السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

ماذا حدث في الحسينية؟.. رواية شهود العيان فى مواجهة التصريحات الرسمية ونقص الأكسجين لمصابي كورونا

القاهرة 24
صحة وطب
الأحد 03/يناير/2021 - 05:26 م

شهدت الساعات الماضية، إثارة كبيرة بعدما انتشر فيديو من داخل مستشفى الحسينية للعزل، أظهر صرخات ذوي المرضى الذين لقوا مصرعهم «نتيجة نقص الأكسجين»، وفق إحد روايتين، كانت في مواجهتها تصريحات رسمية نفت حدوث ذلك مؤكدة أن الوفيات كانت بسبب تأخر حالتهم نتيجة الإصابة بفيروس كورونا. 

فاطمة السيد محمد إبراهيم- 64 سنة، علي محمد صالح- 76 سنة، محفوظ عبد العزيز عبد الرحمن- 44 سنة، مريم أحمد محمد- 67 سنة، 4 أسماء أصبحوا في عداد الوفيات بعد إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، وربما تكون هذه المعلومة المؤكدة الوحيدة بخصوص حادث مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية.

بداية الحادث

الوفيات الأربع بدأت قصتهم في العاشرة من مساء أمس السبت، حيث انتشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي مشوبة بحالة فزع كبير داخل قسم العناية المركزة بالمستشفى المخصصة لعزل الحالات المصابة بكورونا في محافظة الشرقية، بينما يصرخ أحد الموجودين "الحقونا.. كل اللي في العناية ماتوا بسبب نقص الأكسجين".

كانت هذه البداية الأخرى للحادث الذي أخذ منحى آخر، خاصة بعد ساعات قليلة من بيان النائب العام المستشار حمادة الصاوي، يؤكد فيها وفاة اثنين من مرضى كورونا داخل مستشفى "زفتى العام" نظرا لنفاد الأكسجين وقطعه من قبل أحد المسؤولين في المستشفى، لكن وكيل وزارة الصحة والسكان في الشرقية نفى.

ننشر أسماء ضحايا كورونا في قسم العزل بمستشفى الحسينية (خاص)

أين الحقيقة

في الفيديو، ظهرت إحدى الممرضات تتكأ على الحائط لا حيلة لها ولا قوة، بينما جاء أول ردود الفعل في الثانية صباحا عن طريق الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة، والذي نفى في تصريحات لـ"القاهرة 24" صحة المعلومات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حول وفاة الحالات بسبب نفاد الأكسجين على شاكلة مستشفى زفتى العام.

وأضاف مسعود أن هناك 7 حالات في مستشفى الحسينية داخل الرعاية المركزة، ونحو 17 طفلا مصابين بفيروس كورونا، ما يدحض شائعة نفاد الأكسجين.

وأكد مسعود أن لجنة من الطب العلاجي بمديرية الصحة في المحافظة متواجدة بمستشفى الحسينية.

أول تعليق من "الصحة" حول نفاد الأكسجين ووفاة مرضى كورونا بمستشفى "الحسينية" في الشرقية

لكن وكيل الوزارة نفسه قال إنه في المنزل ولم يشهد الواقعة، لنتواصل مع شهود العيان داخل العناية المركزة، والذين شهدوا الحادث، حيث تسمح المستشفى بدخول مرافقين وعمل زيارات لمصابي فيروس كورونا، بالمخالفة للقانون، وكان ذلك على لسان أحمد ممدوح صاحب فيديو الواقعة.

وأضاف ممدوح لـ"القاهرة 24" أن عمته ضمن ضحايا الواقعة، حيث اشتكى المتواجدون داخل المستشفى من نقص الأكسجين والذي يؤثر على حياة ذويهم، إذ فوجئ بأن الأكسجين الموجود بالمستشفى على وشك النفاد، في الوقت الذي يجب وصول سيارة الدعم الخاصة بالمستشفى قبل نفاذ الأكسجين حتي لا تتعرض حياة العشرات من المرضى وأطفال الحضانات والحالات الحجرة داخل قسم العزل المُخصص للمصابين بفيروس كورونا للخطر، لافتًا إلى أنه أحضر أسطوانة أوكسجين تحسبًا لتأخر السيارة.

عمتي ماتت بسبب نقص الأكسجين.. أول تعليق من صاحب فيديو وفاة مرضى كورونا بمستشفى الحسينية

في السياق نفسه أعلن محافظ الشرقية الدكتور عبد الله غراب، فتح تحقيق عاجل في الواقعة للوصول للحقيقة، حيث لم يحسم الجدل بخصوص الواقعة تاركًا الأمر لجهات التحقيق، لكن على العكس أكدت الدكتورة هالة زايد في تصريحات صحفية أن الازمة ليست بسبب نقص الأكسجين ومن يدعي ذلك "إخوان".

بطلة الواقعة

رحلة انطلقت في تمام الخامسة صباحًا، وامتدت لمسافة تخطت مئات الكيلو مترات، قطعها مراسل "القاهرة 24" للوقوف على حقيقة ما حدث، وهو ما بدأ بأحاديث موثقة لجميع المسؤولين، في قائمة ضمت مدير المستشفى ومدير المستشفيات ووكيل وزارة الصحة والمحافظ، لكن البحث عن "آية" ظل الشغل الشاغل والمحرك الرئيس في القصة والرواية.

ما بين المنازل البسيطة بقرية "الحجازية" التابعة لمركز ومدينة الحسينية، انتقلنا للحديث مع "آية" عقب ورود أنباء أكدت مغادرتها المستشفى صباحًا، بعيدًا عن أعين الإعلام، لكن فور لقائنا بالأسرة اختلف الأمر؛ إذ عقبت الأم بأن نجلتها غادرت المنزل في طريقها إلى المستشفى، قبل أن تُعقب: "أنا أم ولما شوفت الفيديو قلبي انخلع، لكن آية بنتي ده شغلها ودورها ولازم تقوم به ومفيش كلام يقال تاني".

لم نعثر عليها ببيتها أو المستشفى.. قصة ممرضة الشرقية التي أبكت الجميع ثم اختفت (خاص)

التقطت شقيقة "آية" أطراف الحديث من والدتها، لتؤكد لـ"القاهرة 24"، أنهم لن يتحدثوا أبدًا بشأن الواقعة، لكنها دللت على دور شقيقتها "البطولي" بأنه واجب لا مناص منه، منوهةً بأنهن 5 بنات، وأن "آية" ترتيبها يأتي بعدها سنًا.

لم تكن آية وممدوح الوحيدان اللذين تواصلنا معهما لاستكشاف صحة الواقعة من عدمها، حيث قال جمال محفوظ نجل أحد الضحايا الأربع، أن والده لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، لكنه على الرغم من دخوله على قدميه، استلمه جثة هامدة ما عليه سوى دفنه كإجراء أخير قبل الفراق الأبدي.

وأضاف محفوظ لـ"القاهرة 24" أن أحد الأطباء قال له "عليكم بزيادة الأكل لوالدكم.. أنا هديت الأكسجين لأنه تخطى نسبة الخطر"، وهو ما تم بالفعل لكن مع ذلك كانت المقابر مصيره وليس المنزل.

هل نعاني من نقص الأكسجين؟

الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية والمستلزمات الطبية، أكد أن مصر لا تعاني من أزمة في الأكسجين، حيث تتوفر نسب أكسجين كافية في مصر، لمنع وقوع المستشفيات في أزمة خلال الفترة المقبلة.

وأضاف عوف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" على قناة DMC، أن هناك وفرة في نسب الأكسجين في مصر، وبالتالي ليس هناك أزمة في نقصه داخل المستشفيات.

من جهته، شدد مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة عوض تاج الدين، إلى زيادة إنتاج الأكسجين ودعم المستشفيات به، وقال في البداية هناك زيادة في استهلاك الأكسجين خلال فصل الشتاء لعلاج الحالات المصابة بكورونا، بجانب أنه في فترة الشتاء تتزايد بعض المضاعفات لأصحاب الأمراض الصدرية المزمنة، بجانب الحالات المختلفة التي تصل إلى المستشفيات، وأضاف أنه على الفور تم التنسيق بين شركات إنتاج الأكسجين ووزارة الصحة لإعادة عمل البعض منها، بجانب زيادة الإنتاجية.

وتابع مستشار الرئيس: "هناك احتياطي استراتيجي وكمية كافية من الأكسجين لدعم مراكز تقديم الخدمة في المستشفيات والحالات التي تحتاج إلى أكسجين في المنازل".

تحرك عاجل

في سياق متصل، تقدم عدد من المحامين بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، ببلاغ للنائب العام، ضد الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، والدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، ووكيل صحة الشرقية ومدير مستشفى الحسنيةـ مطالبين بفتح تحقيق قضائي موسع ومحاسبة المسئولين والمقصريين في واقعة "نقص الأكسجين"، ومعاينة المستشفى على أرض الطبيعة لبيان الإهمال والتقصير.

صحة النواب لـ"القاهرة 24": يجب فتح التحقيق في أزمة نقص الأكسجين بمستشفى الحسينية

في السياق ذاته، قال النائب عن حزب مستقبل وطن في محافظة الشرقية السيد رحمو، إن المواطنين توفوا نتيجة إهمال من مستشفي الحسينية، وسوء إدارة لأزمة نقص الاكسجين، وما يردده مدير المستشفى غير صحيح، "مش ممكن عزرائيل ياخد أرواح 5 مواطنين من مكان مرة واحدة".

بينما قال النائب أيمن أبو العلا، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إنه لابد من التحقيق الداخلي فيما نشر عن أزمة نقص الأكسجين بمستشفيات الشرقية والمحلة، في ظل توافر معلومات رسمية بعدم وجود نقص بالأكسجين، بعد تصاعد وتيرة الإصابات بمرضى فيروس كورونا المستجد.

وأكد عضو مجلس النواب في تصريحات خاصة لـ"القاهرة 24": " أنه يجب على النيابة ووزارة الصحة فتح التحقيق الداخلي معا مع مديري المستشفى والمديرية والمسئولين عنها، مشيرا إلى أنه سيتابع مجريات التحقيق وما إذا استلزم الأمر تحرك برلماني.

وقع عليه 30 محاميًا.. بلاغ للنائب العام ضد وزيرة الصحة ومحافظ الشرقية بسبب واقعة مستشفى الحسينية

المشهد الأخير

قال الدكتور محمد النجار، مدير مستشفى الحسينية في محافظة الشرقية، إن الحالات المتوفية، ماتت نتيجة الإصابة بفيروس كورونا المستجد وكونهم من أصحاب الأمراض المزمنة.

 

ونفى النجار في تصريحات لـ"القاهرة 24" صحة وجود أزمة نقص في الأكسجين تسبب في وفاة الحالات، حيث أشار إلى أن المستشفى بها وفرة في الأكسجين، متهما بعض المواطنين باقتحام العناية المركزة.

وتعمل النيابة العامة على تقصي الحقائق بخصوص حادث وفاة مصابين بفيروس كورونا المستجد داخل مستشفى الحسينية بمحافظة الشرقية، حيث وجهت بلجنة لاستبيان الأمر، حيث يتم ذلك عن طريق التحقيق مع مسؤولي المستشفى ووزارة الصحة والسكان،  للتأكد من منسوب الأكسجين وتوفره من عدمه داخل المستشفى.

لجنة من الطب العلاجي في مستشفى "الحسينية" بالشرقية للتحقق من توفر الأكجسين

 

تابع مواقعنا