الجلطات الدموية في القلب أمر شائع لدى مرضى فيروس كورونا المستجد
يواصل الباحثون دراسة آثار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على القلب، ومنها التهاب عضلة القلب وهو التهاب مركز في عضلة القلب، وتشير الأبحاث الجديدة الصادرة عن مايو كلينك (Mayo Clinic) إلى أن التهاب عضلة القلب قد لا يكون مسؤولًا عن الإصابة القلبية في العديد من حالات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأجرت دراسة صغيرة ولكنها متعمقة تقييمًا لأنسجة القلب لدى 15 مريضًا مصابًا بفيروس كورونا المستجد بعد وفاتهم، بما في ذلك النتائج القلبية الأولى بعد الوفاة لثلاثة مرضًى تخلصوا من آثار الفيروس، وتمت مقارنة هؤلاء المرضى بمجموعة ضابطة من مرضى الأنفلونزا ومجموعة ضابطة من المرضى لم يكونوا مصابين بأي عدوى فيروسية.
وأظهر النتائج أن ثلث المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد من الحالات النشطة والذين تخلصوا من آثار المرض، يعانون من بعض مؤشرات التهاب عضلة القلب، ومع ذلك لم تجد الدراسة دليلًا قويًا على أن الإصابة بأحد الفيروسات من كورونا مثل فيروس سارس هي السبب في وجود متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم، ويشير الباحثين إلى أن سارس هو الفيروس المسبب لمتلازمة ما بعد الإصابة المتمثلة في أنسجة القلب لدى المرضى الذين خضعوا للدراسة،إلا أن البحث كشف عن شيء آخر هامٍ بقلب المرضى المصابين بفيروس كورونا.
وتقول الدكتورة "ميلاني بوا"، طبيبة أمراض القلب والأوعية الدموية والمؤلفة الأولى للدراسة، "تظهر الدراسة أن فيروس كورونا يبدو أنه يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة للقلب، على عكس الفيروسات الأخرى".
وكشفت اختبارات التلوين الكيميائي عن تجلط الدم في الأوعية الدموية الصغيرة لأنسجة القلب، وقد تظل هذه الجلطات الدموية الليفية حتى بعد زوال الفيروس، وهو ما قد يوصي باستخدام علاج مضاد لتخثر الدم كعلاج لمرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ربما حتى بعد التخلص من آثار الفيروس.
كما تم الاستشهاد بحالات القلب المرضية الكامنة والمعروفة بأنها مرتبطة بحدوث نتائج أسوأ لمرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في الدراسة.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 26٪ من مرضى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذين خضعوا للدراسة وُجد أنهم مصابون بالداء النشواني القلبي وهو تراكم متماسك لبروتينات شاذة تعيق قدرة القلب على العمل، وهذا معدل أعلى بكثير من معدل الإصابة بالداء النشواني القلبي البالغ 3.7٪ الذي يُكتشف عادةً في تشريح الجثة لدى المرضى، ويشير ذلك إلى أن حالة القلب المرضية الكامنة هذه قد تنطوي على التعرض بشكل أكبر لخطر للوفاة من فيروس كورونا.
يقول الدكتور "جوزيف ماليزيفسكي"،اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية في مايو كلينك (Mayo Clinic) وكبير مؤلفي الدراسة: "تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية تشريح الجثة في فهم كيفية تأثير الأمراض على الجسم، ما يساعدنا على اكتشاف علاجات جديدة وربما أكثر فعالية".