الجمعة 08 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الغرب والعنصرية.. أستراليًا مثالا

القاهرة 24
الإثنين 14/ديسمبر/2020 - 11:22 م

بعد الحرب العالمية الثانية وارتكاب النظام النازي جريمة الهولوكوست، استطاع الإعلام أن ينمي الشعور بالذنب لدى العقلية الأوربية، لا سيما الألمان، ولكن يبدوا أن الرجل الغربي لا يستطيع أن يحيا دون أن يوجه عنصريته تجاه الآخرين، وسنأخذ أستراليا مثالا.

بدأت الحكاية عندما فتح الجيش الأسترالي تحقيقًا، أكد أن بعض الجنود الأستراليين الذين ينتمون للقوات الأسترالية الخاصة في أفغانستان يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وتسببوا في العديد من حوادث قتل المدنيين الأبرياء والسجناء، وطبعًا أدان المجتمع المحلي في أستراليا والمجتمع الدولي بشدة الجنود الأستراليين لارتكابهم جرائم حرب، ومع ذلك ذهب بعض السياسيين الأستراليين إلى حد إطلاق اتهامات غير معقولة ضد البلد التي كشفت الجريمة وهي الصين، عندما نشر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية صورة لجندي أسترالي يقتل طفلا أفغانيا على وسائل التواصل الاجتماعي في 30 نوفمبر.

لقد ارتكب بعض الجنود الأستراليين جرائم خطيرة في أفغانستان، والحقائق واضحة للغاية لدرجة أن الجانب الأسترالي لا يستطيع إنكارها، ووفقًا لتقرير استمر أربع سنوات حول ما إذا كان الجنود الأستراليون ينتمون للقوات الأسترالية الخاصة في أفغانستان من 2005 إلى 2016 ارتكبوا جرائم حرب أصدره مكتب المفتش العام لقوات الدفاع الأسترالية في 19 نوفمبر، أثبتت التحقيقات أن 25 جنديًا نشطًا وسابقًا في القوات الخاصة تأكد مشاركتهم في 23 جريمة قتل غير مشروعة أثناء وجودهم في أفغانستان والتستر على هذه الجرائم، وقد قتل في هذه الحوادث 39 مدنيا وسجينا بريئا وتعرض اثنان آخران للتعذيب -وفقا لما كشفه التقرير- الذي أماط اللثام عن تفاصيل مروعة ومرعبة، بما في ذلك جمع الرجال البالغين والفتيان لإطلاق النار عليهم أو قطع أعناقهم معصوبي الأعين، وكذلك مطالبة المجندين بإطلاق النار على أسرى الحرب "لتدريب أيديهم" وإن مثل هذه الأعمال الوحشية ضد المدنيين الأبرياء والسجناء في أفغانستان تنتهك الاتفاقيات الدولية وضمير الإنسان بشكل خطير.

أعرب المجتمع المحلي في أستراليا والمجتمع الدولي عن استيائهم من الأعمال الوحشية التي ارتكبها بعض الجنود الأستراليين، وأصدر رئيس وزراء أستراليا السابق كيفن رود بيانًا أكد فيه وجوب تقديم أي جندي ارتكب جرائم حرب في أفغانستان وأي شخص حاول التستر على هذه الجرائم إلى العدالة ويجب تعويض أسر الضحايا، وأشار مقال نشر على الصفحة الأولى من صحيفة "الأسترالي" إلى أن هذه "صفحة مخزية في تاريخ الجيش الأسترالي".

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا "مضمون التقرير مروع"، وأدت الجرائم التي ارتكبها جنود أستراليون في أفغانستان إلى إضعاف مكانة أستراليا الدولية.

وردًا على اتهامات أستراليا للصين من أجل صرف انتباه المجتمع الدولي عن جرائمها لا يسعنا إلا أن نعرب عن دعمنا لموقف الصين، ذلك لأن ما ورد من المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بأن بعض الجنود الأستراليين ارتكبوا جرائم حرب في أفغانستان يستند الى التقرير الأسترالي ذاته.

 

ما يجب على الحكومة الأسترالية فعله الآن هو التفكير بعمق وتقديم الجناة إلى العدالة، وتقديم اعتذار رسمي للشعب الأفغاني والعالم الإسلامي والتعهد للمجتمع الدولي رسميًا، بأنهم لن يرتكبوا هذه الجريمة الرهيبة مرة أخرى، مع العمل على إعادة تأهيل جنودها لاستئصال جذور العنصرية البغيضة التي تجد لنفسها مرتعًا تنمو وتتمدد فيه في عقلية وقلب الأسترالي، وليس أدل على ذلك من تتابع الجرائم العنصرية التي ارتكبها إستراليون.

ولكن أن نجد بعض السياسيين الأستراليين غاضبين ومحبطين فقد فضحوا طبيعتهم المنافقة والعنصرية في نفس الوقت، ولكن محاولة إظهار بعض الجنود الاستراليين على أنهم غير مذنبين، والسؤال الذي يطرحونه: هل صحيح أن بعض الجنود الأستراليين غير مذنبين بقتل مدنيين أبرياء وأسرى في أفغانستان؟ والقول إنه من الخطأ إدانة مثل هذه الجرائم.

كثيرا ما اعتبر بعض السياسيين الأستراليين أنفسهم من يُطلق عليهم "المدافعون عن حقوق الإنسان"، لكنهم في الواقع تبنوا معايير مزدوجة، لذلك يجب عليهم التفكير في أنفسهم والتفكير أكثر في كيفية اتخاذ تدابير لحل انتهاكاتهم الجسيمة لحقوق الإنسان والعدالة الإنسانية، والتوقف عن استخدام قضايا حقوق الإنسان للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتوقف عن التلاعب السياسي.

 تدين أستراليا بتقديم توضيحات ما للشعب الأفغاني وللعالم، ونصيحتنا لإستراليا بمواجهة المشكلة بصراحة، وعدم صرف الانتباه والتهرب من المسؤولية. 

 

تابع مواقعنا