مؤلفة “هي قوية” تكشف لـ”القاهرة 24″ أسرار قوة المرأة من خلال 30 قصة نجاح
“للقوة وجوه كثيرة”، هكذا يأتي مبدأ الكاتبة الصحفية سارة جمال محمد، صاحبة كتاب هي قوية، استطاعت الخوض في تفاصيل وأسرار القوة عند المرأة، من خلال توثيقها ل 30 قصة نجاح أبطالها من السيدات المصريات، صاحبات العزيمة القوية، والإرادة الحديدية، و يعد الكتاب بمثابة المرآة التي عكست لنا واقع وصورة المرأة المصرية والتعبير عن مدى قوتها اللامتناهية، وذلك من خلال تسليط الضوء على كوكبة متنوعة من سيدات مصر اللواتي برغم اختلاف أعمارهن وصورهن وأوضاعهن ومجالات عملهن وتخصصاتهن، إلا أن لكل منهن حكاية استثنائية ترأسها القوة ويكللها النجاح والتميز.
بدأت الكاتبة الصحفية سارة جمال حديثها، عن فكرة الكتاب،حيث خامرتها من حوالي 5 أعوام، واستطاعت تحويلها إلى واقع ملموس خلال عام ونصف، من خلال تقديم صورة مصغرة من القصص الملهمة ل 30 امرأة مصرية، والتي صنعت من الصعوبات معجزات، وحولت الحزن إلى طاقة أمل ونور، أضاءت لها الطريق، لتصبح في النهاية أيقونة يحتذى بها في جميع المجتمعات.
وقالت سارة لـ”القاهرة 24″ أتتني فكرة هذا الكتاب من خلال تأملي لحال المرأة، ذات الأدوار المتعددة، وعن الإنجازات العظيمة التي تحققها في شتى المجالات المختلفة، فهناك الكثيرات من الرموز النسائية التي صنعت علامات مضيئة، بداية من الملكة حتشبسوت، إلى نبوية موسى، هدى شعراوي، صفية زغلول، وغيرهن من السيدات اللواتي اقتحمن مجالات جديدة بأفكار إبداعية، بالإضافة أيضاً إلى تأثري بوالدتي رحمها الله، التي كانت مصدر قوة وعطاء، فبرغم شدة تعبها وألمها، لم تقصر معنا، وكانت ترعانا وتؤدي مهامها على أكمل وجه، فبرغم شدة مرضها إلا أنها كانت دائماً معطاءة، كل هذه العوامل تشكلت بداخلي، ونتج عنها فكرة هذا الكتاب”.
وعن سبب تسميتها الكتاب ب “هي قوية”، ذكرت سارة ” اخترت هي قوية، لأن المرأة المصرية بطبيعتها قوية، فعلى سبيل المثال في ظل أزمة كورونا الحالية، كانت هي خط الدفاع الأول لأسرتها، ومحور هذا الكتاب قائم على أن القوة ليست لها معنى واحد أو وجه واحد، بل لها معاني ووجوه كثيره”.
وتابعت” القوة تعني النجاح، التميز، الصبر، القدرة على تخطي المحن، وادارة الأزمات، فهناك من حققن قوتهن في الصبر على المرض، وأخرى كانت قوتها في اقتحام مجالات جديدة على السيدات، وكانت حكراً على الرجال فقط، ومن كانت قوتها في الرضا بقضاء الله وقدره على فقدان أعز الناس لديها كالزوج أو الابن، وهذا حال الكثيرات من زوجات وأمهات الشهداء”.
زوجته السبب في إقالته من السلك الدبلوماسي.. محطات مهمة في حياة قنديل الأدب العربي “يحيى حقي”
وأكدت سارة على أن سر قوة المرأة المصرية في كونها معطائة بلا حدود، وهذا هو الرابط الذي جمع بين بطلات “هي قوية”.
وأضافت” تم تقسيم الكتاب الى خمسة فصول، و يحمل كل فصل في طياته الكثير من محاور القوة عند المرأة المصرية.
“قوى ناعمة”، وهو عنوان الفصل الأول، ويدور حول السيدات اللاتي يؤثرن في المجتمع سواء بالفكر أو الفن أو الثقافة أو الرياضة أو بالعمل الخيري والإنساني، وغيرها من أدوات القوى الناعمة، ويشمل 11 سيدة، منهن السفيرة مشيرة خطاب، الفنانة ليلى عز العرب، الدكتورة هبة السويدي.
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان “ضد الكسر” ويضم خمس سيدات من اللاتي صبرن على آلام المرض والإعاقة والفقد، ومنهن السيدة ندى حسن أرملة الشهيد البطل أحمد الشبراوي، السيدة وفاء حسين والدة الشهيد أشرف عبدالفتاح، الدكتورة مها نور ولها من اسمها نصيب، فهي نور لكثيرات من مرضى السرطان، وكانت إصابتها بهذا المرض بداية حياة جديدة لها.
الدكتورة إيمان كريم الانطلاق بلا حدود على الرغم من عجلات الكرسي المتحرك.
الملهمة الرائعة ماجدة حنفي رمز التفاؤل والإصرار برغم سقوطها من الدور الثالث، بعد انهيار منزلها وإصابتها بالسرطان تعيش لترسم الحياة بكل ألوانها المبهجة على الزجاج المعشق.
أما الفصل الثالث بعنوان “ملهمات” فيرمز إلى السيدات صاحبات المبادرات والأفكار الإيجابية، ويضم أربع سيدات، ومنهن السيدة زينب علوب طبيبة أهدت الحياة الآدمية لسكان الدويقة، والسيدة شيرين الهواري المرأة التي حققت حلمها وسافرت إلى شرم الشيخ، لتحقق ما تحب في عالم السياحة، والتفتت إلى أوضاع المرأة السيناوية من خلال مبادرة اتمسكي بحلمك.
وجاء الفصل الرابع بعنوان “مثاليات” ويرمز إلى كل الأمهات رمز التضحية اللاتي رزقن بأطفال من ذوي الإعاقة أو أصحاب أمراض نادرة وأصبحن بفضل رعايتهن أيقونات ونماذج يحتذى بها، ويضم هذا الفصل ثلاث نماذج، السيدة منال خورشيد وابنتها الجميلة هديل ماجد، الملقبة بأم كلثوم أولادنا، سما رامي ووالدتها السيدة سوزان طلعت قصة أمومة من نوع خاص صنعت من سما أيقونة وقدوة يحتذى بها، السيدة هناء السادات والدة ياسمين السمرة التي ولدت بمرض نادر وهو انحلال الجلد الفقاعي، وبعد وفاتها أسست والدتها مؤسسة باسم ياسمين السمرة لرعاية مرضى انحلال الجلد الفقاعي.”
والفصل الخامس بعنوان : “بنات مصر قد الدنيا ” ويرصد مشوار سبع شخصيات، منهن هاجر سعد الدين فتاة مصرية تحت التلاتين كانت تشعر أنها لن تفعل شيئا في حياتها ثم في لحظة ما أدركت قدراتها فحصلت على اثنين ماجستير في موضوعات صعبة تحتاج بحث ودراسة وسفر، وقامت بدراسة اللغة القبطية على أصولها وحصلت على تكريم من البابا، مونيكا نموذج للفتاة التى تسعى وراء الشغف، هي صيدلانية لكن شغفها فى تصنيع الاكسسوارات، واختارت مجال جديد وهو تصنيع النظارات على التراث المصري، سها سعيد أول صحفية توثق نجوم ورواد العمل الإذاعي والتلفزيوني في كتاب نجوم ماسبيرو يتحدثون، وأصدرت منه الجزء الأول والثاني وبصدد إصدار الجزء الثالث.
واختتمت سارة حديثها قائلة ” حاولت توصيل صوت كل سيدة من بطلات الكتاب، واعبر عنها بكل دقة، وسأظل أواصل رحلة البحث عن السيدات، لأنى قدمت صورة مصغرة عن بعض السيدات، ومصر مليئة بالكثير من النماذج الملهمة، العظيمات، اللاتي يصعب حصرهن في مؤلف واحد”.