خبير تنمية بشرية: جبر الخواطر عادة افتقدها المجتمع من حولنا والسبب التربية الخاطئة
“لا تنسوا الفضل بينكم” دعوة ربانية للاعتراف بفضل الآخرين، ولكن للأسف الشديد تحول المجتمع إلى مكان للكلام السلبي، وعند البحث عن السبب وراء غياب عادة جميلة مثل جبر الخواطر يتضح أن التربية الخاطئة هي السبب وراء هذا.
ومن جانبه، قال الدكتور عادل السناري، خبير التنمية البشرية إن جبر الخواطر هي مسئولية الإنسان تجاه الآخرين وهي قاعدة شرعية في الإسلام، فمن صار بين الناس جابرًا للخواطر أنقذه الله من المخاطر، إذن هي عبادة عظيمة بدون تكلفة، حيث يشمل جبر الخواطر الكلمة الطيبة أو الشكر أو تقديم خدمة.
وتابع: “محدش بيحب يسمع كلام سلبي عنه والكل بيفرح عند الكلام الطيب، حتى لو على باب المجاملة، وهذا لا يعني النفاق لأن مفيش حد كله ظلام كلنا فينا نقطة نور، بالإضافة إلى أنها عبادة قبل أن تكون عادة ولا تقتصر على فعل أو كلام معين ممكن كلمة وممكن خدمة”.
وأضاف السناري أنه يمكن استعادة نشر عادة جبر الخواطر مرة أخرى من خلال شعور كل فرد بالمسؤولية تجاه المجتمع وهي حالة فطرية رزق الله بها الجميع، ومن ضمن جبر الخواطر تقديم خدمة للأشخاص ومساعدتهم.
مع استخدام السوشيال ميديا كمنصة للطاقة السلبية.. كيف تؤثر الانتقادات اللاذعة على الأشخاص؟
وأكد أن تربية الجيل القادم على جبر الخاطر، وتقديم الخدمات للأشخاص وعمل الخدمة بدون مقابل؛ هي أهم شيء لنشر العادة مرة أخرى، كما قال: “الجانب المهم في جبر الخواطر هو الشخص متلقي الخدمة، في بعض الناس تشعر أن الخدمات حق مكتسب لها فحينما يشعر أن حقه مهدور في المجتمع وشخص آخر قدم له خدمة يرى أن هذا إجباري على الشخص ده”، وناشد كل شخص بالاعتراف بالفضل الذي حصل عليه، فهو من باب الأدب والاعتراف بالحق ورد الحقوق لأصحابها قول كلمة شكر للشخص.
وقال إن الأسباب وراء عدم الاعتراف بفضل الآخرين عديدة ومنها تقسيم المجتمع إلى طبقات، حيث انقسم الشعب إلى طبقتين هما العليا والسفلى، فلا توجد طبقة وسطى بينهما تقوم بالتواصل بين الطبقتين، مضيفًا: “لو شخص فقير حصل على منفعة من ثري يرى أن هذا حق مكتسب له لأنه لم يحصل على حق في المجتمع وللأسف الشديد تم تربية الأجيال على ثقافة اللي تقدر عليه خده ومفيش ثقافة الرضا باللي معاه”.