الجثث معرضة لأكل الذئاب.. اتهامات متبادلة بين أهالي قرية بالمنوفية ومسؤولي الآثار (صور)
سادت حالة من الاستياء على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد رفع أهالي قرية البندارية، التابعة لمركز تلا، بمحافظة المنوفية، فيديوهات وصورًا، لرفات آدمية داخل مقابر القرية، متهمين مسئولي وزارة الأثار بتنفيذ إزالات لمقابر يوجد بها جثامين وتركها عرضة للحيوانات المفترسة.
اتهامات متبادلة بين أهالي القرية ومسئولي الآثار في المنوفية، وتعود أسباب الأزمة لوجود المقابر على مساحة 4 أفدنة، أعلى تل مسجل في الآثار على مساحة 27 فدانا، وتم وضع التل تحت مليكة الوزارة، بعد أن كان ملكا للدولة، وقبل هذا الإجراء شيد الأهالي مقابر القرية على تلك الأرض ولكن بعد دخولها كمنطقة ملك الآثار، لا يمكن البناء أو الترميم إلا بموافقة الآثار طبقًا للقانون.
وذكر الأهالي في شكواهم المتكررة، التي أثاروا بها ضجة كبيرة، أن التل يحمل مئات المقابر منذ زمن بعيد، ولم تكن هناك مشكلة، وبعد عام 2011 قام الكثيرون ببناء مدافن مخالفة، وتم عمل محاضر لها من قبل مسئولي الآثار استعدادًا لهدمها، وذلك كان عاديًا ولم يحدث به مشكلة، لكن بسبب أمطار الشتاء الماضي وتهدمت بعض المقابر وظهرت الجثث وتعرضت لخطر الافتراس من الذئاب، فطلب العشرات من أبناء القرية الترميم بشكل رسمي عن طريق دفع الرسوم اللازمة ولمن لم تتم الموافقة على تلك الطلبات.
وأكد باسم صبري من أحد أهالي القرية، لموقع "القاهرة 24"، أن أحد الأهالي قام بترميم المقابر الخاصة به، وقام من وراءه باقي الأهالي خشية انهيار المدافن على رفات ذويهم، ما جعل الآثار تقوم بتنفيذ حملة لهدم المقابر، مشيرًا إلى وجود بعض الجثامين داخل تلك المقابر، وتركوها بدون أبواب، قائلًا إنَّ هناك بعض المواطنين وجهوا اتهامات إلى الآثار بتعمد فتح مقابر مغلقة يتواجد بداخلها أموات.
ومن جانبه، قال مصطفى خلف، مدير إدارة التعديات في مديرية آثار المنوفية، لموقع "القاهرة 24"، إن التل خضع للقرار الوزراي سنة 1982 برقم 231، وكان عليه مقابر مقامة كإشغالات، قبل خضوعه لقانون حماية الآثار، وكان عدد المقابر معلومًا ومحدد المكان في الجهة الجنوبية الغربية، مشيرًا إلى أن بعد 25 يناير شيد أكثر من 700 مدفن جديد مستغلين الانفلات الأمني، في ذلك التوقيت، وتجددت تلك التعديات في تلك الفترة بسبب تداعيات كورونا.
أهالي قرية بالمنوفية: فقدنا 10 أرواح خلال 24 ساعة بسبب كورونا.. و"الصحة" تنفي
وأضاف مدير عام التعديات بآثار المنوفية أن الترميم له ضوابط ولا بد من الحصول على الموافقات اللازمة، وأن من يحق لهم تلك الترميمات بعد التقدم بطلبات، هي المقابر القديمة التي تواجدت قبل خضوع تلك الأراضي لملكية وزارة الآثار.