كفاح من أجل المعلومة.. معاناة أولياء الأمور مع نظام "التعليم عن بُعد"
يستكمل الطلاب في مراحلهم التعليمية المختلفة، المناهج الدراسية الخاصة بالفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجاري، وذلك من خلال نظام "التعليم عن بعد"، عبر منصات التعليم، بعد توقف الدراسة من المدرسة، وفقًا لقرارات رئاسية.
منصات عدة، أطقلتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لاستكمال العملية التعليم، ووفرت العديد من الفيديوهات التي تشرح لأولياء الأمور طريقة التعامل مع هذه المنصات لمساعدة أبنائهم للاستفادة من المنصات المختلفة، إلا أن هناك العديد من الشكاوى لأولياء الأمور، الذين أكدوا على أن عملية "التعليم عن بعد" لا يمكن أن تعتمد لاستكمال مناهج حيث يعتبرون أنهم يكافحون من أجل الحصول على معلومة.
"النت بعافية قوي" أبرز شكاوي، أولياء الأمور كما تقول "أسماء محمد"، ولية أمر طلاب في مراحل مختلفة، هي الإنترنت في مصر، سواء في المناطق الراقية أو في الأرياف والقرى، وإن كانت الصعوبة في الأرياف تكون مضاعفة، مشيرةً إلى أن الإنترنت لديها لا يساعد أبنائهم على الاستفادة من العملية التعليمية، وحضور الحصص "اون لاين" بشكل جيد، مطالبةً بضرورة توفير بنية تحية جيدة.
بننطرد برة الفصل كتير!
ووافقتها الرأي إيمي جمال، ولية أمر لأبناء في مراجل عمرية مختلفة، والتي أكدت على أن أبنائها أثناء تواجدهم في الحصص يتفاجئون بخروجهم دون أن يسجلوا خروج "بينطردوا برة الفصل.. المنصة بتطردهم"، مشيرةً إلى أنه حتى الآن لا توجد حصة واحدة حضرها الطلاب دون مشاكل، في استنكار شديد لتأكيد التعليم على أن الامتاحانات ستكون من المناهج كاملة دون محذوفات، بما في ذلك المنهج الذي استكمله الطلاب عبر المنصات.
المعلومة مبتوصلش لأعطال فنية كثيرة بعيد عن النت، أو قد يكون لها علاقة بالنت، كما يقول محمد محمود، ولي أمر طلاب بالصف السادس الابتدائي، إنهم لا يستفيدون من العملية التعليمية ولا تصل لهم المعلومات بشكل صحيح، حيث أنه في معظم الأحيان، يكون الصوت متأخر وبطيئ بشكل يشوش على وصول المعلومة للطلاب.
"ليه ينيفورم وصحيان بدري" بعيدًا عن المشكلات التقنية التي تحول دون العملية التعليمية، ثمة عيب آخر تشير إليه سماح محمد ولية أمر لطلاب بالصف الأول الإعدادي، وهو الاستيقاظ مبكرًا، وارتداء الينيفورم لحضور المحاضرة أو الدرس، حيث تقول: "مش فاهمة إيه فايدة الينيفورم والطلاب يصحوا بدري عشان يلحقوا يلبسوا والموضوع إنترنت، ممكن يكونوا لابسين لبس البيت عاجي"، إلا أن هذه الأزمة التي تعاني منها "سماح" لا يشتكي منها كثيرون من أولياء الأمور، بل يجدونها مهمة حتى يستشعر الطالب أنه متواجد في المدرسة فعليًا.
ما ذنب المعلمة؟ إحدى المعلمات في إحدى المدارس الخاصة بالجيزة، والتي فضلت عدم ذكر اسمها، أكدت على معاناتها بشكل شخصي، من عملية "التعليم عن بُعد"، مرجعة الأمر إلى أن الثقافة المصرية لا توجد بها هذه الجزئية ولا يجدون التعامل معها، لذا تواجه العديد من المشاكل يوميًا: "الطلاب كل شوية يسيبوني ويركزوا في حاجات تانية، بيطلبوا مني طلبات غريبة وكإني قدامهم، وفي أوقات ممكن أسمع أصوات خناق في بيوتهم، ممكن مامتهم تطلب منهم يعملوا حاجة وكل ده عندي، لإني بفتح ليهم عشان المناقشات، ذنبي إيه اسمع الكلام ده!"، مؤكدةً أنه بالنسبة لوصول المعلومة، فإن الحضور يفرق كثيرًا عن المنصات، لا سيما أنهم يتعاملون مع أطفال يحتاجون إلى طرق تعليم مختلفة لوصول المعلومات.