ماذا بعد فشل المفاوضات.. سيناريوهات التعامل المصري مع أزمة سد النهضة
وصلت مفاوضات سد النهضة الإثيوبي إلى طريق مسدود مرة أخرى، بعد رعاية الاتحاد الإفريقي الذي ترأسه دولة جنوب إفريقيا، وإعلان فشل التوصل لاتفاق حول طريقة ومنهجية التفاوض خلال الفترة المقبلة، للبدء في التوصل لاتفاق حول النقاط الخلافية الفنية والقانونية.
ولم يتم الإعلان من قبل أي طرف الخطوة المقبلة في المفاوضات التي استمرت في جولتها الأخيرة 7 أشهر تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، لكن خبراء كشفوا لـ"القاهرة 24" السيناريوهات التي تملكها القاهرة خلال الفترة المقبلة للتعامل مع الأزمة.
"البرهان" يطلع على تطورات مفاوضات سد النهضة.. ووزير الري: نحتج على الملء الثاني
في البداية قال طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الخارجية أصدرت بيانًا بفشل المفاوضات وهذا الفشل مرتبط بتعنت الجانب الإثيوبي، ومحاولة تشعيب عناصر الأزمة في عدة مسارات.
وأضاف، في تصريح لـ"القاهرة 24"، أن الإعلان عن بناء سدود جديدة هذا يعني أنه في الوقت الذي نتفاوض فيه أن الخطورة ليست في الملء الثاني، وإنما في تصميم إثيوبيا على إدارة الملف من زاوية واحدة، وأن موقف السودان الذي أعلنه كان جيدا.
وأضح فهمي أن لدينا سيناريوهين الأول هو: أن الاتحاد الإفريقي يعلن رسميا ويخبر الأمم المتحدة بفشل المفاوضات رسميا، وبالتالي يحق للدول المعنية العودة إلى الأمم المتحدة، ويعطي لمصر الحق في الذهاب لمجلس الأمن، وبالتالي إعادة طرح الملف وتتخذ إجراءات تنفيذية، مضيفًا أن الثاني هو أن يدعو الاتحاد الإفريقي مرة أخرى لعودة واستئناف المفاوضات، ويلجأ الإثيوبيون إلى حرق الوقت قبل الوصول إلى الملء ويستغرق 5 أشهرتقريبا إن لم يكن أقل، وقد وصلوا إلى 78% من العمل في السد. وقال الدكتور عباش شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه كان من المقرر عقد لقاءات ثنائية وثلاثة بين خبراء الدول الثلاث وخبراء الاتحاد الإفريقي خلال الأسبوع الماضي بعد الاجتماع السداسي، وهو ما لم يتم بسبب عدم حضور السودان الذي اقترح أن تكون المفاوضات ثنائية فقط بين كل دولة على حدة، وخبراء الاتحاد الإفريقي ثم عرض ما تم على الوزراء في اجتماعهم الذي كان مقررا أمس.
هاني رسلان: إثيوبيا خرقت تعهداتها أمام الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة
وأوضح، لـ"القاهرة 24"، ضرورة الاتفاق على منهجية المفاوضات خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن دولة جنوب إفريقيا أمامها حتى نهاية شهر يناير للتوصل لاتفاق أو تحقيق أي تطور في هذا الملف، لأنها ستسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي للكونغو الديمقراطية.
وأشار أستاذ الموارد المائية إلى أن المفاوضات برعاية دولة جنوب إفريقيا استغرقت أكثر من 7 أشهر دون اتفاق أو تحقيق أي تطور، وهو ما يشير إلى صعوبة التوصل لاتفاق من خلال الاتحاد الإفريقي وضرورة وجود مسار جديد للتفاوض.