مريم نعوم: طارق الشناوي طلب مني أكتب عن وحيد حامد قبل 3 أشهر
رثت السيناريست مريم نعوم، مُعلمها وأستاذها الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي رحل صباح اليوم السبت عن عمر ناهز الـ76 عامًا، إثر تعرضه لأزمة قلبية.
وكتبت نعوم على حسابها الشخصي بـ"فيس بوك": "ألم الافتقاد.. نفقد الكثيرين من الأحباء في رحلتنا.. ولكن كم منهم نظل مفتقدين؟ أستاذي العزيز.. أعلم أن رحيلك صعب على الكثيرين.. وبالتأكيد يتألمون أضعاف ألمي.. ولكني أعرف نفسي وأعرف أن ألم الافتقاد ألم لا يزول بالوقت.. بل أحياناً ما يزداد.. منذ ما يقرب الثلاث شهور طلب مني أستاذ طارق الشناوي الكتابة عنك.. لم أعرف في وقتها لماذا اختارني من ضمن من اختار.. ولكني بلا شك شعرت بإطراء شديد للاختيار.. وبامتنان أكبر لأنه أعطاني فرصة التعبير عن مدى حبي وتقديري لك".
وتابعت: "في البداية أردت أن أكتب ما يليق بك.. أن أكتب كلاماً منمقاً عن مسيرتك الفنية التي هي حلماً لكل سينمائي وسيناريست.. ولكني كلما كتبت نصاً شعرت أنه لا يوفيك مقامك.. من أنا لأكتب عن مسيرتك؟.. ظللت أكتب وأمسح ما كتبته عشرات المرات.. وتأخرت كالعادة لأنني حاولت أن أكتب ما ظننت أن القراء يريدون قرائته عنك.. ولكن في النهاية هداني عقلي لكتابة ما يحمله قلبي نحوك.. أستاذي.. قلبي يسبق عقلي".
واستكملت: "أخذت وقتا طويلا جدا للكتابة عن “الأستاذ”، حتى كدت لا ألحق طباعة الكتاب. كتبت ومسحت العشرات من الأسطر، في كل مرة أشعر أن ما كتبته ليس كافياً، لا يعبر عن مشاعري تجاهه، ولا عن كم التقدير الذي أحمله له، فالحقيقة عند سؤالي عن وحيد حامد يسبق قلبي عقلي في الرد بمئات الخطوات. من الممكن كتابة مجلدات عن أعمال “السيناريست الكبير وحيد حامد”، ولكنني بعد كتابة العديد من المسودات أدركت أنني لا أريد الكتابة عن أعماله، بل عنه، عن “الأستاذ” بكل ما تحمله الكلمة من معاني. أريد أن أكتب عن محبتي له وعن مدى تأثيره في كإنسانة، وفضله على مشواري كسيناريست شابة قابلته وأنا مازلت طالبة في معهد سينما.
وأضافت: "وتوصلت في النهاية إلى الأسطر القليلة التالية الأشبه بالتلغراف من القلب للقلب: أحب وحيد حامد حباً جماً لا يسعفني قلمي أو خجلي للتعبير عنه. أعتبره المثل الأعلى والبوصلة، ولولاه لما كنت أكتب الآن تلك السطور. ممتنة له منذ دراستي في معهد السينما، وقد لا يتذكر هو، ولكنني أتذكر كيف أخدني من يدي بمشروع تخرجي وقدمني للأستاذ حسين القلا، في هذا اليوم أدركت قيمته الإنسانية أيضاً وليس فقط قيمته الإبداعية".
واختتمت: "ممتنة لكل مكالمة تليفونية شجعني فيها على عمل ما قدمته أو حذرني فيها من تصرف أخطأت فيه أو حتى وبخني فيها على حماقة ما صدرت مني. مرت سنوات عديدة ومواقف قد لا تكون كثيرة العدد، ولكنها عميقة التأثير في وجداني، وكل منها يزيد مكانة الأستاذ في قلبي. كلماتي عنه قد تكون قليلة.. ولكن محبتي له كبيرة للغاية وتفوق قدرتي على التعبير عنها. هذه الأسطر القليلة ما هي إلا رسالة قصيرة في محبة وحيد حامد.” كتبت لك تلك الأسطر.. بكل محبة وامتنان، أستاذي العزيز لن أقول ودعاً.. بل أقول إلى لقاء جميل في مكان يجمعنا لأتلقى منك المزيد من التوجيه أو حتى التوبيخ بكل محبة وسعة صدر.. أنت لم ترحل.. أنت باقٍ بما قدمته لنا ونحن إلى زوال".