي صور فيها حياة الفتوات وسيطرتهم على الحارة المصرية، وزقاق المدق التي تعد واحدة من أهم روايته حتى أنها ترجمت لأكثر من لغة وحولت لأفلاما من بينها فيلما في المكسيك.

ونحن فى انتظار افتتاح متحفه بتكية أبو الدهب بمنطقة الجمالية، للمنقولات التي سلمتها أسرة نجيب محفوظ في التاسع من يناير 2011 لوزارة الثقافة ممثلة في صندوق التنمية الثقافية، ومن المقرر وضع هذه المقتنيات التي تتضمن شهادات وميداليات ونياشين ودروع قلادة النيل وملابس وأدوات شخصية فى المتحف.

“إذا كان العمل في المكتبة ظلمًا، فليحيا الظلم”

“لست أشك في أن كل قارئ أو سامع لقصصه يفهم عنه في غير مشقة، مهما تكن بيئته ومهما يكن حظه من الثقافة والتعليم، وهو على ذلك يكتب بلغة فصيحة، لا غبار عليها” حديث لكاتب القصة القصيرة الأفضل يحي حقي عن نجيب محفوظ يرده إليه عند تسلمه نوبل، يشير إليه هو الآخر بإعجاب وإكبار كلما سنحت فرصة مواتية أيضا. فغداة فوزه بجائزة نوبل، أجرت إذاعة صوت العرب مقابلة معه، فسأله المذيع وهو في أوج سروره: هل كان ثمة أدباء عرب قبلك يستحقون الجائزة؟ فأجاب: نعم.. طه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقي.

الأعمال الخمسة الأهم لنجيب محفوظ

خلال أكثر من 60 عمل روائي يبقى لنجيب محفوظ علامات بارزة في الرواية العالمية وليس العربية فحسب، يمكن ترشيح منها:

-الحرافيش

-الثلاثية

-أولاد حارتنا

-الشحاذ

-بداية ونهاية

“وتحل بك سعادة جنونية غريبة المذاق.وتستطيع أن تضحك من قلب لم يعد يعرف الخوف”

وفاته

طعن نجيب محفوظ في عنقه على يد متطرف في عام 1994 في محاولةٍ لاغتياله. نجا نجيب من هذه المحاولة ولكن أعصابه على الطرف الأيمن العلوي من الرقبة قد تضررت بشدة إثر هذه الطعنة.

كان لهذا تأثيرٌ سلبي على عمله حيث أنه لم يكن قادرًا على الكتابة سوى لبضع دقائق يوميًا. توفي نجيب محفوظ بعدها في 30 أغسطس عام 2006 م في القاهرة، عن عمر ناهز 94 عامًا.

تابع مواقعنا