في اليوم العالمي لظهورها.. تعرف على رحلة تطوير لعبة "الكلمات المتقاطعة" منذ ابتكارها

تعتبر الكلمات المتقاطعة من الألعاب الأصيلة التي تربت عليها الأجيال، فكم من أجيال انتظرت عودة والدها في المساء يحمل الجرنال الورقي للحصول على صفحة الكلمات المتقاطعة والتسلية باللعبة، فهي اللعبة الشائعة قبل انتشار الهواتف الذكية والإنترنت في العالم، ويوافق اليوم الـ21 من شهر ديسمبر اليوم العالمي للاحتفال باللعبة.

كانت بداية اللعبة في مثل هذا اليوم من عام 1913، حيث ظهرت اللعبة على صفحات جريدة نيويورك وورلد، ومنها انتقلت إلى كل دول العالم، ويرجع الفضل في ابتكارها إلى الصحفي "آرثر وين"، الذي طلبت منه الصحيفة اختراع شيء ممتع للقراء بهدف تسليتهم والقدرة على التنافس، واستمد الصحفي الفكرة من لعبة الحروف التي كان يلعبها في صغره منذ 107 أعوام.

تقوم الكلمات المتقاطعة على فكرة تشغيل العقل وحل اللغز، حيث تحتوي على مجموعة من المربعات البيضاء والسوداء في مربع منقسم إلى أعمدة وصفوف، والهدف من وجود المربعات السوداء هو الفصل بين الكلمات، حيث تشكل المربعات البيضاء مجموعة من الكلمات التي يجب على الشخص معرفتها وملء الجداول بها، من خلال كتابة حروف الكلمة بالترتيب أمام الأرقام الخاصة بها، والهدف من وراء اختراع اللعبة هو الفصل عن كمية الأخبار المنتشرة في الصحيفة وتسلية القراء بها.

لم تكن التسلية هي الهدف الوحيد وراء اختراع لعبة "الكلمات المتقاطعة" بل هي لعبة تنشط العقل وتزيد من التركيز، والقدرة على حل المشكلات، وتساهم في التخلص من الضغوطات اليومية من خلال توجيه العقل للتفكير في شيء آخر ممتع.

هناك من يرى أن بداية اختراع الكلمات المتقاطعة يعود إلى صحيفة تسمى "ستوكتون بي" عام 1793، وظهرت اللعبة في عام 1873 في مجلة "سان نيكولاس" على شكل ماس مزدوج، ثم تطورت في عام 1890، حيث ظهرت بمجلة "إل سيكولو إيلاستراتو" على شكل كلمات متقاطعة من 4 أحرف موزعة على الشكل الأفقي والرأسي.

وانتقلت اللعبة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا خلال عشرينيات القرن الماضي، فظهرت في إنجلترا بصحيفة "التلغراف" عام 1925، ثم في صحيفة "التايمز" عام 1930، وظهرت في الكتب عام 1924 من خلال مطبعة "سايمون آند شوستر" الأمريكية، حيث احتوى الكتاب على مجموعة كبيرة من الكلمات المتقاطعة، وقامت المطبعة بحملة تسويقية كبيرة ليكون الكتاب الأكثر مبيعًا في العالم وقتها.

حالة الطقس اليوم.. مائلة للدفء على معظم الأنحاء وباردة ليلا

وخلال الحرب العالمية الثانية، فكر الجيش الأمريكي في إيجاد حل لتسلية الجنود أوقات الهدنة، فكان الاتجاه إلى "لعبة الكلمات المتقاطعة" حيث كان هناك اعتقاد بأنها ترفع من الروح المعنوية للجنود.

وعانت مكتبة نيويورك العامة من الازدحام الذي تعرضت لها، بسبب تواجد المئات كل يوم بداخلها لشراء لعبة الكلمات المتقاطعة، وهذا ما أدى إلى عرقلة طلاب العلم من الاستفادة من خدمات المكتبة في دراستهم.

ومنذ ذلك الوقت حدثت العديد من التطورات في اللعبة، حيث وجد كتاب يسمى "فن الكلمات المتقاطعة" عام 1966، واعتمد الكتاب على الكلمات الصعبة والألغاز، وخصصت صحيفة "الجارديان" محررا صحفيا لمساعدة القراء في حل اللعبة، وفي صحيفة نيويورك تايمز، اعتبرت الكلمات المتقاطعة هي الأساس لقياس ذكاء الأشخاص، وخصصت الصحيفة يوم "الاثنين" من كل أسبوع لتقديم اللعبة بشكل سهل، حيث تزداد الصعوبة بشكل تدريجي بقية أيام الأسبوع.