تلاميذ المدرس المقتول على يد طالب سعودي: "مستر هاني علمنا التربية قبل التعليم".. ورسالة واتس آب من كفيله السعودي(صور وفيديو)
"قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا".. تلك أول أبيات هذا الديوان لأمير الشعراء، أحمد شوقي، تحث دائما الطلاب على احترامهم وتقديرهم لمُعلمهم، نحو ما يبذله من جهد ليربي أجيالاً ناجحة من التلاميذ ليصبحوا قادة المستقبل.
في سياق ذلك، عبر عدد من تلاميذ المدرس المقتول على يد طالب بالمملكة العربية السعودية شهيد الغُربة، هاني عبد التواب سعد عرندس، معُلم اللغة الإنجليزية، ابن قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، عن مدى حُبهم وحزنهم الشديد على فراق معلمهم الأول ومربي أجيال قرية النزلة.
"القاهرة 24"..التقى عددا من تلاميذ المدرس الراحل شهيد الغربة، الذي قتل على يد طالب سعودي منذ عدة أيام.
"مستر هاني ميستحقش كده".. كانت أولى كلمات أحمد محمود أبو زيد، أحد تلاميذ وجيران الشهيد هاني، يقول، مستر هاني، كان يشهد له الجميع بالاحترام والأخلاق، وحفظه للقرآن الكريم كاملًا، ولم نسمع عنه ذات مرة أية جملة تُسيئ له أو لسمعته، فكان قدوة للجميع.
تلميذ الشهيد: مستر هاني علمنا التربية قبل التعليم
وعن علاقة التلاميذ بمعلمهم الراحل، قال أبو زيد، لم يعاملنا في الفصل أو المدرسة كتلاميذ عند مُدرس، كنا بالفعل أصدقاءه وبمثابة أشقائه الصِغار، فقبل مايعلمنا التعليم علمنا التربية، فكان يطبق مسمى"وزارة التربية و التعليم".
وأضاف أبوزيد، مستر هاني، عندما كان يرى طالب منا في أحد الأماكن، كان يأتي مُسرعًا ليقدم لنا التحية والسلام، طالبًا بعد آخر، "ولو فضلنا نتكلم من هنا ليوم القيامة لا نوفي جزءًا من حقه علينا".
وقال أحد تلاميذ شهيد الغُربة، أطالب وزيرة الهجرة بالسعي في استكمال إجراءات نقل الجثمان، ولها الشكر، حيث تواصلت معي هاتفيًا مُنذ أيام، وقدمت العزاء لي ولأسرة فقيد الغُربة، وأكدت أنها ستسعى في الانتهاء من إجراءات نقل الجثمان بأقصى سرعة ممكنة، ولكن لا نرى تطبيق هذا الكلام على أرض الواقع حتى الآن.
وطالب أبو زيد، الوزيرة بالسعي مرة أخرى لاستكمال الإجراءات حيال نقل جثة الفقيد، لأن إكرام الميت دفنه، مناشدًا رئيس الجمهورية، بسرعة التحرك لنقل الجثمان، معبرًا"مسترهاني ميستحقش منا كده، ونحن على ثقة كاملة في المسؤولين، من فضلكم ساعدونا".
فيما قال المهندس علاء أحمد السيد، أحد تلاميذ وكان صديقا شخصيا للشهيد هاني، أنا ومستر هاني كنا نحفظ معا القرآن الكريم، وكان يذاكر لي مادة اللغة الإنجليزية، فهو صاحب فضل علي إلى الآن، وأنا لست مُصدقًا ماحدث معه، والقرية لا تصدق أيضًا، مازالنا لا نستوعب حدوث الواقعة.
واستغاث السيد، لرئيس الجمهورية، قائلاً:" ياريس حضرتك قولت أنا أب لكل المصريين، وهاني ابن من أبنائك، ونثق فيك لتسهيل إجراءات الدفن، ونشكر كل الجهات المسؤولة المهتمة بالحادث وإدانته في بيانات رسمية لها، ومتابعتهم للحادث في إجراءات نقل الجثمان".
ولفت، إلى الآن تم الانتهاء من جميع الإجراءات، ولكن نطالب بالانتهاء الأخير من آخرالخطوات في مدينة السُليل، حيث نحتاج تدخل لشرطة السُليل للانتهاء من آخر الإجراءات التي يتوقف عليها نقل الجثمان ليدفن وسط ذويه، معبرا:" الأطفال اللي كان بيحفظهم القرآن، كل ما بيشوفوا صورته على الفيسبوك بيبكوا، ياريس ريح قلوبنا".
فيما عبر أحمد رجب، طالب بالصف الثالث الثانوي، وأحد تلاميذ الشهيد، "كنت بروح لأستاذ هاني وأنا عندي 5 سنوات، ليحفظني القرآن، ومُنذ عامين، كان هنا بالفيوم، وأخذت عنده درس إنجليزي".
وتابع الطالب، مستر هاني، درس لي لغة، وحفظني القرآن وعلمني الدين، مشيرًا إلى أنه كان أفضل مُعلم وأحسن شيخ، ولا يوجد له مثيل، وكان دائمًا يهتم بي، ويوجهنا للصح، ويقدم نصائح للجميع، وكان دائما يشجعني ويحببني في حفظ القرآن، "أنا حبيت الدراسة بسببه، وبدعي له في الصلاة".
مناشدة المسؤولين
وقال محمود محمد صلاح، أحد طلاب شهيد الغُربة، مسترهاني درس لي في المرحلة الإعدادية، وكان مراقبًا عليّ أثناء فترة الامتحانات، وحفظني القرآن الكريم، لذا واجب عليّ مناشدة المسؤولين بدفن الجثمان في القرية، أما عن حقه سنحتسبه عند الله شهيدا، ولا أحد يشعربالوجع الذي سيطر على قلوبنا بعد وفاته.
رسالة وآتس آب من كفيل الشهيد لوالده بالفيوم
يبدو أن الشهيد هاني عبد التواب، قد نال حظًا بالغا من حب الناس له، ليس فقط حب تلاميذ قريته له، وتأثرهم الشديد بوفاته، فقد استقبل عبد التواب سعد عرندس، والد الشهيد، رسالة صوتية، عبر"واتس آب"، من الكفيل السعودي السابق لنجله، وهو الشيخ ناصر بن سعود، أثناء عمله بتحفيظ القرآن في مسجده، وأثناء تدريسه بمدينة الزُلفي السعودية، منذ 5 سنوات.
وقال والد الشهيد، لـ"القاهرة 24": عندما علم الشيخ ناصر بن سعود، الكفيل السابق لنجلي، بماحدث لهاني بمدينة السُليل السعودية، أرسل رسالة صوتية، تضمنت، نعيه لي، وتحدث عن مكارم أخلاق هاني، حيث نصت على"هاني كان رجلًا إذا رأيته رأيت نور القرآن في وجهه، رجلًا أحب العلم فطبقه، رجلا ملك الأخلاق، ونحتسبه عند الله شهيدا وإنا لله وإنا اليه راجعون".
تجمع الأهالي أمام منزله أمس الجمعة
وكان قد رصد، القاهرة 24، عبر الهواء مباشرة، مساء أمس الجمعة، تجمع العشرات من أهالي أسرة شهيد الغُربة، هاني عبد التواب سعد، مدرس اللغة الإنجليزية، أمام منزله بمسقط رأسه بقرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، للمطالبة بسرعة الانتهاء من إجراءات نقل جثمان نجلهم لدفنه بقرية النزلة، حيث أن الجثمان في منطقة الشميسي مجمع الملك فهد بن سعود الطبي الآن، وحرص أهالي شهيد الغُربة، عند التجمع بأخذ الإجراءات الوقائية، من ارتداء الكمامات، احترازا من فيروس كورونا المستجد.
وقد تعرض هاني عبد التواب سعد، مُعلم اللغة الإنجليزية، ابن قرية النزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بالفيوم، لطلق ناري بالرأس على يد طالب سعودي مُنذ عدة أيام، عند خروجه من المدرسة، بسبب اعتراض الطالب على درجات أعمال السنة، حسب أقوال الأهالي، و تُوفي المُعلم، الاثنين الماضي، داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الإيمان بمدينة الرياض السعودية، متأثرًا بإصابته.