أثري: حتشبسوت أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة
قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن حتشبسوت من أعظم الملكات في التاريخ، واسمها القديم يعني “خليلة آمون المفضلة على السيدات أو خليلة آمون درة الأميرات”، ومعنى حتشبسوت أي “أنبلهم” مضيفًا أن هذا المعنى مازال موجودًا في الريف المصري عند إطلاق أسماء على النساء مثل: “حلاوتهم” و”كايداهم”.
وأضاف شاكر، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة 24″ أن الملكة قامت بحملة عسكرية وحيدة على النوبة لتأمين حدود البلاد الجنوبية، كما أنها أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها “6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة” لم يعرف الناس ذلك إلا بعد رؤية موميائها ففي أغلب التماثيل التي صنعت لها كانت يداها تبدوان طبيعيتين، لأنها كانت تأمر النحاتين بذلك، أيضا هي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.
وأوضح شاكر، أن حتشبسوت هي الابنة الكبرى لملك مصر “تحتمس الأول”، وكان أبوها الملك قد أنجب ابنًا غير شرعي هو “تحتمس الثاني”، حيث قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية ليشاركا معًا في الحكم بعد موته، وذلك حلًّا لمشكلة وجود وريث شرعي له من النساء القلائل اللائي اعتلين عرش مصر، وأدارت مقاليد الحكم باقتدار لمدة 22 عامًا ما جعل التاريخ يخلد ذكراها حتى الآن.
أي المومياوات تتصدر موكب النقل؟.. مصدر يجيب
وتابع أن عصرها امتاز بالأمن والسلام في الداخل والخارج، في ظل جيش قوي ساهر، كما تميز عهدها بالبناء والنهوض بالفنون والتجارة، وكانت حتشبسوت تمثل دور الملوك من الرجال، فتخلت عن ألقاب الملكات واستخدمت ألقاب الملوك، ولبست زيهم في الحفلات الرسمية.
وأفاد شاكر، أن النقوش تبين الملكة حتشبسوت بهيئة الملوك الرجال بالرغم من كونها أنثى، فترتدي التاج والذي يحليه الصل الملكي، وكانت ترتدي اللحية المستعارة ولم يستطع الفنان أن يخفي جمالها فقام بتمثيل معالم الوجه الجميلة للملكة من حيث الأنف الأقنى الجميل والشفاه الرفيعة الدقيقة وكذلك تحديد الجفون الطويلة وتمثيل الوجه المستدير، وتظهر ابتسامة خفيفة على وجه الملكة ونلاحظ التطعيم فى العيون وكذلك كبر حجم الأذنين ويحمل ملامح الأنثى الواضحة، حواجب لينة الإنحناء، وعينين كحيلتين، مع خط ممتد للكحل، وأنف معقوف، وخدين ممتلئين، وفم رشيق.
زاهي حواس يكشف سر وفاة مكتشفي مقابر المصريين القدماء
ونوه، “لو حتشبسوت ثمينة ماكنش الفنان سخر من ملكة بلاد بونت المنقوشة على جدار معبد الدير البحري” وهي لم تكن بدينة ويظهر ذلك من المومياء والمناظر في معبدها.
جاء ذلك ردًا على أحد علماء الآثار والمصريات خلال لقاء مع قناة فضائية، موضحًا أن “الملكة حتشبسوت كانت سمينة”.
وتوفيت حتشبسوت في اليوم العاشر من الشهر الثاني لفصل الخريف “يوافق 14 يناير 1457 قبل الميلاد” خلال العام 22 من فترة حكمها، وقدر المؤرخ المصري القديم مانيتو فترة حكمها بـ21 سنة وتسعة أشهر، وقد اعتـُقد في الماضي أنها قتلت بسبب التنازع على الحكم، ولكن تم التحقق من مومياء حتشبسوت وهي تبدي بوضوح علامات موت طبيعي، وأن سبب موتها يرجع إلى إصابتها بالسرطان أو مرض السكر.