مفتي الجمهورية: لم يرد نص يدل أن النبي قتل إنسانًا ترك دينه
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إنه لم يثبت أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قتل إنسانًا ترك دينه، مشددًا على أنه لا يمكن إجبار أحد على الاعتقاد، وأن الدين الإسلامي ليس فيه إكراه على المعتقد.
جاء ذلك؛ ردًا على ادعاءات بعض التيارات الغربية، أن الإسلام لا يحفظ حق الإنسان في الاعتقاد؛ لأنه يطبق حد الردة.
وأوضح مفتي الجمهورية- خلال لقائه ببرنامج "نظرة" مع الإعلامي حمدي رزق، على قناة "صدى البلد".-: "أن مصدر حقوق الإنسان، مصدر إلهي، نص عليه القرآن الكريم، وسنة الرسول الكريم- صلى الله عليه وآله وسلم-"، مضيفًا أن التشريع الإسلامي ضم نصوصًا صريحة أشارت إلى حقوق الإنسان، وهو ما يؤكد أن حقوق الإنسان نابعة من مصدر إلهي سبق جميع الاتفاقيات الدولية.
وأضاف علام، أن الفلسفة التي قامت عليها حقوق الإنسان، احتلت جانبًا عظيمًا من الدين الإسلامي، وتتمركز حول المقاصد الضرورية الخمسة التي تؤدي إلى الكرامة الإنسانية، العيش الكريم، والحرية المنضبطة، موضحًا أن الدين الإسلامي شرع مقاصد 5 عظمى، وهي حق "حماية النفس، الدين، والعقل، والعرض، والمال" على اختلاف في الترتيب بين الفقهاء.
واستشهد مفتي الجمهورية، لقول الله- سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز: «فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، والذي يستغلونها الجماعات الإرهابية والمتطرفة في قتل من يخالفهم في العقيدة، قائلًا أنه يبين أنهم لم يدكروا المعنى الحقيقي لها، فيسمونها بآية السيف، وبفهمهم هذا يعتبرون أن هذه الآية الكريمة نسخت مائة آية من القرآن الكريم تدعو إلى الرحمة والتسامح والعيش المشترك والتحضر. وأردف: "إن هؤلاء الإرهابيين لم يقرءوا هذه الآية في سورة متكاملة مع بقية النصوص الأخرى، ولم يقرءوها في ضوء النموذج النبوي وهو المبين الحقيقي لمرامي ومقاصد القرآن الكريم ولمعاني الألفاظ". وشدد مفتي الجمهورية على أن فكرة سيادة القانون هي التي يجب أن تكون سائدة في المجتمع، مؤكدًا أن فكرة النظام العام في الدولة قانونية ومطبقة في الغرب والشرق وتعني بأن هناك مساحة لا بد من الحفاظ عليها وبدونها يكون المجتمع في خلل، وأنها نفس فكرة المقاصد الضرورية التي يحمى المجتمع من خلالها.