"المستخلصون يصرخون".. mts تعرقل توجيهات الرئيس بسرعة الإفراج الجمركي عن البضائع بميناء الإسكندرية
أوشك ميناء الإسكندرية على التحول إلى ميناء طارد للبضائع بعد أن فشل نظام النافذة الجمركية الموحدة والذي تطبقه شركة mts، في تحقيق الهدف الأساسي من تطبيقه وهو التسريع في إنهاء الإفراج الجمركي على البضائع وتقليل تكلفة الغرامات عليها والذي من شأنه أن يقلل سعر المنتج النهائي للمستهلك ويساعد في جلب العملة الأجنبية من خلال التصدير حسب عدد من المستخلصين الجمركيين.
وقال المستخلصون إنه بالرغم من دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجيهه للحكومة بإنهاء معاناة التجار والمستخلصين في الجمارك بسرعة الإفراج الجمركي عن البضائع، فإن الواقع يسير عكس القرارات والتعليمات الرئاسية، حيث يعمل نظام شركة mts على عرقلة الإجراءات للإفراج الجمركي عن الرسائل مما يزيد مدة الإفراج من يومين إلى 15 يومًا، وبالتالي زيادة تكلفة البضائع وسوء أحوال المستخلصين الجمركيين الذين يعانون من مواجهة فيروس كورونا عبر التزاحم اليومي ومع بطء تنفيذ الإجراءات والذي يظهر عدم وجود ربط بين النظام الجديد وأطراف المنظومة الجمركية.
وطالب نحو 20 ألف مستخلص جمركي بميناء الإسكندرية، بوضع حلول عاجلة لإنهاء الأزمة ومنع خطر الإصابة بفيروس كورونا وتخفيف الأعباء المالية على المستهلك النهائي عبر تقليل الغرامات التى سترفض بسبب بقاء البضائع في الميناء لأطول فترة ممكنة.
اتحاد المستثمرين: مستعدون للتكفل بتطعيم العمالة في منشآتنا بلقاح "كورونا"
يقول المهندس أحمد مصطفى نائب رئيس منظمة الفياتا العالمية "FIAT" لوسطاء الشحن، إن تطبيق نظام النافذة الجمركية الموحد هو أمر مهم وضروري والهدف منه تقليل فترة الإفراج الجمركي وتسريع حركة الإجراءات ومواكبة العصر في استخدام التكنولوجيا، إلا إن الوضع اختلف مع تطبيق نظام شركة MTS حيث يعاني المستخلصون من بطء الإفراج الجمركي عن الرسائل ووجود تزاحم مستمر.
وأضاف في تصريح خاص لـ"القاهرة 24"، كان هناك 3 تجمعات لوجستية في ميناء الإسكندرية بجانب 4 مراكز أخرى، كانت تستخدم المخلصين وبالتالي لا يوجد تزاحم قبل أزمة كورونا، ورغم قدم سيستم الجمارك لكن المستخلصين تعودوا عليه، وكان هناك 7 تجمعات تساعد في تخليص الإجراءات في وقت قصير.
وأضاف أن النظام الجديد الذي تستخدمه شركةmts يعتمد على رسائل الـ sms والبلوك تشين، إلا إنه لا توجد خبرات كافية للتعامل مع هذا النظام من قبل العاملين بالشركة المنفذة، كما أن جميع الإجراءات أصبحت تتم في مكان واحد واختصرت 7 أماكن مما أدى إلى وجود تزاحم كبير لا سيما في ظل أزمة انتشار فيروس كورونا.
وبالتالي أدى ذلك إلى تعطيل العمل كما أن حجم العمل يتضاعف إلى 3 أضعاف ويؤدي ذلك إلى ارتفاع التكلفة خاصة وأن الشركة الجديدة قامت بزيادة عدد المستندات المطلوبة للإفراج عن الرسائل الجمركية بواقع 4 مستندات إضافية عن الموجودة، كما أن السيستم الذي تعمل به شركة mts جديد ولا بد أن يكون هناك نظام جديد لا سيما وأن نحو 65% إلى 68% من تجارة مصر صادر ووارد تتم عبر مينا الإسكندرية والتي انخفضت إنتاجيته وبالتالي سيؤثر هذا على إيرادات الدولة.
الأربعاء.. تفاصيل عقد مزاد للسيارات المخزنة بساحة جمارك مطار القاهرة
وتاابع: "المجمع الصادر كانت تتم إجراءاته خلال ساعات قليلة، الآن أصبحت أيامًا، وبالتالي لا بد أن يتم مراجعة هذا النظام، ولا بد وأن يكون التعامل مع هذا الملف بحرافية لأنه يجلب عملة صعبة للدولة، فالتأخير في عملية الإفراج تعني أن هناك بضائع ستنقص وخطوط إنتاج ستتوقف ومن ثم لا بد من تقييم الوضع لحل الأزمة.
أوضح، أن المجتمع التجاري يشتكي، لأنه يريد إنجاح المنظومة عبر تقليل المستندات ووقت الإفراج والتكلفة والإجراءات، فالمستخلصون الجمركيون يستغرقون 12 يومًا في حين كان العمل يتم في يومين وهذا يخلق أزمة في العمالة، بجانب انخفاض عدد الشهادات المستخلصة، والأهم حل مشكلة الازدحام الذي يشكل جريمة بيئية وصحية في حق الموظفين والمستخلصين، خاصة وأن يوميًّا يوجد 400 فرد في صالة واحد بدون إجراءات صحية ووقائية، فالمبنى مزدحم بشكل مستمر.
استطرد: "لدينا قرار رئيس الوزراء بالفحص المشترك ،هذا لا يحدث في ظل التخبط بين رسائل الشركة لجهات العرض والجمارك، فالحاوية تصل الميناء في حين ان جهات العرض لا تصل وبالتالي تتأخر الشحنة على الميناء وتتضاعف الرسوم، ليس لدينا مشكلة فى السيستم الجديد لكن لابد من تحقيق الهدف منه ،وحتي لا تهرب البضائع الى موانئ أخرى، وهذا في ظل دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتسريع إجراءات الإفراج الجمركي للخروج البضائع ومنع ارتفاع تكلفتها على المواطن.
واقترح مصطفى وضع حل مؤقت يعتمد على توزيع العمل الذي يتم الآن في مكان واحد على نحو 3 أو 4 مجمعات لمنع التزاحم ولحين اكتساب العاملين بشركة mts الخبرات الكافية، أما الحل طويل الأجل يتمثل في تغيير النظام الحالي المستخدم لربط المواني في النافذة الواحدة، لأن هذا النظام لن يحقق طموح الدولة، واستخدام أنظمة دولية.
ومن جهته يقول أشرف مصطفى مستخلص جمركي، هناك توجه من الدولة لتحويل منظومة العمل في الجمارك للنظام الإلكتروني، وبالتالي استعانوا بشركة mts للخدمات المصرية قبل 2010 لعمل مباني وبرامج مساعدة لتنفيذ الرسائل الجمركية، وقامت الشركة بعمل برامج وإنشاء مباني بشكل تجريبية، وذلك فى وجود لجنة من الجمارك للتعرف على المنظومة الجديدة وكيفية عملها وكيف ستساعد في تطبيق رؤية الحكومة في إنشاء نافذة جمركية موحدة، إلا إنهم بعد 3 أشهر وجدت لجنة المراجعة والمراقبة أن المنظومة التي تعمل بها mts لا تصلح، ووجدوا أن المنظومة تقوم بتأخير عملية الإفراج عن الرسائل، ومن ثم طالبوا بفسخ العقد بناءً على إجرءات المراجعة، ومن ثم أوقفت الجمارك التعامل مع الشركة .
إلا إن المسئول عن الشركة وقتها وهو أردني الجنسية قام برفع قضية أمام مركز التحكيم الدولي ببنك الأكسيد بواشنطن، ثم حصلوا على تعويض بقيمة 80 مليون دولار، ووجدت الجمارك أنها في ورطة وأنها غير قادرة على دفع قيمة التعويض، وتم الضغط عليها بقبول عمل الشركة مرة أخرى وعادت في 2013 للعمل في الجمارك مرة أخرى عبر إنشاء مباني ووضع نظام عمل إلكتروني جديد لتبدأ العمل في عام 2017 في مطار القاهرة لكن الأمر لم يكن على ما يرام ثم انتقلت الشركة لجمارك بورسعيد فازداد الأمر سوءا حتى وصلوا إلى ميناء الإسكندرية .
أضاف أن المنظومة التي تعمل بها mts منذ بدايتها وحتى الإفراج الجمركي تتمتع ببطء شديد، ولا يوجد بها تواصل وترابط مع جهات الإفراج المختلفة داخل الجمارك ولا مع إدارة الجمارك نفسهم، ومن ثم بدلًا من الإفراج عن الرسالة الجمركية في خلال يومين أو ثلاثة أيام بالكثير في النظام العادي، تزيد مدة الإفراج لتصل إلى 15 يومًا، وبالتالي تفرض غرامات على البضائع الموجودة في الميناة، يقوم التاجر فيما بعد بتحميلها على المستهلك.
من جانبه يرى محمود حسن مستخلص جمركي، أن هناك إهمالًا كبيرًا من قبل شركة MTS في الحفاظ على المستخلصين، حيث قامت ببناء مبانٍ صغيرة جدا لا تستوعب أعداد المخلصين الجمركيين يوميًّا، بجانب البطء وعدم الخبرة في تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالإفراج الجمركي مما يؤدي إلى تأخير عملية الإفراج، كما أنه لا يوجد ربط بين عملية الفحص والجهات المفترض وجودها لإنهاء الإجراءات مثل هيئة سلامة الغذاء.
وطالب في تصريح لـ"القاهرة 24" بتوزيع مراكز تخليص الرسائل وعودة المجمعات اللوجستية المتفرقة للحفاظ على سلامة المستخلصين من وباء فيروس كورونا خاصة وأنه في ذروته الثانية والتي نرى يوميًّا أنها تحصد عشرات الأرواح وتصيب الآلاف .