جثة في المنور... كواليس انتحار السباك بعد تعطله عن العمل بسبب كورونا (صور)

تشير  عقارب الساعة إلى الثامنة مساءا، فينتبه أحد الأشخاص إلى تغيب شقيقه، فهاتفه ولكنه لا يجيب، فأرسل نجله في طلبه، فعاد ليخبره بأن لا أحد يجيب، فيدب الشك في قلبه أنه مكروها حدث، فيهرول مسرعا إلى شقه أخيه ويطرق بابه حتى كاد يكسره، ولكن بلا جدوى، فيقفز إلى المنور عله يستطيع الدخول، فتلمح عيناه جثه معلقة بحبل لا حراك بها، وسط ظلام دامس لا يقطعه سوى شعاع النور الذي انبثق من نافذة المنور، فاستقر على جثة شقيقه، ليصور مشهدا تقشعر له الأبدان.

وشهد شارع العبور بمنطقة حلوان، انتحار سباك يدعى محمد 36 سنة، وذلك لكثرة مطالبة زوجته بضرورة توفير مسكن زوجية بمساحة أكبر من المسكن الحالي.

وقال عم المتوفي، أن ابن أخيه كان أقرب الأشخاص اليه لشهامته وحسن أخلاقه وسيرته التي كنا نتغني بها بين الناس، فلم يترك باب منزل إلا وطرقه للعمل به، فكان يعمل سباكا بأحد الشركات بأسيوط، ولكن مع تفشي فيروس كورونا تم تسريح العاملين وكان محمد أحدهم، فضاقت نفسه وساءت حالته، ولكنه قرر شراء توك توك له يعول به أسرته التي تتكون من 6 أفراد، وبدأ يبحث عن أي فرصة للعمل ولكنه لم يجد.

أنهى حياته بـ 20 طعنة.. إحالة أوراق بلطجي قتل صيدليًا رفض إعطاءه "تامول" في الشرقية للمفتي

وتابع قمت بنقل عملي إلى العاصمة الإدارية، علني أستطيع ايجاد فرصة عمل له، فقد أعياني حاله وأوجعتني أحواله، وبالفعل وجدت له بعض الأعمال في طائفة المعمار، واتفقت معه عليها، ووعدني بالذهاب والعمل، ولكن شاءت الأقدار أنه يقتل نفسه، ليترك لنا عذابات فراقه وآلامه، فكان واسطة العقد بين أخوته.

والتقط شقيق المنتحر الحديث وقال أنه شقيقه عانى كثيرا في أواخر أيام حياته، فكان قبلها يتحصل على مبالغ كبيرة، جراء الأعمال التي يقوم بها، وكان لا يحرم نفسه وأسرته من ملذات الدنيا شيئا، ولكن الدنيا لا تسير على وتيره واحدة، فانقلب حاله وتبدلت أحواله، وكان إلى الفقر أقرب من الاستقرار.

وأضاف لم تعينه زوجته ولم تقف بجواره في هذة المحنه، تلك التي تزوجها من 12 عاما، وأنجب منها 4 أبناء، لم تراع نكسته ولم تصبر على محنته، وزادت الأمور سوءا وطالبته بتغير الشقة التي يعيشون فيها، إلى أخرى في مكان أرقى وبمساحة أكبر، ليزيد همه ومشقته، فكيف يلبي لها مطالبها وهو لا يملك من فتات الدنيا شيئا، فطلب منها الصبر فلم تجب، وغادرت منزل الزوجية وأخذت أطفالها إلى بيت أهلها، وتركته وحيدا يعاني الوحدة والفقر وقلة الحيلة وهوان النفس، وما أسوأ أن ينفرد الشيطان برجل يأس من حياته فيجعله ييأس من رحمة الله، ويقتل نفسه.