الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين الحرب الباردة وإرث ترامب لبايدن.. العلاقات الروسية الأمريكية إلى أين؟

القاهرة 24
سياسة
السبت 19/ديسمبر/2020 - 02:17 م

تشهد العلاقات الأمريكية الروسية تطورات متسارعة، خلال سنوات حكم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، آخرها توجيه اتهام إلى موسكو من قبل الخارجية الأمريكية بالوقوف وراء الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له إدارات وهيئات في حكومة البيت الأبيض، في كافة أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى عودة مصطلح الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا مجددًا في آخر أيام ترامب.  

أبلغت الحكومة الأمريكية، اليوم السبت، الكونجرس عزمها غلق ما تبقى لها من قنصليات داخل الأراضي الروسية، مع استمرار عمل السفارة الأمريكية في موسكو، كمنفذ وحيد للدبلوماسية الأمريكية الروسية.  

وللتعرف على إمكانية وجود حرب باردة من عدمه، وجه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية ستيف روزنبرج سؤالًا إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، خلال مؤتمره الصحفي السنوي، لشرح ارتباط روسيا مؤخرًا بمصطلح الحرب الباردة الجديدة، وحرص موسوكو على توجيه الاتهامات وإلقاء اللوم على قوى خارجية تتمثل في الولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا، والناتو، فيما تتعرض له من أزمات.

الحرب الباردة مستمرة بين أمريكا وروسيا

تعليقًا على التطورات الأمريكية الروسية، قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو لم تنتهِ، مشيرًا إلى استمرارها في الوقت الراهن، كونها تمثل ظاهرة من ظواهر الصراع الأمريكي الروسي. 

وأضاف، في تصريحات لـ"القاهرة 24"، أن الحرب الباردة الدائرة حاليًا بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا تتمثل في عدة إجراءات واشنطن من بينها فرض عقوبات على موسكو عقب سيطرتها على جزيرة القرم الأوكرانية، وعقوبات اقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبي، واقتراب قوات الناتو إلى حدود دول البلقان المتاخمة للحدود الروسية.

وأفاد بأن الحرب الباردة الحديثة تتمثل في الحروب الإلكترونية الدائرة بين الدولتين، وتوجيه الاتهامات إلى الحكومة الروسية بالتدخلات الإلكترونية في الانتخابات، مضيفًا أن قرارات الإدارة الأمريكية بغلق القنصليات وتقليص العقوبات، يمثل أحد جواب الصراع بين الدولتين.

وأوضح مساعد وزير الخارجية السابق أن انتهاج الولايات المتحدة الأمريكية لأسلوب التشكيك في اللقاح الروسي من خلال الددول والمنظمات يمثل حربًا باردة، كونه نوعًا من أدوات الصراع السلمي بين البلدين، مردفًا أن إلغاء اتفاقية ستارت بشأن الروس النووية من قبل البيت الأبيض يأتي ضمن وسائل الحرب الباردة المتبعة من قبل الحكومة الأمريكية.

واستطرد السفير أحمد القويسني أن الحرب الباردة الحديثة تأخذ أشكالًا متعددة باستخدام عدة وسائل من بينها المنظمات الدولية، وفرض عقوبات اقتصادية، وأنواع من المقاطعة، والحرب الإلكترونيبة، وشبكات التجسس، موضحًا أن صعوبة نشوب حرب عسكرية بين البلدين، في الوقت الحالي، أدى إلى استخدام وسائل بديلة للصراع كالحروب الإلكترونية، والهجمات السياسية من قبل الحكومات.

وأكد أن الإدارة الأمريكية ونظيرتها الروسية حريصتان على وجود مساحة من التفاهم السياسي يتم اللجوء إليها في حال تأزم العلاقات، كما حدث في أزمة الصواريخ الكوبية، من بينها التواصل بين الرؤساء، وتبادل الوفود السياسية، موضحًا أن العلاقات بين واشنطن وموسكو توجد لها ضوابط لا يمكن تعديها من قبل أي حكومة داخل البيت الأبيض أو الكرملين الروسي.

ترامب يعرقل بايدن في الشرق الأوسط

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه لا يمكن التصريح بوجود حرب باردة  بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فكلا البلدين تجاوزا تلك المرحلة إبان أزمة الصواريخ الكوبية، إلا أن الوقت الراهن يشهد توترات بين كلا البلدين،  في ظل وجود مقاربة في وجهات النظر بين الإدارتين في بعض القضايا من بينها الملف السوري والملف الليبي.

وأضاف، في تصريح لـ"القاهرة 24"، أن ما تقوم به إدارة ترامب في الوقت الراهن يهدف إلى استقطاب الشارع الأمريكي بهدف توصيل رسائل بأنه تمكن من الوقوف أمام روسيا، وفرض عقوبات على إيران، كما يهدف إلى وضع عقبات أمام حكومة بايدن المقبلة في منطقة شرق المتوسط.

وأوضح أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها من إغلاق للقنصليات في روسيا، يمثل تواجدًا إعلاميًا بهدف جذب الأنظار فقط، ولا يمثل ثقلًا على أرض الواقع، إذ توجد قنوات اتصال ومكاتب سياسية توفق العلاقات بين البلدين لا يمكن المساس بها، ولا يمكن وصف الوضع الراهن بحرب باردة جديدة.

أضاف أن الخطوات التي تتخذها حكومة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا تمثل خطورة على العلاقات الأمريكية الروسية، بعدما أعلن بايدن برنامجه بمحاولة احتواء روسيا، والتعامل على مستوى الندية، وعدم تفعيل منظومة العقوبات، مضيفًا أن ميراث حكومة ترامب لن يتم ترحيله إلى حكومة بايدن.

وفي ذات السياق قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية جامعة بورسعيد، إن ترامب يحاول صناعة أزمات متلاحقة في مختلف مناطق العالم أمام الحكومة المقبلة، موضحًا أن ما تقدمه الحكومة الحالية تجاه روسيا والصين تمثل عقبات مصطنعة.

أوضح، لـ"القاهرة 24" أن الحرب السيبرانية التي باشرتها الأجهزة الأمريكية على نظيرتها الروسية، مثلت استفزازًا لحكومة موسكو؛ ما أدى إلى شن السلطات الروسية حربًا إلكترونية على وزارة الدفاع الأمريكية، الأمر الذي تسبب في تفاقم التطورات السياسية بين الدولتين مؤخرًا.

العلاقة الروسية مع أمريكا رهن السياسة الأمريكية

وخلال مؤتمره السنوي شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على رغبته في إعادة العلاقات الروسية الأمريكية إلى طريقها الصحيح، معلنًا عن الاستعداد للتعاون مع حكومة بايدن المقبلة قائلا: "من جانبي، أنا جاهز للتعاون والتواصل معك"، مضيفًا: "هناك محاولات مستمرة لاتهام روسيا بأنها تتدخل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وهي من ساعدت بتفوق ترامب على كلينتون".

واستكمل بوتن: "العلاقات الروسية مع الولايات المتحدة الأمركية رهن السياسة الأمريكية" مستكملًا: "نسعى لإعادة العلاقات السابقة".

اقرأ أيضا.. 

وزير الخارجية يشدد على دور الرباعية الدولية في حل القضية الفلسطينية

وزير الخارجية الأردني: الإجراءات الإسرائيلية غير شرعية وتقوض فرص السلام 

تابع مواقعنا