الموجات فوق الصوتية تقدم علاجا فعالا لمرضى الزهايمر

أظهرت دراسة حديثة قام بها علماء بمعهد صنيبروك للأبحاث وخدمات الدم الكندية، أن الموجات فوق الصوتية المركزة تقدم علاجا واعدا وفعالا لمرضى الزهايمر، فتعمل الموجات على تحسين توصيل “الغلوبولين” المناعي الوريدي فهو منتج دموي يتكون من الأجسام المضادة للأشخاص الأصحاء، وقد ثبت من خلال تجارب ودراسات سابقة أن للغلوبولين إمكانية في علاج مرضى الزهايمر، وقد تم نشر الدراسة في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم ( PNAS )، وفقاً لما جاء بموقع “Medical press”.

استشاري أمراض سكر: الكلوسيز يقي من الإصابة بالزهايمر (فيديو)

ومن المعروف أن الزهايمر مرض تنكسي عصبي يصاب به الإنسان في مراحل متأخرة من العمر، وقد تتم الإصابة به بعمر 65 سنة، وتشير الدراسات والتجارب أنه بحلول عام 2050 سيؤثر الزهايمر على أكثر من 132 مليون فرد في جميع أنحاء العالم.

ومن أهم الخصائص التي تميز المرض وجود بعض المواد السامة بالجسم تسمى اللويحات والتشابكات والتي تتكون من بروتين سام يتطور بمرور الوقت ثم يمنع مناطق معينة في الدماغ من إنتاج العناصر الغذائية وإرسال الإشارات العصبية المعنية بصحة أنسجة المخ، وينتج عن ذلك الأمر حدوث عجز في الاتصال وتوقف خلايا المخ عن القيام بوظائفها، مما يؤدي إلى صعوبة التفكير والاستدلال والارتباك وفقدان الذاكرة وضعف القدرات المعرفية، وبدون العلاج تستمر خلايا الدماغ في التدهور والموت.

ويقول الدكتور “دونالد برانش”، أستاذ في قسم الطب وطب المختبرات وعلم الأمراض في جامعة تورنتو، أن الغلوبولين المناعي الوريدي (IVIg) هو علاج بيولوجي يتكون من أجسام مضادة مجمعة من عشرات الآلاف من المتبرعين، وقد تم اعتماده منذ عام 1981 لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية والأمراض العصبية المختلفة فهو يعمل بكفاءة عالية وأمان.

وتقول الدكتورة “سونام دوبي”، التي أكملت الدراسة كجزء من الدكتوراه، لقد أظهر (IVIg) فاعليته في الحد من أمراض الأميلويد في الدماغ وزيادة تكوين الخلايا العصبية، ومع ذلك، فإن خصائص الحاجز الدموي الدماغي تجعل من الصعب وصول كميات كافية من (IVIg) إلى الدماغ، حيث يحيط الحاجز الدموي الدماغي بالأوعية الدموية في الدماغ ويقيد مرور المواد من مجرى الدم إلى الدماغ.

وأضافت “دوبي”، كنا نعلم أن (IVIg) لديه احتمالية للإصابة بمرض الزهايمر، ولكن تبين فيما بعد من خلال الجرعات المستخدمة أن الغلوبولين فشل في إظهار تحسن كبير أثناء إجراء التجارب السريرية، ومن هنا فكرنا في كيف يمكننا خلق دواء فعال لعلاج الزهايمر.

 وتقول الدكتورة “إيزابيل أوبيرت”، كبيرة العلماء في برنامج هورفيتز لعلوم الدماغ ورئيسة معهد كندا للأبحاث، كيف يمكننا إيصال المزيد من (IVIg) إلى الدماغ، ولكن باستخدام النماذج قبل السريرية، وقد اختبر فريق البحث ما إذا كانت الموجات فوق الصوتية المركزة مع الفقاعات الدقيقة للكشف عن طريقة لتوصيل (IVIg) إلى الحصين، وأن تكون هذه الطريقة غير جراحية تستخدم لزيادة نفاذية الحاجز الدموي الدماغي لفترة وجيزة ولتعزيز وظائف بعض الخلايا الدماغية التي تشارك في التعلم والذاكرة و التى قد تكون تدهورت بشدة لدى مرضى الزهايمر.

و يقول الدكتور “أوبير”، أستاذ في قسم الطب المخبري وعلم الأمراض في جامعة تورنتو، بناء على النتائج نحن في وضع جيد لجلب العلاجات والموجات فوق الصوتية المركزة معًا إلى العيادة، حيث يمكن أن تكون مفيدة للمرضى في المستقبل، فيمكن إنشاء خلايا عصبية جديدة في الحصين من خلال استخدام الموجات فوق الصوتية المركزة، فهي أمنة على البشر وخصوصاً مرضى الزهايمر.