كبير الأثريين: شجرة الميلاد أصلها مصري قديم
قال مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن شجرة عيد الميلاد هي السمة المميزة لعيد الميلاد أو الكريسماس ويلتف حولها العائلة في فرح وسرور ويتبادلون الهدايا الجميلة حول الشجرة الزينة المبهجة للنفس وأنوارها الساطعة التي تدخل الفرح والأمل في القلوب.
وأضاف شاكر، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أن أصل شجرة الميلاد هو مصري قديم وليس غريبًا عن الحضارة المصرية أنها ما زالت تدهشنا، ونكتشف أن معظم الحضارات وحتى الأديان يقتبسون منها الكثير، فهي أقدم حضارة عرفها التاريخ وأقدم من أي دين وأهم محطة لمعظم الأديان السماوية كانت من مصر وحضارتها.
وأوضح، أنه عندما نتذكر جميعًا أسطورة الثالوث المقدس في الأساطير المصرية القديمة والتي تمثل صراع البشرية بين الخير والشر، وكان طرفا النزاع فيها هما "ســت" الذي كان رمزًا لأخطاء البشرية وشرورها فعبروا به عن الشر والخيانة والحسد، أما الطرف الثاني هـو "أوزوريس" الذي كان علمًا على الحياة المتجددة، وتقول الأساطير أنه كان ملكًا صالحًا مُرسلًا من الإله رع لإقامة العدل وحمل تعاليم السماء إلى الأرض.
وتابع، وكان للثالوث المقدس نصيب من الحب والاحترام في نفوس المصريين، واستمر اعتقادهم بهذه القصة على مدار التاريخ القديم خصوصًا خلال فترات المحن والاضمحلال والأمل في الثالوث المقدس للنجاة، فكان عيد الميلاد أو عيد أوزوريس وتمثيل الإله وقيامته من أعز ما يحتفل به المصريون ومن أهم أعيادهم الدينية نسبة إلى حورس من روح الإله.
السياحة تطلق أغنية مصورة بعنوان "مصر أرض الجمال" بمناسبة العام الجديد
ويحتفل بهذا العيد في أول شهر "كيـهك" وهو رابـع أشهر التقويم المصري حين تنحسر مياه الفيضان فتعود الخضـرة إلى الأرض التي ترمز إلى بعث الحياة، وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم البعض بقولهم "سنة خضراء" وهي من الاصطلاحات العامية التي مازالت تعيش على شفاهنا.
وأفاد، بأنه في أسطورة الثالوث المقدس أو أسطورة الميلاد نرى أن أوزوريس قد عاش ومات وردت إليه الحياة ثانية فأصبح شــجرة خضراء، لذا كان المصريون القدماء يرمزون به للحياة المتجددة في مثل هذا اليوم من كل عام، وكان عظماء المصريين يحتفلون في العاصمة المقدسة أبيدوس بعيد شجرة أوزير، أمام معبـده، فيأتون بأكثر الأشجار اخضـرارًا لنصبها وزرعها في وسط الميدان، الذي يكتظ بالرجال والنساء، الأطفال والشباب، الفقراء والضعفاء؛ انتظارًا للهدايا والعطايا، حيث يُلقوا بطلباتهـم وأمنياتهم مكتوبة على الشقافات والبرديات، تحت شجرة المعبود أوزيـر فيحققها لهم الكهنة.
مدير معابد الكرنك: مشروع ترميم الكباش هدية مصر للعالم في العام الجديد (خاص)
وكان أهم تقاليد عيد الميلاد عندهم الاحتفال بشجرة الحياة التي يختارونها من الأشجار الدائمة الخضـرة, التي تحتفظ بخضرتها طوال العام وقد سرت هذه العادة من الشرق إلى الغرب فخرجت من مصر ومنها إلى بابل ثم عبرت البحر المتوسط لتظهر في أعياد الرومان، ثم تعود لتظهر مرة أخرى في أعياد ميـلاد السيد المسيح وشجرة الكريسماس الخضراء، والتي يختارونها من الأشجار التي تحتفظ بخضرتها طوال العام كالسرو والصنوبر