باحث أثري يكشف أسرار لوحة "الصغيرتين المظلومتين"
قال الباحث الأثري محمود حسان، إن مشهد الصغيرتين المظلومتين بمقبرة "مننا TT69" من أهم المناظر في مقابر النبلاء بمقابر البر الغربي بمحافظة الأقصر.
وأضاف حسان أن هذا المشهد يطلق عليه منظر مشهد المشاجرة، ويقع هذا المنظر في الصالة العرضية من الناحية الجنوبية فى الجدار الشرقي من المقبرة، ونظرًا إلى صغر حجم المنظر ووجوده ضمن تفاصيل كثيرة من مناظر الحصاد، فكان من الصعب تحديد بعض التفاصيل لهذا المشهد، والمنظر يوضح أن الصغيرتين تتشاجران وتقومان بسحل شَعر بعضهما، وملابس الصغيرتين ملابس مميزة ولم تظهر هذه الملابس إلا فى هذه المقبرة "TT69" وهذا الرداء يشابه التريننج الرياضي الذي ترتديه الفتيات حتى يومنا هذا، ويتكون ذلك الرداء المميز من قطعتين "بنطال وتي شيرت ذي أكمام طويلة" وهذا الرداء مناسب جدًّا لطبيعة عملهن.
متحف الإسماعيلية يحتفل باليوم العالمي لـ"اللغة العربية"
وأوضح: "إذا دققنا وأمعنا النظر سوف نجد الأمر خلاف ذلك فكلاهما لم تؤذِ الأخرى بل العكس، وفي هذا المشهد إبداع وحلول فنية رائعة، وإحدى الفتيات حدث تعثر لقدمها على الأرض أثناء جمعها لبعض سنابل القمح المطروحه على الأرض نتيجة عملية الحصاد، مما أدى إلى التواء فى القدم ومن شدة ألم الحادث سقطت بركبتيها على الأرض ثم سقطت سنابل القمح التى كانت بين يديها، وانحنت بجزء الجسد العلوى، فمن البديهي نتيجة هذا الانحناء أن يتدلى ويغطى شعر الفتاه وجهها حيث أن المنظر واقعى وطبيعى".
تعرف على أبرز القطع المتبقية من "المسارج" في المتحف المصري بالتحرير (صور)
وأفاد بأن الحلول الفنية الإبداعية للفنان الذي رسم تلك الفتاة المصابة، ترك المشهد بواقعيته المجردة فى الحادث والموقِف، فسوف يترك شعر الفتاة يتدلى على وجهها، وفى هذه الحالة سوف يكون المشهد منقوص للصِبغة الفنية والإبداعية، فقام الفنان بحيلة فنية إبداعية واقعية متناسبة مع المشهد، حيث جعل الفتاة ترفع يدها نحو شعرها وتقوم بتجنيب شعرها عن وجهها كى لاتُحجَب رؤيتها، وقد حاول الفنان إظهار وجه الفتاة فى المشهد وهى تتوجع من الألم حتى يكون مشهدها مكتملاََ.