هل يحاكم ترامب بتهمة التحريض على العنف بعد اقتحام الكونجرس؟
فوضى عارمة وأعمال عنف ودماء اجتاحت مبنى الكونجرس الأمريكي، مساء أمس الأربعاء، بعد اقتحام أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب المبنى أثناء انعقاد الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ للمصادقة على نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها ترامب، لصالح منافسه الديمقراطي جو بايدن.
مشاهد أدانها جميع القادة في جميع أنحاء العالم، فضلًا عن الساسة والمسؤولين الأمريكيين، وتوجهت جميع السهام نحو الرئيس ترامب، الذي ألقى كلمة لأنصار قبيل الواقعة مباشرة، دعاهم فيها للزحف نحو الكونجرس، وكرر مزاعمه بشأن تزوير نتيجة الانتخابات، وأنه من فاز بشكل كاسح وأن حصول بايدن على 81 مليون صوت مجرد "مزحة"، ولم تهدأ الأمور إلا بعد ظهور ترامب ثانية ليخاطب أنصاره بالتراجع والعودة إلى منازلهم.
ووجه كثيرون اتهامات لترامب، بالتحريض على العنف وتهييج الجماهير لاقتحام مبنى الكونجرس وتعريض حياة النواب للخطر، فضلًا عن تهديد السلم الأهلي والاعتداء على الديمقراطية، ما يزيد من فرص مساءلة الرئيس ترامب ومحاكمته بتهمة التحريض على العنف، بعد مغادرته السلطة، لكنه يبقى أمرا غير مضمون نظرًا لحساسية خطوة كتلك.
تقييد ترامب المتهم بالتحريض على العنف
وأطلقت منصات التواصل الاجتماعي الرصاصة الأولى تجاه ترامب "فيس بوك وتويتر وانستجرام"، بمنع منشوراته وفيديوهاته التي بثها أمس بداعي تضمنها تحريضًا على العنف، فضلًا عن تعليق حساباته لمدة تراوحت من 12 إلى 24 ساعة لمنعه من أية منشورات جديدة قد تتسبب في تأجيج الوضع أكثر مما هو عليه، قبل أن يقرر مارك زوكربيرغ، قبل قليل عن تجيمد حسابات ترامب على فيسبوك وانستجرام، لأجل غير مسمى، وقد تكون المدة أسبوعين حتى تسليم السلطة لبايدن.
كما واصلت وسائل الإعلام الأمريكية المختلفة أمس غيابها عن تغطية أي حديث لترامب أو منشورات له، وباستثناء قناة فوكس نيوز، التي كانت تدعمه طوال فترة رئاسة، لم تذع أي وسيلة إعلام أمريكية كلمة ترامب، أمس، التي كرر فيها دعاوى تزوير الانتخابات ودعا أنصاره لوقف "السرقة"، على حد تعبيره.
انتقادات دولية ودعاوى لمحاكمة ترامب
ولم يسلم ترامب من انتقادات المسؤولين من شتى بقاع العالم، فقد عبر الكثيرون عن صدمتهم للمشاهد التي بُثت عبر وسائل الإعلام من داخل الكونجرس الأمريكي، ومشاهد العنف والدمار، التي تعد اعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
وانهالت الاستقالات على مكتب ترامب، من أعضاء إدارته بعد أحداث الكونجرس أمس، فيما سارع الحزب الجمهوري إلى نفض يده من هذه الأحداث "المشينة" في محاولة للحفاظ على ما تبقى من شعبيته.
وقال النائب الديمقراطي ديفيد سيسلين إنه يجب محاكمة الرئيس ترامب، على تحريضه المحتجين، زإدانته، واصفا ما حديث بالكونجرس بأنه أمر شائن، فيما قالت النائبة إلهان عمر إنه سيتم عزله من منصبه بعد أن حرض مناصريه على محاصرة واقتحام الكونجرس.
لكن في نهاية المطاف، خرج ترامب، في وقت متأخر، ليتعهد بأنه سيتم نقل السلطة سلميا إلى الإدارة القادمة برئاسة بايدن، في 20 يناير، وذلك بعدما صدق الكونجرس على فوزه.
