وزيرة التخطيط: جائحة كورونا فرصة لبناء عالم أكثر عدلاً وخضرة
قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إنه من تجربة مصر خلال جائحة كورونا، فإنه من الواضح أن وجود اقتصاد قائم على أسس متينة هو المفتاح للبقاء مرنًا ضد الصدمات غير المتوقعة، مشيرة إلى أن أزمة كورونا تعُد فرصة لإعادة تقييم أولوياتنا وتعديلها، كما إنها فرصة لبناء عالم أكثر عدلاً وخضرة، من خلال معالجة عدم المساواة والقضايا البيئية ، وإعطاء الأولوية للاستدامة.
وأضافت "السعيد" "أنه لم يعد بناء تعافي شامل وقادر على الصمود خيارًا، ولكنه تحدٍ ملح يجب علينا جميعًا مواجهته كمجتمع عالمي ، قد يبدو هذا التحدي صعبًا ، لكن كما أظهر الوباء لنا ، يمكن اتخاذ إجراءات غير عادية على مستوى السياسة إذا كانت هناك إرادة للتغيير".
هالة السعيد: الاقتصاد المصري أثبت فاعلية كبيرة في مواجهة آثار كورونا
وسلطت الضوء على أن التعاون الدولي مهم للغاية في مثل هذه الأوقات ، لأنه يلعب دورًا هامًا فى دعم الانتعاش (خاصة في البلدان النامية) من خلال التعاون الإنمائي الثنائي، و بنوك التنمية متعددة الأطراف، و المؤسسات المالية الدولية.
كما أكدت أن العالم يحتاج حاليًا إلى التركيز على ثلاثة ركائز رئيسية بعد جائحة كورونا وهى الاهتمام بالعنصر البشرى والرقمنة والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، مشيرة إلى أن أدى الوباء إلى انخفاض حاد في المكاسب التنموية، لا سيما في المجتمعات ذات الدخل المنخفض والمجتمعات الضعيفة.
وقالت "السعيد" إن الوباء أظهر أنه من الضروري أن تسعى البلدان لتحقيق الانتعاش الذي يضع رفاهية المواطن في قلب جميع السياسات، فيجب أن أن تكون الأولوية لزيادة العمالة وتدابير الحماية الاجتماعية وتعزيز المرونة، بالإضافة إلى ذلك، يعد الاستثمار في القطاعات المتعلقة بالتنمية البشرية أمرًا حيويًا لمستقبل مستدام.
وقالت "في هذا الصدد ، زادت الحكومة المصرية بشكل كبير من الاستثمارات المخصصة في رأس المال البشري خلال هذه السنة المالية، مع إيلاء اهتمام خاص للتعليم والصحة والحماية الاجتماعية ، ففى مجال التعليم ، قامت الدولة المصرية بزيادة الاستثمارات بنسبة 80٪ من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية التطبيقية، وتحسين ظروف المدرسة وتعزيز الارتباط باحتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات في قطاع الصحة لمعالجة المشكلات الرئيسية، مثل أسرة العناية المركزة وأسرة رعاية الأطفال وتشجيع أتمتة السجلات الصحية".
وزيرة التجارة: إصدار لائحة قانون المشروعات خلال 2021
وتابعت أنه "الأهم من ذلك، أن مشاركة المجتمعات المحلية في تشكيل مستقبلها أمر أساسي لعملية التعافي، وفي هذا الصدد، أطلقنا مؤخرًا العام الثاني من مبادرة "خطة المواطن"، والتي تهدف إلى تشجيع المشاركة المجتمعية وإشراك المواطنين في التخطيط والمتابعة ، وذلك لضمان وصول الاستثمارات إلى جميع المواطنين في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك الشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر ذات الدخل المنخفض، وتوفير فرص عمل مستدامة من شأنها انتشال الكثيرين من الفقر، هذا يسلط الضوء أيضًا على التزام مصر بإضفاء الطابع المحلي على أهداف التنمية لضمان تنمية أكثر توازناً إقليمياً".
وقالت "السعيد" "إن الدولة المصرية تركز في خطة هذا العام على توطين أنشطة التصنيع للمنتجات الرئيسية مثل المستحضرات الصيدلانية ، من خلال المزيد من التوسعات في إنشاء المناطق الصناعية، ودعم تطوير سلاسل التوريد من أجل التحوط من الاضطرابات ، كما يوفر هذا فرصًا كبيرة لتلبية الاحتياجات المحلية وزيادة الصادرات، بالإضافة إلى ذلك ،أكدت السعيد أن أحد الدروس السياسية الرئيسية المستفادة خلال الوباء هو أهمية الاقتصاد الرقمي، مشيرة إلى أن استخدام الرقمنة والتكنولوجيا يؤدى إلى تعزيز التأهب للاستجابة الفعالة في الوقت المناسب لتفشي المرض، وهو عنصر أساسي في التعامل مع أزمة فيروس كورونا بشكل فعال".
ولفتت إلى "أن التكنولوجيا كانت هي المنقذ العام من منظور الصحة من حيث تقليل الاتصال البشري إلى الحد الأدنى من خلال الدفع عبر الإنترنت، والتجارة الإلكترونية، والتعليم عبر الإنترنت، لتقليل تعطيل عمليات الحياة قدر الإمكان، لذلك، تسرع الحكومة المصرية جهودها الحالية نحو الرقمنة ليس فقط لفوائدها التي لا نهاية لها، ولكن لتحسين استعدادها للموجة الثانية، بالإضافة إلى تقديم خدمات عامة أكثر كفاءة".
ونوهت بأن الحكومة المصرية قامت بزيادة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية بنسبة 300٪ في ميزانية هذا العام، من أجل إنشاء النظام البيئي التكنولوجي والمعلوماتي للانتقال إلى العاصمة الإدارية وأتمتة الخدمات الحكومية، كما تقوم مصر حاليًا بالتنسيق مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لتصميم وتنفيذ برنامج قطري جديد كآلية تعاون جديدة لتمكين الاقتصادات الشريكة من الاستفادة من خبرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وشبكات السياسات.
وزير المالية: حققنا 14% زيادة في الإيرادات رغم كورونا