ما الفرق بين لقاحات كورونا.. وعلى أي أساس تختار كل دولة نوعيتها؟
مَن تحت المجهر؟ الفيروس أم نحن، الجزيئات القاتلة أم العلم؟ ومن يختبر من؟ كورونا امتحان معقد ومأزق عالمي، الخلاص منه يبدأ عبر الأنابيب ونخبة من علماء الدول الأكثر تقدمًا وتضررًا، ولم تكن هناك دولة بمنأى عن تفشي الفيروس، وهناك أكثر من 100 لقاح تحت التجارب، ووفق تقرير نشر بقناة العربية نستعرض الفرق بين اللقاحات.
معادلة أي لقاح يتم تطويره تعتمد على أمر واحد وهو خداع الجسم ليعتقد أنه تعرض لهجوم من قبل جسم عدو وتبدأ المقاومة من قبل الجهاز المناعي متطورةً أجسام مضادة تقضي بدورها على الفيروس، وهناك 155 من اللقاحات بقيت في إطار التجارب المخبرية وانتقل 47 لقاحًا إلى التجارب السريرية من خلال ثلاثة مراحل يخضع لها المتطوعون، تبدأ باختبارات السلامة المصغرة لتتوسع إلى المرحلة الثانية بأعداد متطوعين أكبر تبقى في حدود المئات، لينضم إليها في المرحلة الثالثة عشرات الآلاف لقياس فاعلية اللقاح الذي يجري تطويره.
وبين الخوف من الفيروس وتداعياته المدمرة وتجنب ضريبة السرعة وما تحملها من تشكيك في قدرة اللقاحات وفاعليتها، أفرزت هذه التجارب ما كان مرجوًّا ومنتظرًا منها، لقاحات عدة تقدمت في السباق العالمي لكبري شركات الأدوية أسماؤها باتت تتردد على مسامع مليارات البشر.
وانقسمت اللقاحات إلى أربعة مناهج، الأول من قبل "أسترازينيكا - أكسفورد"، جونسون أند جونسون، والمعهد الروسي الياباني، ويعتمد المنهج على حقن الجسم بفيروس مختلف مضاف إليه القليل من المادة الوراثية لفيروس كورونا التي تتشكل على أساسها مناعة الجسم وتتشكل على أساسها المقاومة في حال الإصابة
واتجهت سينوفارم وسينوفان الصينيتان إلى استخدام كورونا نفسه بعد إبطال العدوى وشل قدرته مع ضمان تحفيز الجرعة التي تحتوي عليه للإستجابة المناعية.
أما عن النهج الثالث، فيتضمن الوحدة الفرعية التي توصل إلى الخلايا شظايا فيروس كورونا إما القشرة الميتة أو البروتينات غير المجسدة التي لا يمكنها التكاثر والتسبب في عدوى، فهذه اللقاحات اكتسبت اهتماماً عالمياً واسعاً غير لقاحين أخرين.
وحظي لقاح "موديرنا" ولقاح شركتي "فايزر" و"بيونتك" بالتفافة غير مسبوقة وينظر إليهم على أنهم اختراق علمي طالما تمنى العلماء تحقيقه، كما أن التكنولوجيا لا تعتمد على أجزاء من الفيروس بل على الشفرة الوراثية لحمض نووياً يصنع مخبرياً ليتطابق مع الحمض النووي الموجود في كوفيد-19 ومع حقنه مع الخلايا البشرية يدفعها إلى تصنيع البروتينات المماثلة لبروتينات كورونا التي تقوم بخلق الأجسام المضادة والتي تهاجم الفيروس بعد الإصابة به، وتنقض الخلايا التائية التي تحفز اللقاح أيضاً لتدمير الخلايا المصابة.
ونحن نتحدث عن 8 مليارات إنسان يعيش على وجه الأرض يحتاج الواحد منا إلى جرعتين من اللقاحات، ويمكن للدول أن تحصل على أكثر من لقاح في نفس الوقت غير أن الأزمة تكمن في الكمية، هناكة دولت حصلت على اللقاح دون غيرها، كما أن هناك فئات ستحصل على اللقاح قبل أخرى في ذات البلد، مع التركيز على الكوادر الطبية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
ومع كل هذه التحديات هناك تحدي أكبر وهو درجة تخزين اللقاحات، فمثلًا لقاح شركة فايزر الذي يحتاج إلى درجة حرارة -70 مئوية أي أن شحنة دولياً يتطلب طريقة خاصة تتضمن أجهزة تبريد توفرها الشركة.
ولم يواجه لقاح جامعة إكسفورد وأسترازينكا كل هذه التعقيدات لأنه بالإمكان حفظه في درجة حرارة الثلاجة العادية، وهناك 92 دولة غير قادرة على تكاليف اللقاحات.
بوريس جونسون: ما يقرب من 1.5 مليون بريطاني تلقوا الجرعة الأولى من لقاح "كورونا"