الإثنين 25 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمرو خالد: الذِّكر أقوى دواء يتغلب به الإنسان على مشاكله (فيديو)

القاهرة 24
كايرو لايت
الأحد 20/ديسمبر/2020 - 08:47 م

روى الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، تجربته مع الذكر في التغلب على أزمة واجهته قبل سنوات، واصفًا الذكر بأنه أقوى دواء يتغلب به الإنسان على مشاكله في الحياة.

وقال خالد في ثاني حلقات برنامجه "حياة الذاكرين"، الذي يذاع على قناة "يوتيوب"، إن "الحياة صعبة، مليئة بالآلام، والإنسان بحاجة إلى دواء يخفّف آلامه، والدواء هو تصفية الذهن والروح؛ فهو من أقوى الوسائل في الحياة أن تهدأ وتسكُن، وأن يخف الألم؛ حتى يصبح في أقل درجة ممكنة".

وأوضح: "هناك طُرق كثيرة لتصفية الذهن والروح، منها التأمُّل، والعَيْش مع الطبيعة، والتنفُّس الصحيح عن طريق الحصول على نفس عميق بقدر أربع عدّات، حتى تتأكد من وصوله إلى كل خلايا الجسم وأنها امتلأت بالأكسجين، ومن ثم تخرج الهواء بقدر أربع عدّات.. وهذه أفكار عِلمية توصف حاليًا لمرضى الألم النفسي بدلًا من الأدوية المادية، لكن لدينا وسيلة أكبر وأفضل بكثير، وهي ذكر الله؛ اتّصل بخالق الكون حتى يحميك من الألم، "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ* وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا".

واستشهد خالد بالعديد من الأدلة التي تؤكد أهمية الذكر في حياة الإنسان المسلم، ومنها ما جاء في الحديث القدسي الذي يقول فيه رب العزة: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُ".

ويقول صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّت".، أو "مَثَلُ البَيْتِ الذي يُذكَرُ اللهُ فيه، والبيت الذي لا يذكرُ الله فيه مَثَلُ الحيِّ والميِّت".

وجاء في الحديث عن النّبي صلى الله عليه وسلم: "ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى يَتلونَ كِتابَ اللهِ وَيَتَدارسونَه بَينَهم، إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشِيَتهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتهمُ المَلائكةُ، وذكَرَهمُ اللهُ فيمَن عندَه".

كما يقول النّبي صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أُنَبِّئُكم بِخَيْرِ أعمالِكُم، وأَزْكاها عِندَ مَلِيكِكُم، وأَرفعِها في دَرَجاتِكُم، وخيرٌ لكم من إِنْفاقِ الذَّهَب والوَرِقِ، وخيرٌ لكم من أن تَلْقَوا عَدُوَّكم ، فتَضْرِبوا أعناقَهُم، ويَضْرِبوا أعْناقكُم؟! قالوا: بَلَى؛ قال: ذِكْرُ اللهِ".

وقال خالد إن "الذكر هو الذي يعطي الأمل، هو غذاء الروح، لو كنت تعاني في الحياة، ألمًا حقيقيًا؛ هو الذي يجعل المعاناة تقِل للحد الأدنى؟، لأن الذكر يوسّع صدرك بمعرفة ومحبة الله، وكلما اتسع الصدر بمحبة الله؛ كلما خف الألم.. مثل أن تضع كمية من الملح في كوب وتحاول أن تشربها بعد ما تذوّبها في مياه، فتجدها مُرّة جدًا، لكن لو وضعت نفس الكمية في إناء كبير؛ ستجدها أقل مرارة؛ لكن ماذا لو وضعتها في حمّام سباحة؟، لن يكون هناك أي تأثير".

وبين أن "الألم بنفس القَدْر، لكن كلما اتسع صدرك، كلما قل تأثيره، وقُدرتك على تحمُّل الألم تزداد؛ بذكر الله. فاتّساع الصدر لا يلغي الألم، لكن يخفّف المعاناة، وهذه هي علاقة الذكر بالألم".

تجربة عمرو خالد مع الذكر  وتطرق خالد تجربته مع الذكر قائلاً: "مررت بتجربة مؤلمة في حياتي، بعد أن واجهت عدّة مصائب متتالية في أسبوع واحد؛ كانت المعاناة كبيرة، وشعرت أني بحاجة لأن أسافر، لأنني كنت أشعر بتعب شديد؛ فسافرت إلى منطقة غابات، وعِشت فيها مع الذكر ساعات طويلة؛ لدرجة إنّي كنت أحيانًا أشعر أن الشجر يسبّح معي، وأن هناك مغناطيسًا يجذبني تجاه الغابة حتى أظل أذكر ربنا هناك".

وأضاف: "كان الذكر له تأثيره الإيجابي في حياتي، فقد خفّف مُعاناتي كثيرًا، كلما ذهبت الآلام، استبدلها ربنا من عنده رحمات، والألم على الرغم من حدّته وقسوته لأن المصائب كانت مُتتالية وعنيفة، لكن الذكر هو الذي داواني، وهذه كانت بداية تجربتي الحقيقية مع الذكر".

كما روى أنه "ذات مرّة، كُنت داخل تاكسي في إنجلترا، حيث عادةً لا يقوم سائق تاكسي بالنزول من سيارته ليسلم على سائق آخر، لكن عندما وقفنا في إشارة، كان هناك تاكسي نزل منه سائقه، وتوجه إلى السائق الذي كنا معه، وطبطب عليه وقالّ له: (I feel very sorry for you)، فبكى وشعرت أن لديه مصيبة وسألته؛ فقال لي إن ابنه توفي من أسبوع، وإنه مضطر ينزل للعمل".

وتابع خالد: "فبدأت أحكي له فكرة الملح، واتّساع الصدر، وقُلت له إن كل ما صدرك اتسع كل ما الألم يقل؛ فسألني كيف يتسع صدري، فسألته: Do you believe in GOD! - هل أنت مؤمن بوجود الإله -؟! فأجاب: نعم.. فقُلت له تكلّم معه، واحك له، وقل له: قوّيني، وإنّك محتاج له، وتذكر نعمه عليك واشكره عليها.. هي نفس فكرة الذكر؛ فسألني: هتفرق! فأجبته: هتفرق، وبعد ما وصّلني أعطيته تليفوني وعنواني؛ فوجدته يتحدث إلى بعد أسبوعين ليشكرني ويقول لي: I feel much better".

وأكد خالد أن المسلم لا يذكر الله من أجل أن يخفف عنه الألم، لكنه يذكره لأنّه يستحق أن يُذكَر، لأنّه مالِك المُلك، العظيم، والكريم، ولأنّه خالقك، لأنّه يستحق أن يُعبَد، وأن يُذكَر، ويخفّف ألمك.

ثلاثية الذكر وأشار إلى أن الذكر منظومة تتكون من ثلاثة أشياء: لسان، وقلب، وعقل.

اللسان يقول: "استغفر الله"؛ فينظر العقل لشريط التقصير في حق الله؛ ينفعل القلب ويترجّاه ويقولّه سامحني..

ويقول اللسان: "الحمد لله"؛ فالعقل يمر أمامه شريط لنِعَم الله؛ ينفعل القلب ويقولّ: "شكّرًا يارب"..

ويقول اللسان: "لا إله إلّا الله"؛ فيمر أمام العقل شريط لعظمة خلق الله في الكون وفي نفسك؛ فيتأثر القلب ويقول له: "أحبك يارب".

ومضى ناصحًا: "لكن عليك أن تجلس في مكان هادئ بعيدًا عن تشويشات الحياة؛ حتى تركّز وترى صورة جميلة تساعدك على التفكُّر في عظمة الله وفي خلقه".

ورد يومي للذكر 

وأشار إلى أن الإنسان بحاجة كُل يوم إلى وِرد مُعيّن من الأذكار لمدة ثلث ساعة.. 700 ذِكر، وهذا الذكر عبارة عن: • 100 استغفار. • 100 لا إله إلّا الله. • 500 الباقيات الصالحات. - سبحان الله 100. - الحمد لله 100. - لا إله إلّا الله 100 مرّة أخرى. - الله أكبر 100. - ولا حول ولا قُوّة إلّا بالله 100.

وقال إن هذا الذكر قادر على أن يداوي ألمك في الحياة لو فعلت ذلك بإحساس.. ابدأ، وعش حيَاة الذاكرين.

شاهد الفيديو:

تابع مواقعنا