خبير يكشف تفاصيل الأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا (خاص)
كشف هاني رسلان، الخبير في مركز الأهرام للبحوث والدراسات الاستراتيجية، تفاصيل النزاع الدائر بين الجيش السوداني من جهة وميليشيات إثيوبية مدعومة من قوات الجيش الإثيوبي من جهة أخرى، بعدما شن الجيش السوداني عملية عسكرية واسعة النطاق استعاد خلالها السيطرة على مناطق زراعية واسعة، كانت قد استولت عليها الميليشيات الإثيوبية.
وقال رسلان، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24"، إن هناك حالة ضبابية، فالإثيوبيون غاضبون للغاية من انتزاع الأرضي، وخاصة قومية الأمهرا التى لها حدود مباشرة مع السودان، بعدما استولوا على مليوني فدان في "الفشقة" توسعوا فيها بشكل استيطانى خلال ربع القرن الماضي.
وأوضح أن الأزمة تكمن في أن قومية الأمهرا يدعون أن هذه أراضي تابعة لهم وأن خط الحدود الذى تم وضعه طبقا لاتفاقية 1902، هو خط وضعه الاستعمار ولا يريدون الاعتراف به، رغم أن من وقع الاتفاق هو الإمبراطور منليك وكانت إثيوبيا آنذاك مستقلة.
وأشار رسلان إلى أن الأمهرا الآن يتمتعون بنفوذ كبير على آبي أحمد بعد اشتراكهم القوي في الحرب ضد التيجراى، وفى الوقت نفسه فإن أبى أحمد لا يريد أن يخوض حرباً ضد السودان، وكان يفضل الاستمرار فى عملية التفاوض العبيثة لترسيم الحدود التى تدور منذ 25 سنة دون نهاية، اتباعا لنفس الأسلوب الذى تم فى سد النهضة غير أن تقدم الجيش السودانى وتحريره لمعظم الأراضى المحتلة، وضع أبى أحمد فى مأزق، لاسيما بعد فشل زيارة الوفد الإثيوبي إلى الخرطوم وعدم التوصل إلى نتيجة.
وأضاف أن بعض الأصوات التابعة للدولة الإثيوبىية داخل السودان وبعض القوى اليسارية تشكك فى تحركات الجيش السودانى، وأنه يخوض حرباً بالوكالة وأنه من الممكن تسوية الأزمة بالحوار الودى مع إثيوبيا.
