الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خط الحرير والجغرافيا الجديدة في البحر الأحمر والعربي.. المصالح العربية والخطر الآتي ودور مصر

القاهرة 24
ثقافة
الأربعاء 16/ديسمبر/2020 - 01:05 م

على الرغم من أن الصين تربأ بنفسها لعدم التدخل أو الانحياز لطرف على حساب طرف في النزاعات العربية - العربية فإنها لا تتردد في التصويت ضد إسرائيل؛ إدراكًا منها لحقائق كثيرة تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل الذي يراه التنين الصيني مع العرب في مشروعه العالمي "الحزام والطريق" الذي تحيى بموجبه الصين طريق الحرير القديم، مرتبطة بنحو 65 نقطة حول العالم لإقامة موانئ وأنابيب نفط ومصادر الطاقة عموما وشبكة عملاقة من الطرق البرية والبحرية للتعامل مع ما يقرب من 500 مليار نسمة هم هدف التنين الصيني في أكبر وأهم مشروع لتسويق كافة منتجاتها، فضلا عن المشروعات العملاقة لكثير من بلدان حريصة على أن يكون لها نصيب من المشروع الصيني العالمي من خلال اتفاقيات اقتصادية ومشروعات تنموية عموما والفوز بنصيب من تريليون الدولارات الأولى للمشروع.

 

ولأن الصين تعي وتدرك تماما أنها بذلك ستواجه حروبا متنوعة لعرقلة هذا المشروع الذي ستتجاوز آثاره الاقتصاد وتنشيط حركة التجارة والمشروعات العملاقة فقد انتهج الصينيون فلسفة (اخفِ قوتك وانتظر تحركك) تجنبا لصدمات كثيرة لعرقلة الصين ومنعها من الانفراد بالتواجد والتأثير والقيادة لنحو 500 مليار نسمة في آسيا وإفريقيا وأوروبا، كما يدرك الصينيون أن الـ65 موقعًا المزمع لها على مستوى العالم لإعاده طريق الحرير سوف تشهد أهمها نزاعات وصراعات مسلحة وبما يهدد المشروع الصيني في مراحله المختلفة من الخصوم الذين يواجهون منافسة بشرية ومشروعًا عملاقًا سيؤثر بلا شك على صادراتهم، معتقدين أن التنين الصيني ينتقم لنفسه ويرد على أقذر حرب شهدها التاريخ وهى حروب الأفيون التي تعرض لها الشعب الصيني وفرضت عليه معاهدات وتوجهات مهينة من جانب بريطانيا التي أرادت أن تفرغ خزائن الصين من الفضة التي حصلت عليها من عمليات بيع الشاي والحرير لأوروبا.

 

مصر من بين الدول التي رتبت أوراقها للتعامل مع خط الحرير كما فعل كثير من الدول العربية حتى التي تزود الصين بوارداتها من الطاقة 40%.

 

في صمت وتعتيم إعلامي تقوم الصين بتدريبات عسكرية بحرية بالقرب من أنشطة عسكرية وعتاد وجنود؛ بغية استحداثات جغرافية فى البحر الأحمر والعربي عن طريق إعلان دولة ساحلية تسيطر على أهم الممرات العالمية.

 

خصوم خط الحرير يعدون العدة باستئجار والسيطرة على الجزر وموانئ البحر الأحمر العربية وإن كانت توظف تطلعات إقليمية وموظفة لأنشطة عسكرية تقوم بها قوات التحالف لمواجهة النفوذ الإيراني، بينما يتم نقل جنود يمنيين وغيرهم إلى قاعدة أرترية لإعدادهم ثم إعادة تصديرهم إلى السواحل اليمنية عبر السفن التجاريه لعدم لفت الأنظار.

 

الدور الإسرائيلي في هذه التحركات لا يقتصر على تدريب وإعداد وتوجيه فقط بل الإدارة ميدانيا في السواحل اليمنية من خلال عناصر عسكرية ومخابراتية تنتمي لأسرة يمنية يجمعها تحالف قديم مع إسرائيل.

 

الانتشار والتواجد ليس في سواحل اليمن فحسب وإنما في جزر ميون وزوار وسقطرى  وغيرها ونظرة عامة على حجم التواجد العسكري البريطاني والأمريكي والإسرائيلي في البحر الأحمر في باب المندب تدرك أن الأمر لا علاقة له بالحرب الدائرة في اليمن، حيث تتواجد قوات التحالف على بعد أكثر من 500 كيلو متر من قوات الحوثي، وكذا سواحل اليمن لا يوجد بها قوات تابعة للحوثي الذى ينقض بين وقت وآخر مستهدفا القوات التي يتزعمها نجل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

 

ما يحدث في البحر الأحمر والعربي نموذج سوف يتكرر وسوف يهدد قواعد المشروع الصيني العالمي عقب تدشين مرحلة الحرب الباردة بعد اتهامات كرونا (أمريكا والصين) وتداعياته على صعيد العلاقات الأمريكية الصينية.

 

أمن البحر الأحمر واستقرار دوله والحرص على أن يكون بحرا كامل السيادة عربيا مسئولية تقتضي دورا مصريا عربيا يحول دون أن يكون البحر الأحمر مرتعا لقوات تهدد بلداننا فى أمنها ومصالحها وكذا حماية المصالح العربية في خط الحرير "الحزام والطريق".

تابع مواقعنا